محاور المشاهير  عدنان الكاتب يحاور  الأميرة “أوليمبيا”Olympia  

من عائلة ملكية عريقة حكمت اليونان إلى أن ألغي نظامها الملكي، وتحوّلت إلى جمهورية قبل أكثر من أربعة عقود، تأتي أميرة شابّة جذبت في الآونة الأخيرة اهتمام عالم الموضة الفاخرة بأناقتها الشخصية المميزة، وبمشاريع تعاونها مع علامات مرموقة. إنها الأميرة “أوليمبيا”Olympia  حفيدة ملك اليونان “قسطنطين الثاني”، وملكة اليونان وأميرة الدنمارك “آن ماري”، وابنة الأمير “بافلوس” ولي عهد اليونان و”ماري-شانتال ميلر” رائدة الأعمال، وابنة رجل الأعمال الملياردير الأمريكي “روبرت ميلر”.. وبمناسبة إطلاق الحملة الإعلانية لمجموعة حقائب “كابوسين” لهذا الموسم من دار “لويس فويتون”، بالتعاون مع الأميرة اليونانية “أوليمبيا”، التي تحمل هذه الحقائب الجديدة، وهي تتنزه في الهواء الطلق، متنقلة بين مباني لندن وحدائقها، وتلخّص الأنوثة الراقية والأناقة الحديثة اللتين تتّصف بهما حقائب “كابوسين”، التقينا بهذه الأميرة التي تجسّد بجمالها وشخصيتها وأناقتها رقيا ملكيا عصريا.

حوار: “عدنان الكاتب” Adnan AlKateb

غذّت “أوليمبيا” شغفها بعالم الموضة منذ سنين الطفولة، وصارت اليوم عارضة أزياء تتهافت أرقى علامات الأزياء والمجوهرات ومستحضرات التجميل على التعاون معها، وأصبحت وجها تنتظره عدسات الكاميرات في عروض أهم الدور خلال أسابيع الموضة. تجمعها بالدار الفرنسية الفاخرة “لويس فويتون”Louis Vuitton  صداقة ولدت قبل سنوات عدة، وأثمرت حملة إعلانية باريسية لحقيبة “كابوسين”  Capucines قبل سنتين، تلتها حملة أخرى جديدة لهذه الحقيبة الأيقونية في شوارع العاصمة البريطانية لندن التي ترعرعت فيها الأميرة “أوليمبيا”، وتعتبرها اليوم مدينتها.

حب العائلة وصداقة الأم: لدى عارضة الأزياء ونجمة المجتمع والعضو في الأسرة اليونانية الملكية “أوليمبيا”، أقارب من عائلات أوروبية مالكة كثيرة، من الدنمارك وإسبانيا إلى المملكة المتحدة. هي الابنة الوحيدة للأمير “بافلوس” وزوجته الأميرة “ماري-شانتال” اللذين أنجبا أيضا أربعة أبناء. عن عائلتها، تتحدث الأميرة “أوليمبيا” التي ولدت في نيويورك، وانتقلت مع عائلتها حين كانت في سن السابعة إلى لندن التي نشأت فيها، وأمضت الجزء الأكبر من طفولتها، لتقول إنها أسرة متماسكة وأفرادها قريبون من بعضهم بعضا؛ وتشدد على علاقتها القوية بوالدتها التي تعتبرها صديقتها وتتصل بها بشكل دائم.

والدتها “ماري-شانتال ميلر” وريثة إمبراطورية تجارية ضخمة، وصاحبة علامة أزياء للأطفال تملك أربعة بوتيكات مستقلة، وتبيع ملابسها في متاجر فاخرة حول العالم. ولطالما ألهمت “ماري-شانتال” ابنتها “أوليمبيا” بانتباهها الدقيق إلى تفاصيل كل عمل تنفذه، ونجاحها في الإشراف على عملها، والاهتمام في الوقت نفسه بعائلتها وأولادها الخمسة وبيتها. وتعتبر الأميرة “أوليمبيا” أن أهم ما تعلّمته من والدتها القدوة الرقي والأناقة في طريقة معاملتنا للآخرين وتصرفاتنا، تقول: “حرصت والدتي على تعليمنا الأخلاق الحميدة والتصرف الحسن”.

الأميرة والموضة: أدركت الأميرة “أوليمبيا” منذ سن باكرة أنها تريد شق مسارها المهني في مجال فني إبداعي مثل تصميم الأزياء، إذ إنها ترى العالم فطريا بمقاربة بصرية إبداعية تفكر “خارج الصندوق”. ولهذا السبب، اختارت خلال سنين الدراسة في مدرسة سويسرية مواد مثل تاريخ الفن، والمسرح، والتصوير، والتصميم الغرافيكي. لكن قصة حبها لعالم الموضة تحديدا بدأت حين كانت تشاهد أمها وهي تنسّق إطلالاتها، وتحلم بأن ترتدي بنفسها تلك الملابس والإكسسوارات الفاخرة. وفي عمر 11 سنة، عاشت تجربة ما زالت محفورة في ذاكرتها وقلبها حتى اليوم حين حضرت للمرة الأولى عرض “هوت كوتور” برفقة والديها. كان عرضا لمجموعة أزياء راقية من دار “فالنتينو” في روما، وما زالت الأميرة اليونانية تقدّر حتى اليوم “فن الخياطة الراقية، وما تحمله فساتينه الضخمة وإطلالاته المتأنقة من قصص ملهمة وعمل حرفي دقيق”. ولعل عشقها لفن الهوت كوتور نما بشكل أكبر في مرحلة المراهقة، حين أمضت فترة تدريب لدى قسم الأزياء الراقية في دار “ديور” في باريس، تحت إشراف المصمم البلجيكي “راف سيمونز” الذي كان المدير الإبداعي وقتها. وتتذكر تلك التجربة قائلة: “كانت فرصة رائعة اطلعت من خلالها على كل مراحل العمل والجهود الكثيفة التي تُبذل في سبيل تقديم مجموعة أزياء راقية”.

