الاب المغترب وتأثيره على الحالة النفسية للاطفال

الحالة النفسية للاطفال تتأثر بغياب أحد أبويه بشكل سلبي وخاصة لو كان الأب، فمع الوقت يفقد الطفل إحساسه بأبيه المغترب ولا يراه سوى مصدر للأموال فقط يفتقد فيه الامان والحنان الذي يعد الأب هو المصدر الأساسي له بالنسبة للطفل.

ولما كانت لغربة الأب خارج البلاد من آثار سلبية على نفسية الطفل غير أيضا آثارها الاجتماعية، فإننا فيما يلي نعرض عليكم آثار إغتراب الأب على حالة الطفل النفسية.

سفر الاب وتأثير ذلك على الحالة النفسية للاطفال

اغتراب الأب وتأثير ذلك على الحالة النفسية للاطفال

في السنوات الأخيرة اضطرت الحالة الاقتصادية الكثير من الرجال السفر والغربة خارج بلادهم للحصول على فرص عمل أفضل تحسن من الظروف الاقتصادية التي يمر بها، وحتى يوفر لأسرته مستوى معيشي أفضل من الحالي.

ولكن الأمور لا تسير بهذه البساطة فكل شئ يحصل عليه الإنسان لابد من أن يدفع في المقابل له أشياء أخرى، فالسفر للحصول على المال في مقابله حرمان الاب من زوجته وأبنائه.

وحرمانه من أن يراهم يكبرون أمامه، وحرمانه من أن يشاركهم اهتماماتهم وتفاصيل حياتهم، ويكبر الابناء ولا يشعرون بدور الاب في حياتهم ويقتصر دوره بالنسبة له كأنه خزنة  أموال أو حساب بنكي ليس إلا.

وعندما يقرر الأب الاستقرار معهم بعد مرور السنين، يكون الأمر في غاية الصعوبة حيث يشعرون بالغربة فيما بينهم، وتظهر الاختلافات الجوهرية بينهم، وبالتالي تزداد الاختلافات.

يصاب الأطفال بالقلق المستمر نتيجة اختلاف نمط الحياة دون الاب، الذي بدوره يؤثر على سلوكياتهم في التعامل والتي منها العصبية الزائدة والمفاجئة.

الآثار النفسية والعضوية لغياب الأب على الحالة النفسية للاطفال

نتيجة عدم تواجد الاب في حياة الابناء وعدم نموه في بيئة نفسية مستقرة فإن بعض الأطفال يصابون ببعض الاعراض العضوية والنفسية مثل:

التبول اللاإرادي، وقضم الاظافر، البكاء الهستيري، العناد المستمر، وغيرها من السلوكيات التي تعبر عن غضب الطفل واعتراضه على عدم تواجد الأب.

قد يلجأ بعض الاطفال إلى الانغلاق التام عن الآخرين نتيجة الخوف منهم وعدم شعورهم بالأمان.

أو يحدث العكس فنجدهم ينفتحون بشكل كبير مع الآخرين أيا كانت صفتهم الأمر الذي يعرضهم للكثير من المخاطر بسبب ثقتهم في بعض الأشخاص من غير أهل الثقة، ويفعلون ذلك تعويضا للنقص الذي يشعرون به.

كل هذا بالإضافة إلى ضعف صلة الأب بأبنائه وخاصة مع طول مدة سفر الأب، حتى يصير الأب بالنسبة لأبنائه ما هو إلا مجرد اسم يجمعهم في شهادة الميلاد، لا يعرفون عنه شئ ولا يعرف هو عنهم شئ مثل الاغراب.

بعض الآباء يحاول تعويض ابنائهم عن فقده فيقوم تدليلهم بشكل مبالغ فيه، ويقوم بإغداق الأموال عليهم وشراء أى شئ يرغبون فيه حتى لا يصيبهم بالضجر في فترة وجوده ويعوضهم عن غيابه، ولكن ذلك يفسد الأمر أكبر ويحول علاقتهم ببعض إلى شئ مادي بحت.