امرأة تتخلي عن طفلها مقابل المال في “لعبة القدر” 

هل المال قادر على شراء كل شيء؟ وهل تصل الأنانية عند بعض الأثرياء إلى حدود التسلط على الفقراء والإمعان في ظلمهم، وسلبهم حتى أولادهم؟ الحكاية ليست بهذه المباشرة، لكن نتيجتها قد تكون إجبار الأم على أن تتخلى عن رضيعها، لتحتفظ به عائلة أخرى حرمت من الإنجاب وتمنحه اسمها. هذه هي أولى الإشكاليات ولعلها الأهم في الدراما الاجتماعية التركية المدبلجة “لعبة القدر”، باكورة إنتاجات شركة “O3 للإنتاج والتوزيع الدرامي والسينمائي” في تركيا، وتعرضه MBC4.

تنطلق الأحداث من منزل الثنائي عمران وديما، اللذين تزوجا قبل أكثر منذ سنوات عدة، ويعيشان حياة زوجية سعيدة ومثالية، يعكر صفوها عدم قدرة الزوجة على الإنجاب، رغم محاولات طبية حثيثة لإيجاد حل للأمر. وبسبب مواجهة المرأة كلاماً قاسياً، ومرور بمواقف صعبة مع عائلة زوجها، لأنها تحرم العائلة من حفيد ووريث لأملاكها، ويكفل في الوقت نفسه استمرار النسل العريق للعائلة، تبدأ رحلة البحث عن حل.

وأمام هذا الواقع، تقدم ديما طرحاً يعالج المشكلة، عوض أن تضطر للانفصال عن زوجها وحبيبها. ويتمثل هذا الطرح في إيجاد الأم البديلة، بهدف إنجاب حفيد للعائلة. فهل ستتمكن العائلة من إيجاد امرأة تقبل بأن تكون مجرد وسيلة لتأمين الطفل لعمران وديما، وهل ستكون قادرة على التخلي عنه ونسيانه تماماً بعدما نشأ في أحشائها تسعة أشهر مقابل المال، أم سيولّد لديها إنجاب الطفل شعوراً بالأمومة، يجعلها ترفض تركه مهما كان الثمن؟

في موازاة هذه القصة، يقدم العمل خطاً درامياً آخراً، يلتقي مع الخط الأول حيناً وينفصل عنه أحياناً. تبدأ قصته في القرية التي يعد عمران من كبار الملاك والأثرياء فيها، ثم تنتقل الأحداث إلى اسطنبول، مع رفيف التي تعيش مع والديها وشقيقتها في منزل متواضع في القرية عينها، حيث تلتقي عمران للمرة الأولى. تضطر رفيف لتحمل إزعاجات محمود باستمرار، وهو شاب انتهازي واستغلالي لا يتوانى عن فعل أي شيء لتحقيق مآربه، وهو يسعى للارتباط بها بمساعدة والدها الذي يستدين منه مبالغ كبيرة، ويعده بأن ابنته ستكون من نصيبه مهما كلف الأمر، لتسديد ديونه.

وفي ظل الضغوط التي تواجهها الفتاة في المنزل، تضطر إلى ترك كل شيء والهرب إلى اسطنبول مع والدتها وشقيقتها، بعد قيام أمها بقتل أبيها دفاعاً عنها، حيث ستجد الشابة نفسها مضطرة لتحمّل مسؤوليات شقيقتها، بعد سجن أمها. كما يعرض عليها أن تكون الأم البديلة، لطفل عمران وديما، فكيف ستتعامل مع الموضوع؟ وماذا سيكون موقف الجميع، عند اكتشاف أن رفيف ليست الأم البديلة للطفل بل هي أمه الفعلية، وأن والده الحقيقي هو عمران؟ وهل يضع الأمر نقطة النهاية في زواج عمران وديما؟ وهل تكون رفيف هي المرأة التي ترضى التخلي عن طفلها مقابل المال، أم أن العمل سيكشف عن أمور تقلب كل الموازين؟ 

يجمع “لعبة القدر” كل من أوزجان دنيز، بيجوم كوتوك يشار أوغلو وخديجة صندل. وقد حقّق العمل الذي أنتجته شركة “O3 للإنتاج والتوزيع الدرامي والسينمائي” في تركيا، نجاحاً كبيراً عند عرضه في تركيا أخيراً، واحتل المركز الأول على الشاشة على امتداد ستة أسابيع متتالية، متفوقاً على كل المسلسلات التي تعرض على القنوات التركية.

يمكنك أيضا قراءة More from author