كريستيز دبي تعزز ريادتها في سوق الفن الحديث والمعاصر في الشرق الأوسط

قالت اليوم كريستيز إن مزادها المقرر في شهر مارس المقبل بدبي، والذي تنظمه للسنة الحادية عشرة على التوالي، سيكون أحد أكبر مزاداتها في الشرق الأوسط وسيشمل نخبة منتقاة من أهم الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، وتمثل الأعمال المعروضة كوكبة من أشهر الفنانين التشكيليين من إيران والعراق ولبنان ومصر وعدد آخر من بلدان المنطقة. ويشمل مزاد كريستيز المرتقب أعمال 114 فناناً تشكيلياً، وستكون أعمالهم محطّ أنظار المقتنين داخل المنطقة وحول العالم.

وقالت كريستيز إن أغلب الأعمال المعروضة في مزادها بدبي في 18 مارس المقبل عُهِد إليها بها من مقتنيات خاصة من شتى أنحاء العالم، من لوس أنجلوس إلى عمّان، ومن ولاية أركنسو إلى السويد، ومن الأرجنتين إلى بيروت، وهو ما يؤكد اهتمام المقتنين حول العالم بالأعمال الفنية الشرق أوسطية من جهة، والمرحلة المتقدمة التي بلغتها سوق الفن الحديث والمعاصر الشرق أوسطية ومكانة كريستيز في المنطقة.

وتتصدَّر مزاد كريستيز المرتقب للأعمال الفنية الشرق أوسطية الحديثة والمعاصرة في شهر مارس اللوحة الأخاذة «مسيرة شعب» التي يبلغ طولها ستة أمتار للفنان التشكيلي الفلسطيني إسماعيل شموط (1930 – 2006)، وتسرد اللوحة جانباً من تاريخ الشعب الفلسطيني ومأساته. ورسم شموط، وهو أحد رموز الفن الحديث في المنطقة العربية وأحد أبرز الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، لوحته «مسيرة شعب» في عام 1980، وعكف على رسمها ليلَ نهار طوال أكثر من ستة أشهر في العام المذكور (القيمة التقديرية الأولية: 800.000 – 900.000 دولار أمريكي) (انظر الخبر المنفصل عن هذه اللوحة).

وتتصدَّر قسم الفن الحديث من المزاد مجموعة لوحات للفنان التشكيلي المصري محمود سعيد (1897 – 1964)، جميعها من مقتنيات العائلة الخاصة، ومنها لوحتان مثيرتان للاهتمام من مقتنيات ابنته الخاصة. حيث يشمل المزاد المرتقب لوحة «أسوان – جُزر وكثبان» إلى جانب الرسمة الأولية التحضيرية، ورُسمت كلتاهما بالألوان الزيتية في عام 1949، وتُعرضان للمرة الأولى في سوق الأعمال الفنية الشرق أوسطية. ويُشاهد في هذه اللوحة النيل في يوم مشمس، وهناك اختلافات دقيقة بين اللوحة النهائية واللوحة الأولية، خاصة في ألوان الجبال والسماء التي تبدو أكثر بساطة في اللوحة النهائية مقارنة باللوحة الأولية.

ومن الفروقات الأخرى بين اللوحتين النهائية والأولية أن محمود سعيد اختار في اللوحة النهائية تحريك “الفلوكة” (المركب) التي يبحر به رجلان إلى وسط اللوحة مقارنة باللوحة الأولوية حيث تبرز في صدر اللوحة النهائية (القيمة التقديرية الأولية: 250.000 – 300.000 دولار أمريكي).

ولاشك أن لوحة البورتريه الذاتية الفريدة المعنونة «تأمُّل النفس» والمعروضة في مزاد كريستيز المرتقب هي واحدة من أكثر اللوحات الذاتية اللافتة لمحمود سعيد من بين لوحات البورتريه الذاتية الأخرى له التي يُعتقد أنها ثمانية أو تسعة، أربعة أو خمسة منها في شكل رسومات.

وكما يشير عنوان اللوحة فإن محمود سعيد يتأمل في نفسه وهو في سنّ 33 عاماً في عام 1930. واختار سعيد أن يتجنّب أي إشارة في لوحة البورتريه «تأمُّل النفس» إلى منزلته الاجتماعية أو القانونية أو هوايته الفنية، مكتفياً بعرض نفسه كرجل متألم، يقوده شغف وتقيّده مهنته.

