ماذا تعرف عن الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين؟

الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين، هي أمر حتمي لمن يعانون من حساسية من القمح (حالة مرضية تعرف أيضا باسم الداء البطني، الداء الزلاقي، مرض السيلياك ويعاني منها المريض من حساسية دائمة من بروتين الجلوتين) ولكن هل لها أي فائدة تذكر لسواهم؟ إليك ما تحتاج إلى معرفته حيال ذلك الشأن.

خلال السنوات القليلة الماضية ازداد عدد من يقبلون على اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين حتى أن عدد لا بأس به من الآباء والأمهات اختاروا أن يتبع أطفالهم هذه الحمية كما أصبحت الكثير من المطاعم هذه الأيام تقدم قوائم أطعمة خالية من الجلوتين، ولكن هل الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين خيار صحي للجميع؟

علاقة ما بين الجلوتين وما بين مرض الحساسية

الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين بدأت في الظهور منذ ما يزيد عن نصف قرن عندما لاحظ الأطباء وجود علاقة ما بين الجلوتين وما بين مرض الحساسية من القمح أو مرض السيلياك، والحقيقة أنه بالنسبة لمن يعانون من تلك الحالة المرضية والتي لا علاج لها فإن الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين تعد طريقة علاجية قد تنقذ حياتهم، إلا أن الكثير من الأشخاص بدأوا في اتباع تلك الحمية بسبب ما يتردد عن فوائدها فيما يتعلق بفقدان الوزن والمساعدة على تنظيف الجسم من السموم ولكن ما مدى صحة ذلك؟

اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين يعني التوقف عن تناول المنتجات المصنوعة من دقيق القمح ومشتقاته مثل الخبز الأبيض والمعجنات وبذلك ستقلل من نسبة الكربوهيدرات التي تتناولها في حميتك الغذائية ولكن الحقيقة أن الجلوتين قد أصبح يدخل في الكثير من الصناعات الغذائية ولذلك فإن اتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين أمر عسير بعض الشيء، وبشكل عام فإن الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين تعد من الحميات الغذائية الصحية المفيدة لغير من يعانون من مرض السيلياك وقد تساعد هذه الحمية على فقدان الوزن وتنظيف الجسم من السموم ولكنها قد تتحول إلى حمية غذائية ضارة إذا ما تسببت في افتقار الجسم للعناصر الغذائية التي يحتاج إليها.

طبقا لدراسة نشرت في عام 2015 في المجلة البريطانية للتغذية (British Journal of Nutrition) فإن الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين لن تكون صحية في حالة اعتمادك فقط على المنتجات الخالية من الجلوتين كمصدر للتغذية دون إضافة أغذية كاملة لتعويض النقص في العناصر التي يحتاجها الجسم والذي يحدث نتيجة للتوقف عن تناول جميع الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.

متي تكون الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين صحية؟

الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين تصبح صحية عندما تعتمد على الأطعمة الكاملة (whole foods) مثل: الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة والبروتينات الصافية والخالية من الدهون، منتجات الألبان قليلة الدسم والبذور النباتية، المكسرات، البقول، الفول.

بالنسبة للحبوب في الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين يمكنك أن تتناول حبوب النباتات التالية: القطيفة، الحنطة السوداء، الدخن، الكينوا، الأثب الط?في، وهم يوفرون للجسم مجموعة مختلفة من الفيتامينات والمعادن والتي تعوض النقص في احتياجات الجسم نتيجة لاتباع حمية غذائية خالية من الجلوتين.

وبشكل عام فإن الخبراء ينصحون من لا يعانون من مرض السيلياك ويرغبون في اتباع حمية غذائية صحية بأن يتبعوا حمية غذائية قليلة الجلوتين وليست خالية تماما من الجلوتين وذلك لأن تناول الحبوب الكاملة مثل القمح والشعير يتضمن الكثير من الفوائد الصحية.

متى تكون الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين غير صحية؟

عندما تتوقف تماما عن تناول الحبوب الكاملة الصحية مثل القمح والشعير وتكتفي بتناول المنتجات الخالية من الجلوتين، حمية كهذه قد تكون أكثر ضررا من كونها نافعة، خاصة إذا اعتمدت في حميتك الغذائية على أطعمة خفيفة مثل المعجنات والكعك الخالي من الجلوتين لأنها غالبا ما تكون ذات محتوى عالي من الدهون والسكريات وذات محتوى قليل من البروتين والألياف، بالإضافة إلى أنها ذات قيمة غذائية أقل مقارنة بمثيلاتها التي تصنع من دقيق القمح أضف إلى ذلك غالبا ما تباع بأسعار مرتفعة وهذا يعني أنك ستدفع أموال طائلة لشراء أطعمة ذات قيمة غذائية أقل.

يمكنك أيضا قراءة More from author