الأمير هاري يدعو إلى مكافحة الألغام الأرضية في كلمة قوية 

حضر الأمير هاري (Prince Harry) حفل استقبال لحملة “Landmine Free World 2025″ (عالم خالي من الألغام الأرضية في عام 2025) في قصر كنسينغتون في لندن وذلك في مساء يوم الثلاثاء 4 إبريل، واستضاف الحفل اثنين من أشهر المؤسسات الخيرية الرائدة في مكافحة الألغام الأرضية وهما مؤسسة ” Mines Advisory Group” والتي تعرف اختصارا باسم مؤسسة ” MAG”، ومؤسسة ” The HALO”.

الأمير هاري ألقى كلمة قوية

ولقد قام الأمير هاري بإلقاء كلمة قوية في الحفل تحدث فيها عن تبني والدته الأميرة الراحلة ديانا (Prince Diana) لقضية حظر الألغام، وقيامها بالسير في حقل للألغام الأرضية في أنجولا عام 1997 وقبل أشهر قليلة من وفاتها، ولقد تحدث الأمير هاري عن ذلك وقالت: “منذ عشرين عام، وفي الأشهر الأخيرة من حياتها، ظلت والدتي تعمل على جذب الانتباه إلى الأثر المروع والعشوائي للألغام الأرضية، ولقد قامت بزيارة العديد من المناطق المتضررة مثل هوامبو في أنجولا وترافنيك في البوسنة، وعلمت كيف يعيش الناس في تلك المجتمعات في خوف دائم من أن كل خطوة سيخطونها قد تكون الأخيرة، كما قابلت هؤلاء الذين عانوا من إصابات مختلفة بسبب الألغام المضادة للأفراد، واستمعت إلى قصصهم وساعدتهم على مشاركتها مع العالم”.

وتابع الأمير هاري قائلا: ” في ذلك الوقت، لم يكن الاهتمام الذي أثارته والدتي لهذه القضية أمر مقبولا عالميا، ولقد اعتقد البعض أنها تجاوزت الحدود وقامت بالتدخل في الساحة السياسية، ولكن بالنسبة لها لم يكن هذا الأمر متعلقا بالسياسية وإنما بالناس، لقد صدمت وأصيبت بالذعر بعد معرفتها لتأثير الألغام الأرضية على حياة الضعفاء، وعلى حياة الأطفال بشكل خاص، وقالت إنها لا تفهم السبب الذي لا يجعل المزيد من الأشخاص على استعداد لمعالجة قضية تسبب في الكثير من المعاناة، ولقد رفضت قبول أن تترك هذه الأسلحة المدمرة أينما كانت، لمجرد أن إزالتها مكلفة للغاية وأمر يصعب القيام به”.

الأمير هاري تحدث عن زيارة الأميرة ديانا

الأمير هاري تحدث أيضا في كلمته عن زيارة والدته الأخيرة للبوسنة في شهر أغسطس في عام 1997، ومقابلتها لطفلين صغيرين من ضحايا الألغام وهما ماليك (Malic) وزاركو (Žarko) واللذان كانا من ضيوف حفل “Landmine Free World 2025” في قصر كنسينغتون، ولقد تحدث عن ذلك وقال: “ماليك وزاركو أصبحا الآن شابين بالغين وهما معنا اليوم، ولكنهما وبعد 20 عام لا يزالا يعانيان من إصاباتهما البدنية وآثارها النفسية ومن ارتفاع تكاليف استبدال الأطراف الصناعية، وعندما ودعت والدتي زاركو في أغسطس في ذلك العام، وقبل أسابيع قليلة فقط من وفاتها المفاجئة، قالت له أنه لن يتم نسيانه”.

الأمير هاري سبق له وأن قام بزيارة حقول للألغام في أنجولا وموزامبيق، ولقد تعرف عن قرب على آثارها المدمرة على المجتمعات المحلية.

بالرغم من أن إنتاج واستخدام الألغام الأرضية قد انخفض منذ معاهدة حظر الألغام في عام 1997 إلا أنه لا يزال أكثر من 60 مليون شخص معرضون لخطر الموت أو الإصابة بسبب الألغام الأرضية وذلك حسبما ذكرت وزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة، ولقد أظهرت الاحصائيات ارتفاع أعداد الأشخاص الذين قتلوا أو جرحوا بسبب الألغام الأرضية قد ازداد بنسبة 75% في عام 2015 مقارنة بالعام السابق، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اندلاع النزاعات والحروب في دول ليبيا وسوريا وأوكرانيا واليمن، وذلك طبقا لما أعلنه مرصد الألغام الأرضية. معظم الضحايا كانوا من المدنيين.

يمكنك أيضا قراءة More from author