أكثر الاتجاهات رواجًا في قطاع السياحة للأعوام الثلاثة المقبلة

السائحون من الإمارات والسعودية، يعتزمون زيادة إنفاقهم على الرحلات والعطلات في السنوات الثلاث المقبلة، مع مراعاة الاستدامة أكثر من أي وقت مضى.

ومن المتوقع أن تبرز اتّجاهات رئيسية أخرى أيضًا في قطاع السفر في السنوات القادمة حيث سيصبح الذكاء الاصطناعي أداة محورية في التخطيط للعطلات – حيث يستخدمه اليوم نصف سكان الإمارات (52٪) والسعودية (50٪) لهذا الغرض. وفي الوقت نفسه، ستشهد الوجهات البديلة Dupe Destinations زخمًا متزايدًا، وهي أماكن ومدن مشابهة للوجهات التقليدية ولكنها تتميز بأنها أقرب وأقل كلفة.

بالإضافة إلى ذلك، ستلقى “العطلات البطيئة” التي يتوخى فيها المسافرون الهدوء والتواصل مع الثقافة المحلية، وقطع الاتصال بالتكنولوجيا، وتقليل الأثر البيئي، رواجًا ملحوظاً وستنال شعبية أكبر في السنوات القادمة.

تم استخلاص هذه النقاط الرئيسية من النتائج الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط ضمن بحث “اتجاهات السفر المستقبلية لعام 2024” الذي أجرته Marriott Bonvoy بالتعاون مع وكالة التنبؤ الاقتصادي “The Future Laboratory”، والذي حلل خطط السفر لدى 14000 سائح في أوروبا والشرق الأوسط على مدار السنوات الثلاث المقبلة.

تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في مجال السياحة والسفر

لقد أصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التخطيط للعطلات أمرًا واقعًا- إذ استخدم نصف من استُطلعت آراؤهم أو أكثر (52% في الإمارات و50% في السعودية) الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إجراء أبحاثهم والتخطيط لإجازاتهم. وفي الوقت ذاته، يرى 77% من المشاركين في هذا البحث من البلدين أنهم من المحتمل أن يقوموا بذلك مستقبلاً، مما يؤشر إلى استمرار تنامي هذه الصيحة.

كما أكد 95% في كل من الإمارات والسعودية من ضمن من استخدموا الذكاء الاصطناعي بالفعل، أنه أثّر على اتخاذ القرارات المتعلقة بإجازاتهم بطريقة ما. ويشمل ذلك حجز الفنادق وأماكن الإقامة الموصى بها (36% في الإمارات العربية المتحدة و39% في المملكة العربية السعودية)، وحجز الأنشطة الموصى بها (39% في الإمارات العربية المتحدة و31% في المملكة العربية السعودية)، وحجز الطعام الموصى به (34% في الإمارات العربية المتحدة و35% في المملكة العربية السعودية).

الاتجاهات الناشئة

يستقصي البحث العديد من الاتجاهات في قطاع السفر والتي من المرجح أن تنشأ أو تتعزز خلال السنوات المقبلة. ومن بينها، تكتسب “الإجازات البطيئة” شعبية متزايدة. حيث يقول أربعة من بين كل خمسة سائحين من الإمارات (82%) و77% من السعودية إنهم كانوا بالفعل في “إجازة بطيئة”. وفي الوقت نفسه، يقول 82% من الإمارات و80% من السعودية إنهم يخططون للقيام بذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة.

بالإضافة إلى ذلك، ستكون “الوجهات البديلة” – مثل كروم العنب في شمال إسبانيا بدلاً من جنوب أفريقيا أو ركوب الأمواج في البرتغال بدلاً من هاواي – اتجاهًا رئيسيًا آخر من المتوقع أن يلقى رواجًا. إذ يعتزم ثلث المشاركين من الإمارات (33%) ونسبة مشابهة من السعودية (34%) ممن يخططون للسفر خلال السنوات الثلاث المُقبلة، توفير الوقت والمال من خلال تجربة مشابهة في “وجهة بديلة”.

ستواصل العطلات الفردية كونها اتجاهًا بارزًا، حيث سافر 70% من المسافرين من الإمارات و69% من السعودية  في عطلاتٍ فرديةً خلال السنوات الثلاث الماضية، وتخطط نفس النسبة تقريبًا للقيام بذلك في الأعوام المقبلة.

هل هناك تغيّر في أنماط السياحة المعتادة خلال الإجازة الصيفية؟

يمكن أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة للغاية التي شهدتها أجزاء من أوروبا هذا الصيف على خطط الإجازات الصيفية في السنوات المقبلة بالنسبة للسائحين من الشرق الأوسط. فيقول ما نسبته 86% من المشاركين في البحث من الإمارات و83% من السعودية إنه في حال تحول هذا الارتفاع إلى ظاهرة دائمة، فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على خططهم للعطلة الصيفية. وبينما لا يوجد ما يشير إلى أنهم سيتجنبون السفر كليًا لتلك الأسباب، إلا أنه قد يقوم البعض بتعديل نشاطاتهم خلال العطلة وتغيير موعد سفرهم بناءًا على تلك المعطيات.

يقول حوالي نصف من استُطلعت آراؤهم في الإمارات (46%) وأكثر من نصفهم في السعودية (53%) إنهم سيختارون الذهاب إلى مكان أكثر برودة بدلاً من ذلك، فيما قال 26% في الإمارات و24% في السعودية إنهم سيزورون نفس الوجهات في أوقات مختلفة من العام.

