هند صبري تتنحى عن منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة دعمًا للقضية الفلسطينية

أصدرت الفنانة التونسية الجميلة “هند صبري” بيانًا أول أمس الأربعاء الموافق الثاني والعشرين من شهر نوفمبر الحالي عبر حسابها الشخصي على موقع تبادل الصور والفيديوهات إنستجرام تتنحى فيه عن منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي لدى الأمم المتحدة بسبب فشل البرنامج في المساهمة في فك الحصار عند مدينة غزة ووقف الحرب الفلسطينية.

وكتبت “هند” في بيانها: “بعد 13 عامًا من العمل الإنساني عبر العالم، أستقيل من برنامج الغذاء العالمي، أكتب هذا بقلب مثقل وحزن عميق؛ حيث قررت التخلي عن دوري كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وهو الدور الذي أعتز به وألعبه منذ سنوات”.

وتابعت: “لقد تعلمت كثيرًا وبكيت كثيرًا معكم جميعًا طوال هذه الرحلة التي ستظل دائمًا في قلبي .. فأنا ومنذ ثلاثة عشر عامًا، أصبحت جزءًا من الأسرة الكبيرة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، جزءًا من مهمة عظيمة ونبيلة .. وأنا فخورة بذلك”.

وأضافت: “لقد رأيت طوال هذه السنوات كيف كرس رجال ونساء شجعان في جميع أنحاء العالم حياتهم لخدمة الآخرين، ولهذا السبب أُكنّ لهم حبًا واحترامًا عميقين، خلال الأسابيع الماضية، شهدت وشاركت تجارب زملائي المتفانين في برنامج الأغذية العالمي في الإحساس بالعجز لعدم قدرتهم على القيام بواجبهم على أكمل وجه كعادتهم دائمًا تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد في غزة، ولم يكن بوسعهم إلا عمل القليل في مواجهة آلة الحرب الطاحنة التي لم ترحم المدنيين الذين يحاصرهم الموت”.

واستكملت “هند صبري” قائلة: “لقد حاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى في برنامج الأغذية العالمي والانضمام لزملائي في المطالبة باستخدام ثقل البرنامج مثلما فعل بنجاح في السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنساني والفوري في قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب، لأنني كنت على يقين من أن برنامج الأغذية العالمي -الذي حصل على جائزة نوبل للسلام قبل 3 أعوام فقط بعد أن كان مشاركًا نشطًا في قرار الأمم المتحدة رقم 2417 الذي أدان استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب- سوف يستخدم صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة”.

وأوضحت: “ومع ذلك، فقد تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليوني مدني في غزة، وهو السلاح الذي قتل حتى الآن أكثر من 14 ألف شخص، وأصبح أكثر من 1.6 مليون شخص بلا مأوى، ودُمرت نصف المباني، وقصفت المستشفيات والمدارس التي من المفترض أن تكون ملاجئ آمنة .. لأجل ذلك، أعلن استقالتي وأتمنى لجميع زملائي في برنامج الأغذية العالمي السلامة والسلام، مع تأكيدي أنني لن أتخلي عن دوري الإنساني والمجتمعي، لكنني سأقوم به بصيغ أخرى ومختلفة”.

واختتمت “صبري” حديثها قائلة: “أوكد أن هذا البيان هو كل ما سيتم قوله بخصوص هذا الموضوع، ولن أعلق عليه في أي وسيلة إعلامية أو صحفية، وأثمن لأصدقائي الإعلاميين والصحفيين احترامهم هذا”.

وبالرغم من أن الكثيرين يعتبرون ما فعلته “هند صبري” هو عين الصواب وأن هذا يعتبر ورقة الضغط الأخيرة التي تستطيع استخدامها إلا أن هناك من يرى العكس، فقد أكد الناقد السينمائي “طارق الشناوي” على خطأ قرار “هند صبري” والذي أشار إلى أهمية المقاومة بدلاً من الاستقالة حيث كتب “الشناوي” عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلا: “قررت هند صبري الاستقالة من منصبها كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية، احتجاجًا على ما وصفته بالعجز عن مواصلة عملها والذي تجسد في مأساة غزة والتي راح ضحيتها الآلاف، ولا يزال الرقم في ازدياد وأغلبهم من الأطفال بسبب البطش الإسرائيلي وتقاعس العالم”.

وأضاف: “متفهم دوافع هند ولكني أختلف معها في الوسيلة، هل نواجه العجز بمزيد من العجز أم بالإصرار على الموقف والبحث عن حلول؟، وفضح المتواطئين .. الاستقالة ليست أبدا الحل، الإصرار على المقاومة هو الحل”.

يذكر أن الفنانة والنجمة الكبيرة “هند صبري” تعمل كسفيرة للنوايا الحسنة في برنامج الأغذية العالمي لدى الأمم المتحدة منذ ثلاثة عشر عامًا.

يمكنك أيضا قراءة More from author