سرطان الثدي وتأثيره على العلاقة الحميمة

1 (3)يؤكد الخبراء أن نظرة المرأة لجسمها من الأمور المؤثرة بشكل كبير على علاقتها الحميمة وصحتها الجنسية، خاصة إذا ما أصيبت بأحد الأمراض السرطانية، التي قد تتطلب إجراء عمل جراحي لاستئصال الورم ومن أهمها أورام الثدي.

وفي السنوات الماضية، أصبح سرطان الثدي يشكل هاجساً لكثير من النساء اللاتي يحتجن إلى توضيح الحقائق المتعلقة بالجراحات التكميلية، وأيضاً عن التفاعل الحميم بين الزوجين في مراحل العلاج المختلفة.

وهنا يؤكد الأطباء أن العلاج الناجح لهذا المرض يكمن في الاكتشاف المبكر له، وقد يكون العلاج مجرد إزالة الكتلة السرطانية دون الحاجة لاستئصال الثدي في مراحله المبكرة.

كما أن الدعم النفسي الذي تتلقاه المرأة من أسرتها وخصوصا زوجها يساعد كثيرا على الانتصار على هذا المرض، وهذه المسألة تحتاج من المرأة معرفة بعض الحقائق المتعلقة بالعلاقة الحميمة وارتباطها بمرض سرطان الثدي، وهي:

أولاً: من الأمور الجوهرية، مراعاة نوع العلاج الذي ستتلقاه السيدة، ومنها العلاج بالهرمونات، ومن بعض المضاعفات التي قد تحدث هنا التأثير على الرغبة الحميمة، إما بالانخفاض أو بعدم الشعور بها، ويمكن تعديل جرعات الدواء حسب الحالة، وهي من الأعراض المؤقتة وغير الدائمة، وإذا تفهم الزوجان الموضوع، يسهل علاجه حتى من الناحية العاطفية والاحتواء العاطفي، الذي يعد من الأمور الإيجابية التي تساعد على تحفيز النشاط.

ثانياً: بعض السيدات يشعرن بالقلق والخوف من الممارسة الحميمة، خاصة إذا لم يتم عمل “جراحات الترميم والتعويض للثدي”، وهو أمر أصبح من أساسيات بروتوكول علاج أورام الثدي، حيث يمكن أن يقوم الجراح بعمل ثدي تعويضي من نفس أنسجة الجسم “من الخلايا الدهنية والعضلات”، ما يعيد الثقة بالنفس للسيدة، ويجعلها أكثر جرأة في التفاعل أثناء العلاقة الحميمة، خاصة إذا كان الزوج متفهماً لهذا الأمر.

ثالثاً: يمكن أن تجعلي الزوج شريكاً إيجابياً في كفاحك لهذا المرض؛ بحيث يساعدك في ترتيب المواعيد وإجراء الفحص الدوري للثدي الآخر، ما يحفز جهاز المناعة لديك، ويجعلك أكثر قدرة على مواجهة صعوبات الحياة وليس فقط المرض.

رابعاً: ثبت علمياً أن ممارسة العلاقة الحميمة بصورة منتظمة وبشكل مشبع للزوجين يساعد في التخفيف من نسبة الانتكاسة بهذا المرض، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى عاملين هما: تحفيز جهاز المناعة أولاً، والسبب الثاني يرجع لأهمية المتابعة من قبل الزوج والاكتشاف المبكر للانتكاسة، وذلك بمتابعته لمواعيد زوجته والالتزام بمواعيد الفحص الدوري.

خامساً: أثناء علاج المرض، يمكن حدوث جفاف في منطقة المهبل، بحيث تقل الإفرازات أثناء العلاقة الحميمة، وهو ما يشكل عدم راحة للزوجة والزوج، ويمكن علاج مثل هذه الحالة إما عن طريق تعديل نوعية العلاج الهرموني “خاصة إذا قلت نسبة هرمون الإستروجين”، أو عن طريق المراهم الموضعية، التي تساعد على ترطيب المهبل، وهي طريقة آمنة، وليس لها مضاعفات تذكر.

سادساً: بعض السيدات قد يشعرن بالألم أثناء الجماع في منطقة الثدي، خاصة بعد المراحل الأولى من الجراحة، وهنا يمكن للزوجين أن يجربا بعض الأوضاع الجنسية؛ حتى يصلا إلى الوضعية المريحة، مع التأكيد على إمكانية استخدام مسكنات الألم تحت الإشراف الطبي، إذا استدعى الأمر، وقد تحتاج المرأة إلى وقت أطول للوصول إلى ذروة الجماع، والتي يمكن التغلب عليها عن طريق إطالة مدة المداعبة الموضعية للنقاط الحميمة من قبل الزوج.

وأخيرا، يشدد الأطباء على أنه من الحقائق العلمية المؤكدة الآن أنه يمكن التعايش مع مرض سرطان الثدي، ومواصلة الحياة اليومية والعلاقة الحميمة بصورة طبيعية للزوجة، مع التركيز على أهمية الدعم النفسي لها من قبل الزوج خاصة، مشددين على أن أفضل الطرق للتغلب على هذا المرض هو الاكتشاف المبكر له.

يمكنك أيضا قراءة More from author