خطابات نادرة تكشف عن معاناة الأمير تشارلز وهو طفل بسبب انشغال والدته

الملكة الأم جدة الأمير تشارلز (Prince Charles) ولي عهد بريطانيا كانت الأقرب للأمير تشارلز من بين أفراد أسرته، وكثيرا ما تحدث الأمير تشارلز 68 عام، بالكثير من الحب والتقدير عن جدته الراحلة “غير العادية” كما وصفها في وقت سابق، ولقد كشفت سلسلة من الخطابات النادرة للملكة الأم عن العلاقة المميزة التي جمعت ما بين الأمير تشارلز والملكة الأم واسمها الحقيقي إليزابيث باوز ليون (Elizabeth Bowes-Lyon).

الخطابات النادرة نشرت في الحلقة الجديد من المسلسل التلفزيوني ” The Royal House of Windsor” وهو مسلسل مكون من ستة أجزاء، ويحكي قصص من حياة العائلة المالكة البريطانية، ولقد تحدثت الحلقة الجديدة عن عمق العلاقة التي جمعت ما بين أمير ويلز وجدته الأم، ولقد ظهر في الحلقة أحد المؤرخين وهو د. بيرس بريندون (Dr Piers Brendon) والذي قال الملكة الأم استطاعت أن تعوض حفيدها عن افتقاده لوالدته الملكة إليزابيث الثانية (Queen Elizabeth II) بسبب انشغالها الدائم بالعمل.

د. بيرس بريندون وهو مؤلف كتاب ” The Windsors: A dynasty revealed” قال أيضا أن الملكة الأم كانت تظهر الكثير من العاطفة وخاص لحفيدها الأمير تشارلز واعتادت على معانقته بينما كانت الملكة إليزابيث الثانية ذات طبيعة متحفظة ودائمة الانشغال، أضاف بريندون قائلا إن السنوات الأولى من الأمير تشارلز قضاها في رعاية جدته الملكة الأم وجده الملك جورج السادس (King George VI)، كما كشف بريندون أيضا عن أن الأمير تشارلز وشقيقته الأميرة آن (Princess Anne) قد ظلا في رعاية الملكة الأم خلال جولة الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب (Prince Philip) في دول الكومنولث في عام 1953 والتي استمرت لمدة 6 أشهر.

أحد الخطابات المنشورة كان خطاب من الملكة الأم لابنتها الملك إليزابيث في شهر مارس في عام 1954 وبعد أن غادر الأمير تشارلز والأميرة آن بريطانيا لينضما إلى والديهما في طبرق في شمال أفريقيا ولقد كتب الملكة الأم في خطابها تقول: “ستجدين تشارلز قد أصبح أكبر عمرا وأصبح غاية في اللطف، إنه يحمل الكثير من العاطفة ويحبك أنت وفيليب كثيرا”، “أنا واثقة بأنه سيكون طفل محب ورائع لكلاكما”.

وفي خطاب آخر عبرت الملكة الأم عن رغبتها في التحاق حفيدها الأمير تشارلز بمدرسة ” Eton” وليس مدرسة ” Gordonstoun” في إسكتلندا وهي المدرسة التي درس فيها الأمير فيليب وكان يرغب في أن يدرس فيها ابنه الأكبر الأمير تشارلز، ولقد تحدثت الملكة الأم عن رغبتها هذه في خطاب أرسلته لابنتها الملكة إليزابيث الثانية في شهر مايو عام 1961، وكتبت تقول فيه: “مهما كانت مدرسة ” Gourdonstone” جيدة هناك حقيقة أنها تبعد أميال وأميال عن المنزل حتى أن الأمير يشبه وكأنه في مدرسة داخلية بعيدة عن الوطن”، “سيكون منعزل تماما ووحيد هناك في الشمال البعيد”.

في النهاية التحق الأمير تشارلز بالمدرسة الإسكتلندية كما رغب والده، ولكنه ظل يواظب على زيارة جدته ويحاول قضاء أطول وقت ممكن بصحبتها كلما أمكن ذلك.

وفي شهر مايو عام 1969، أرسلت الملكة الأم خطابا داعما للأمير تشارلز كتبت فيه: “عزيزي تشارلز، لا يمكنني أن أصف الأشياء الرائعة التي دائما ما أسمعها عنك، الجميع يحبك وفخورين بك، لقد كنت دائما ما أعرف أنك ستتمكن من القيام بأشياء رائعة لهذا البلد، ليس فقط كقائد وإنما بشخصك الحقيقي ذو القلب الطيب والمحب والطبيعة المرحة والذكية”.

وفاة الملكة الأم في عام 2002، تسببت في الكثير من الحزن للأمير تشارلز، ولقد تحدث عن ذلك في مقابلة سابقة وقال: “لقد كانت بالنسبة لي تعني كل شئ وكنت أخشى تلك”.

الأمير تشارلز لا يزال يحمل ذكرى جدته حتى أنه اختار أن يمنح الميدان في قلب قريته النموذجية ” Poundbury” في دورست، اسم جدته الراحلة.

يمكنك أيضا قراءة More from author