وهذه اللوحة أيضاً كانت ضمن مقتنيات نادية محمود سعيد ود. حسن الخادم (القيمة التقديرية الأولية: 8.000 – 12.000 دولار أمريكي).

وتستضيف كريستيز لقاء لإطلاق كتاب شامل مقرون بشروحات مفصلة عن محمود سعيد، كأول دليل من نوعه لفنان من منطقة الشرق الأوسط، وذلك يوم الأربعاء 15 مارس 2017، عند الساعة 14:00.

ويشمل المزاد المرتقب أيضاً لوحة هائلة للفنان التشكيلي العراقي فائق حسن (1914 – 1992) تُظهر براعته الاستثنائية في رسم الأشكال واختيار الألوان. وتعود هذه اللوحة غير المعنونة إلى عام 1968 وتجسّد معركة حطين، المعركة الفاصلة والحاسمة بين جيوش الصليبيين والمسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، ومهَّد انتصار المسلمين الساحق إلى تحرير القدس في عام 583 هـ/1187م. ولاشك أن هذه المسألة كانت مثيرة لمشاعر جيّاشة في ستينيات القرن العشرين عندما شكَّل فائق حسن ما عُرف باسم «جماعة الزاوية» التي استمرت لفترة وجيزة بعد نكسة عام 1967، وتُعدُّ هذه اللوحة واحدة من أكبر وأشهر لوحات فائق حسن على الإطلاق (القيمة التقديرية الأولية: 400.000 – 600.000 دولار أمريكي).

وتعود لوحة «تكوين» الفريدة للفنان التشكيلي اللبناني بول غيراغوسيان (1926 – 1993) إلى المنطقة بعد أن بقيت لأعوام عدّة ضمن مقتنيات فنية خاصة مرموقة في نيويورك. وتجسّد هذه اللوحة براعة غيراغوسيان في الرسومات الرمزية أو المجازية لمودَّة وأُلفة الأسرة، مثلما تُظهر إتقاناً أخاذاً لحركة فرشاة الرسم والألوان، وهو ما مهَّد لممارسته التجريدية في مرحلة لاحقة من حياته. واليوم من النادر أن نجد في مزاد لوحات لغيراغوسيان تعود إلى تلك الفترة من ممارسته ومسيرته الإبداعية (القيمة التقديرية الأولية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي).

فيما تمثل لوحة «عازف المزمار» التي رسمها الفنان التشكيلي المصري عمر النجدي (وُلد 1931) في عام 1959 مثالاً أخاذاً على شغف صاحبها باللوحات الجدرانية الإيطالية (إذ كان يدرس حينئذ في إيطاليا وتخرج في أكاديمية البندقية في عام 1965)، وأيضاً شغفه وافتنانه بالتاريخ القديم والفنون المصرية الهيروغليفية. واشتُريت هذه اللوحة منه مباشرة في إيطاليا من قبل مقتنيها السويديين الحاليين، وهو ما يُظهر قدرة العديد من الرسامين العرب على العبور بأعمالهم نحو الأسواق الأوروبية (القيمة التقديرية الأولية: 50.000 – 70.000 دولار أمريكي).

ويشمل قسم الفن المعاصر من مزاد كريستيز مجموعة أعمال منها:

يشمل مزاد كريستيز لوحة أخاذة للفنان التشكيلي المصري من أصول أرمينية شانت أفيديسيان (وُلد 1951) ترصد مشاهد من الحياة الريفية المصرية. واشتهر أفيديسيان برصد الحركة الناصرية في مصر بعد سقوط الملكية في خمسينيات القرن العشرين. وتركز أعمال أفيديسيان على الأيديولوجيات الجديدة للرجال والنساء في حقول العمل، والأدوار المحدّدة والمبجَّلة لكل منهما، واهتم بتحويل الرموز والثقافة الشعبية، مثل الملصقات السينمائية، إلى لوحات فنية. وأنجز أفيديسيان لوحته المعنونة “مشاهِد من مصر، الريف” في الفترة بين عامي 1994-1995 (القيمة التقديرية الأولية 80.000 – 120.000 دولار أمريكي).