ارتفاع في نسبة الإنفاق على العطلات وتصاعد الاهتمام بالاستدامة

يقول أكثر من تسعة من بين كل عشرة بالغين في الإمارات (93%) و(89%) من البالغين في السعودية إنهم ينوون الذهاب في إجازة العام المقبل. ومن بين من يعتزمون السياحة العام المقبل، يقول 66% من الإمارات و69% من السعودية إنهم يخططون لـ”الإنفاق أكثر من المعتاد” على السياحة خلال تلك الفترة.

ووفق البحث، فمن المتوقع أن تكون الاستدامة خلال السنوات الثلاث المقبلة، على قائمة أولويات المسافرين أكثر من أي وقت مضى. يقول أكثر من ثمانية من بين كل عشرة أشخاص من الإمارات (83%) ونسبة مماثلة من السعودية (78%) إنهم سعداء بدفع المزيد مقابل إقامة صديقة للبيئة. ويعدّ المبلغ الإضافي الذي هم على استعداد لدفعه كبير نسبيًا- حيث يصل إلى 21% بالنسبة للقادمين من الإمارات و22% بالنسبة للقادمين من السعودية.

علاوًة على ذلك، يرى ما يقرب من تسعة من كل عشرة سائح من الإمارات (88%)، وثمانية من كل عشرة في المملكة العربية السعودية (79%)، أنه تقع على عاتق مقدّمي خدمات الإقامة وشركات العطلات مسؤولية دعم المجتمعات المحلية في الوجهات التي يقدمون فيها الخدمات السياحية.

بالنسبة للكثيرين، أصبح مفهوم الاستدامة أمرًا هامًا – حيث ذكر 75% من الإماراتيين و70% من السعوديين أنهم أخذوا مدى استدامة مكان الإقامة التي اختاروها بعين الاعتبار في آخر رحلة لهم. بالإضافة إلى ذلك، أكّد 45% من الإماراتيين و42% من السعوديين أنهم يتحقّقون من تأثير رحلاتهم على البيئة، إما معظم الوقت أو في كل مرة يقومون فيها بحجز إجازتهم.

سيكون الحصول على قيمة مقابل المال أمرًا أساسيًا

 من المتوقع بشكل عام أن يرتفع الإنفاق على السياحة والسفر، غير أن المسافرين سيواصلون محاولة الحصول على قيمة جيدة مقابل المال وتوفير التكاليف حيثما أمكن. حيث قال 1% فقط من المشاركين من الإمارات و2% من السعودية ممّن يخططون للسفر خلال السنوات الثلاث المقبلة، إنهم لن يحاولوا توفير بعض النفقات في عطلاتهم. 

وسيُحاول ثلث المسافرين من الإمارات والسعودية (32% في كلا البلدين) التوفير من خلال السفر إلى وجهات محلية. كما سيستخدم 34% من المسافرين من الإمارات و29% من السعودية برامج الولاء لدفع تكاليف عطلاتهم جزئيًا أو كليًا من خلال استخدام النقاط التي كسبوها.

وفي هذا السياق علّق نيل جونز، الرئيس التنفيذي لقسم المبيعات والتسويق لدى ماريوت الدولية – أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “مع تعافي سوق السياحة و السفر وعودته لوضعه الطبيعي بشكل كامل، أصبحنا في موقع أفضل يخولنا دراسة الاتجاهات المستقبلية وسلوكيات السفر في هذا القطاع على مدار السنوات القليلة المقبلة. لا يزال انتعاش السوق ما بعد كوفيد في قطاع السفر في ذروة زخمه، نظرًا لما يعنيه السفر بالنسبة للناس، حيث حدث تحول جذري في طرق تفكير المسافرين و أولويات إنفاقهم. لذا نلحظ أن هناك منهجية أكثر تعقلاً وتروي تجاه السفر، وارتباط عاطفي أقوى معه ينسجم مع القيم الأساسية لكل فرد”.

وبتابع جونز: “لاحظنا من خلال أبحاث المستهلكين تصاعد اتجاهين في مجال السياحة بشكل خاص، وهما الاستدامة والذكاء الاصطناعي – وبالأخص بين المسافرين الأصغر سنًا دون الـ45 عامًا. فالمسؤولية البيئية باتت تتحول من كونها ‘ميزة مرغوبة’ إلى ‘ضرورة’ بالنسبة لكثير من هؤلاء السياح، وستزداد أهمية هذا الجانب مستقبلاً.

من المُلفت وفقًا لهذا البحث هو الاستخدام الواسع بالفعل للذكاء الاصطناعي في التخطيط للرحلات السياحية. فالذكاء الاصطناعي مؤهل بشكل فريد لتحليل الكم الهائل من المعلومات المتاحة للسائحين، وتقديم توصيات شخصية استنادًا إليها. وبالنظر إلى أن 9 من بين كل 10 ممن جرّبوه أكدوا تأثيره على خططهم، من المنتظر أن يشهد استخدامه انتشارًا أوسع خلال السنوات الثلاث المقبلة. وبالتالي، فمن الضروري بالنسبة لشركات السياحة والسفر مثلنا ضمان توفير البيانات اللازمة للذكاء الاصطناعي كي يستفيد منها السياح لدى التخطيط لرحلاتهم.”