الماريجوانا تساعد مرضى سرطان المخ على أن يعيشوا فترة أطول

في شهر يناير الماضي، نشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب تقريرا مكون من 440 صفحة سعى إلى تبديد بعض الخرافات المتعلقة باستخدام الماريجوانا كعلاج للجسم، ولقد تضمن التقرير عدة حقائق واستنتاجات عما يمكن ولا يمكن أن تفعله الماريجوانا لجسم الإنسان، أحد أهم هذه الاستنتاجات؟ هو عدم وجود أدلة تثبت أنه يمكن للماريجوانا علاج السرطان.

لكن مؤخرا قامت شركة أدوية من المملكة المتحدة بتحدي هذا الاستنتاج وهي شركة ” GW Pharmaceuticals” والتي كشفت حديثا عن مجموعة من البيانات الأولية من تجربة علاجية أجرتها الشركة لعلاج السرطان واستخدم فيها دواء مصنوع من نبات القنب الهندي المستخدم في صناعة الماريجوانا.

طبقا لما ذكرته البيانات الأولية التي نشرتها الشركة فإن المادة/الدواء موضع التجربة والذي يتضمن مادة الكانابيديول في القنب الهندي، ومادة رباعي هيدرو كانابينول (Tetrahydrocannabinol) والتي تعرف اختصارا باسم THC، لديه قدرة على تعزيز وظائف المخ لدى مرضى سرطان المخ ويزيد من معدلات بقائهم على قيد الحياة بمتوسط ستة أشهر، وذلك مقارنة بالدواء الآخر الوهمي أو “البلاسيبو” (placebo: وهو دواء لا يحتوي على أي مادة فعالة أو ذات خواص علاجية ويستخدم كعقار محايد للمقارنة في التجارب الدوائية ولمعرفة ما إذا كانت استجابة المريض ترجع للعوامل النفسية وعنصر الإيحاء) المستخدم كمقارنة في التجربة.

نوع سرطان المخ المستهدف في التجربة هو سرطان المخ من نوع الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال (glioblastoma multiforme) وهو نوع شرس وقاتل من أنواع سرطان المخ ومن يصابون به لديهم فرصة 30% فقط لأن يعيشوا أكثر من عامين، ويعاني المصابون بهذا المرض من تلف كبير في المخ خلال مراحل تطور هذا المرض.

طبقا للبيانات المنشورة فإن المادة أو الدواء موضع الدراسة يعمل على تعزيز عملية تقلل من عملية تدهور خلايا المخ وتقلل من معدل نمو وانتشار الورم وهو يقوم بتأثير مشابه لعدى أنواع عديد من السرطان، وتظهر النتائج الأولية للتجربة أن مزيج من مادة الكانابيديول في القنب الهندي، ومادة رباعي هيدرو كانابينول يعملان معا على الحد من قدرة الخلايا السرطانية على البقاء.

حتى الآن لا تزال نتائج هذه التجربة أولية ولا يزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات، ولكن إذا تبين فيما بعد صحة نتائج هذه التجربة فهل هذا يعني أن تعاطي الماريجوانا العادية كبديل لعقار شركة ” GW” المكون من مادة الكانابيديول ومادة رباعي هيدرو كانابينول سيعطي نفس النتائج؟ غالبا لا، لأن عقار شركة ” GW” يستخدم مشتقات الماريجوانا المركزة بجرعات محددة تم تحديد فاعليتها بعد اختبارها سريريا ولذلك فإنك لن تحصل على الأرجح على الفوائد العلاجية للعقار عند تدخين جرعات غير محددة من الماريجوانا.

يمكنك أيضا قراءة More from author