وحين أتى وقت الدراسة الجامعية، التحقت الأميرة “أوليمبيا” بجامعة نيويورك، وتخرّجت فيها عام 2019، حاملة شهادة في التسويق وإدارة الأعمال في قطاع الموضة. وخلال مكوثها في عاصمة الموضة الأمريكية، حضرت العديد من عروض الأزياء خلال أسبوع الموضة الرسمي، وصارت اليوم من المدعوين الثابتين في عروض عواصم الموضة العالمية الأربع، ومنها عروض “لويس فويتون” في باريس. تفضّل الأميرة الشابة حضور عروض العلامات التي تحب ارتداء تصاميمها، وتبقى الفعاليات المفضلة لديها عروض الأزياء الراقية، أو “هوت كوتور” التي تتحمس في كل موسم لحضورها.

وعن إمكانية إطلاق مشروعها الخاص في قطاع الأزياء، تقول إنه أحد أحلامها المهنية التي تغذّيها من خلال التعاون مع شركات أزياء عريقة، واكتساب المعرفة والخبرة منها.

مع “لويس فويتون” منذ الطفولة: في حملة “لويس فويتون” الجديدة التي تؤدي فيها “أوليمبيا” دور البطولة، تحمل الأميرة حقائب “كابوسين” التي أعادت الدار الفرنسية تصوّرها، كما في كل موسم. إن حقيبة “كابوسين” التي تحمل اسم الشارع الباريسي “نوف ديه كابوسين” عنوان أول متجر للدار، هي أيقونة معاصرة حقيقية في عالم الإكسسوارات الفاخرة بفضل هندستها النقية وبساطتها الراقية، وهيكليتها العملية التي تجسّد براعة “لويس فويتون” التاريخية. وأكثر ما يلفت الأميرة “أوليمبيا” في عالم “لويس فويتون” هو “هذه البراعة الاستثنائية في صناعة قطع أيقونية تحافظ على جودتها وجمالها عبر السنين”.

وحين سألناها عن أولى ذكرياتها عن دار “لويس فويتون”، أخبرتنا أن جدّتها أعارتها حقيبة صغيرة من “لويس فويتون”، لتكمل بها إطلالتها في عشاء عائلي، وهي في عمر 10 سنوات فقط. وبعد حملها تلك الحقيبة الرائعة التي ما زالت جدّتها تملكها حتى اليوم، بدأ عشقها للحقائب الذي ينعكس على مجموعة حقائبها الخاصة الحالية التي لا تعد ولا تحصى.

أناقة، نضارة، رشاقة: حين يتعلق الأمر بأناقتها الشخصية، تحب الأميرة “أوليمبيا” أن تمزج بين أساليب متنوعة وصيحات مختلفة، جامعة مثلا بين الأنوثة والجرأة. تعطي الإكسسوارات دورا محوريا، وأهمها الحذاء والحقيبة، وتعشق صيحة “تكديس” الخواتم، أي وضع خواتم كثيرة على أصابع عدة. تنسّق عادة لإطلالتها اليومية النهارية سروال جينز فضفاضا مع قميص تي-شيرت، وفوقه كنزة واسعة. وتترك التألق للمناسبات المسائية المميزة، التي تحب أن ترتدي فيها من وقت إلى آخر قطعا أهدتها إياها جدّتها ووالدتها من خزانتيهما الشخصيتين. وتقول: “إن هذه القطع هي المفضلة لدي والأغلى على قلبي”.

العناية بالبشرة أمر مهم جدا بالنسبة إلى الأميرة “أوليمبيا” التي تطلعنا على روتينها الجمالي، وتصف بشرتها بالحساسة. تحرص دائما على البدء بتنظيفها قبل استعمال السيروم، للحصول على تأثير نضر ومتوهج، وتستعين بمرطب غني حين تكون بشرتها جافّة، كما تضع الكريم الواقي من الشمس قبل الخروج في النهار. نصحتها والدتها بالبحث عن مكون نباتي “ساحر” هو خلاصة النبات المزهر المعروف باسم “بندق الساحرة”، والفعّال للغاية في التخلص من البثور، وقد عرّفتها أمها أيضا إلى علاج تقشير الجلد الدقيق الذي تحب اللجوء إليه من وقت إلى آخر.

سؤالنا الأخير للأميرة “أوليمبيا” كان عن الرشاقة والرياضة، وأجابت بأنها تمارس أنواعا مختلفة من التمارين: “من أنواع الرياضة المفضلة لدي، البيلاتس، والركض في الهواء الطلق”.

يمكنك أيضا قراءة More from author