كذلك يشمل مزاد كريستيز لوحة للفنان التشكيلي اللبناني نبيل نحّاس (وُلد 1949) من سلسلة أعماله المعروفة عن نجم البحر. واللوحة المعروضة في المزاد عُهِد بها إلى كريستيز من مقتنٍ خاص في مدينة فيلادلفيا الأمريكية (القيمة التقديرية الأولية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي). وتعكس هذه النمطية التكرارية في نجم البحر ظاهرة الانبعاث في الطبيعة. في عام 1991 تسبَّب الإعصار بوب (نيو إنجلند-نورث كارولاينا-الأطلسي) في نفوق الآلاف من حيوان نجم البحر على الشطآن، وقام نحّاس بجمعها وتجفيفها، ثم قام بوضعها على سطح لوحات كتانية، ليشكِّل منها طبقات كثيفة ومتراكبة، أثمرت عمّا يشبه منحوتات غير نافرة. وخلافاً لبقية الأعمال الملونة بألوان مبهجة ضمن هذه السلسلة، تتسم هذه اللوحة باللون الذهبي الذي يذكّر بالشواطئ الرملية المشمسة من جهة، والمعروف في الفنون الإسلامية من جهة ثانية، حيث يُعرف عن نحّاس اهتمامه بالإرث الثقافي للمنطقة (القيمة التقديرية الأولية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي).

وتُعرض لوحتان للفنان التشكيلي الإيراني علي بن صدر (وُلد 1976) في لندن في نهاية فبراير إلى جانب أبرز الأعمال المشاركة في مزاد كريستيز المسائي للأعمال الفنية في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية والأعمال الفنية المعاصرة المقرر في لندن في مطلع شهر مارس. وتمثل اللوحة الأصغر حجماً، المعنونة «الشمس/الابن» (2013) لوحة دينامية شبه تجريدية في مقاربة بين الألوان المتوجهة والساطعة مع حركات الفرشاة السريعة والكثيفة معاً بما يوحي بالعفوية والتوتر معاً. وتعرض اللوحة حركة دائمة أخاذة وتستلهم النصوص الفارسية وأعمال الرسام الهولندي هيرونيموس بوش والمدرسة التعبيرية التجريدية معاً، في رحلة ثقافية عبر التاريخ وعلى امتداد عقود وقارات (القيمة التقديرية الأولية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي).

ويرى الفنان التشكيلي الإيراني-الفرنسي تشارلز حسين زندرودي (وُلد في إيران 1937) أن الأعمال التي أنجزها في مطلع ثمانينات القرن العشرين هي أبرز روائعه، ويشمل مزاد كريستيز لوحة متألقة تعود إلى تلك الحقبة من مسيرته الإبداعية وتعبّر عن «الحركة الحرفية» التي نشأت في باريس بعد انتقاله إليها. وهذه اللوحة غير المعنونة (1984) جزء من المقتنيات الفنية للفنانة الإيرانية الأكثر شهرة مري آبيك. واعتادت مري آبيك استضافة صالونات ثقافية في منزلها، وكان تشارلز حسين زندروديومسيرته الإبداعيةمحور إحدى تلك الجلسات، وبعدها اقتنت هذه اللوحة مباشرة من زندرودي (القيمة التقديرية الأولية: 180.000 – 220.000 دولار أمريكي).

وترصد لوحة “الكورَس” (2014) للفنانة التشكيلية الإيرانية المعاصرة تالا مدني (وُلدت 1981) طبيعة العلاقات ومفهوم الصوت. هذا التحريف المرح للهوية الثقافية والجنسية الصريحة والمتزامنة يُشاهد في حركات الفرشاة المسترسلة والخطوط الفكاهية التي تثمر عن عمل أشبه بالأعمال الكرتونية بما يعطي اللوحة البراءة الإنسانية وعدم الاكتراث الظريف (القيمة التقديرية الأولية: 40.000 – 60.000 دولار أمريكي). يُشار إلى أن أعمال مدني تتسم بالظرافة وتبرز بطريقة تهكمية ثقافة النمطية الأنثوية والذكورية.

الأعمال الفنية التركية المعاصرة

يسرُّ كريستيز أن تعرض 12 عملاً فنياً معاصراً من تركيا خلال مزادها المرتقب بدبي، والأعمال المشاركة لفنانين معروفين ومخضرمين من أمثال موراتبولات (القيمة التقديرية الأولية: 15.000 – 20.000 دولار أمريكي) ولوحة لديرفيل إبريل (القيمة التقديرية الأولية: 25.000 – 35.000 دولار أمريكي)، إلى جانب أعمال فنانين صاعدين من أمثال سركان ديمير (وُلد 1976) (القيمة التقديرية الأولية: 7.000 – 10.000 دولار أمريكي) وأسلي أوزوك (وُلدت 1983) (القيمة التقديرية الأولية: 5.000 – 7.000 دولار أمريكي).