حوار مع سيدة الأعمال لميس مدني مديرة مؤسسة أصالة المدينة للتجارة

 أسّست سيدة الأعمال السعودية لميس مدني علامتها التجاريّة “نعانيع” يهدف إلى إحياء الموروث المديني عبر تحضير الشاي وشربه، تقوم فكرتها على جمع الأعشاب العطرية التي تنمو في بساتين المدينة المنوّرة الخصبة، وتجفيفها وتعبئتها بطريقة عصرية ، للحصول على منتج عالي الجودة بطريقة عصرية وسهلة الاستخدام.

وكشفت لميس مدني مدير عام ومؤسس ” مؤسسة أصالة المدينة للتجارة ” مالكة العلامة التجارية “نعانيع”عن مشوارها ومشروعها الذي يفوح عطرا وأصالة وتراثا وطموحاتها المستقبلية.

 

بداية من أنتِ؟

لميس غازي بن عبيد مدني من مواليد المدينة المنورة  متزوجة وأم لبنتين” ليان، نتال” درست في مدينة جدة، حاصلة على ماجستير في دراسات الطفولة من جامعة الملك عبد العزيز ، عملت في بداية حياتي العملية في تخصصي ” رياض الأطفال” في مدرسه خاصة، ثم انتقلت إلى جامعة عفت للعمل في مجال دراسات الطفولة، كنت في البداية ولمدة سنة أعمل في التدريس الأكاديمي وتدرجت في الأعمال الإدارية بجامعة عفت لمدةعشر سنوات، عملت خلالها في مكتب تطوير العمل بالجامعة ثم العلاقات العامة وقسم تنميه الموارد المالية، ومن خلال تنوع المجالات التي عملت بها  اكتسبت خبرات كبيرة ومختلفة وتعاملت مع شرائح كثيرة من المجتمع السعودي؛ حيث كنا ننظم المجلس الاستشاري الشرفي الذي يضم أعضاء رجال و سيدات الاعمال لدعم العملية التعليمية  فكانت فرصة كبيرة للالتقاء بعدد كبيرمن رجال وسيدات الأعمال مع الدكتورة هيفاء جمل الليل مديرة الجامعة مما فتح لي آفاق في معرفة جانب ريادة الأعمال وكيف يدار وكيف تكبر المشاريع وكنت أتابعها بحكم عملي دون أن يكون في بالي شيئا خاصا بي وسبحان الله هذا فتح المجال لي فبعد عشر سنوات وجدت نفسي اكتفيت من القطاع التعليمي الخاص وأنا دائما كان عندي شغف للمعرفة والتجارب والإنجاز ولم تكن لدي نية لعمل الدكتوراة مع احترامي الشديد لهذه الدرجة التعليمية، فوالدي الدكتور غازي مدني ” يرحمه الله ” كان مديرا لجامعة الملك عبد العزيز وأفنى عمره في بناءها وخدمة التعليم العالي في المملكة، وكنت أتمنى أن احقق أمنيته ولكنها لم تكن من طموحي فاكتفيت برسالة الماجستير.

وماذا عن العمل في قطاع الموانئ ؟

كانت مرحلة مهمة جدا في مشوار عملي بالقطاع الخاص، فقد أصقلت مهاراتي الإدارية التي اكتسبتها من العمل في الإداره في المجال الأكاديمي ولأنني أحب الإنجاز في حياتي وأحب أن تكون لي بصمة واضحة في المجتمع بحثت عن خبرة ثانية التحقت فيها بالعمل في شركة ” محطة بوابة البحر الأحمر” والتي تعد إحدى أهم الشركات المشغله في ميناء جدة الإسلامي، وأسست فيها قسم العلاقات العامة، وبرنامج المسؤلية الاجتماعية، ووضعت الخطوط العريضة لطريقة العمل داخليا وخارجيا بين الموظفين وأسست قطاع الإعلام والترويج في الشركة ووضعت الاجراءات والسياسات لطريقة العمل في الشركة ونجحت بطريقة جيدة ولله الحمد استمرت لخمس سنوات، ولكن مرة أخرى وصلت إلى مرحلة أريد فيها أن أضيف  شيئا لنفسي وليس للمنشأة التي أعمل بها فقط ففكرت في عمل مشروع خاص بي  لذا تركت العمل بشركة محطة بوابة البحر الأحمر.

وماذا استفدت من هذه التجربة؟

كانت تجربة ثرية جدا استمرت لمدة خمس سنوات أصقلت خلالها شخصيتي الإدارية أكثر فأكثر وتعرفت خلالها على طريقه العمل في مجتمع الأعمال، وكانت الاستفادة الأهم هي ثقتي في نفسي وقدرتي على إتخاذ القررات الإدارية وإدارة فريق عمل بشكل احترافي.

وكيف جاءت فكرة مشروع نعانيع؟

بعد أن اتخذت قراري بضرورة التوجه نحو عالم الأعمال الخاصة من خلال مشروع خاص بي كان لابد من الحصول أولا على دورات تدريبية في إدارة المشاريع  فحصلت على دورات متخصصة لكيفية إدارة وتكوين المشاريع الصغيرة ، وتلك الدورات فتحت لي الأفاق لتحقيق المشروع و من ضمن هذه الدورات كيف أختار الفكرة، فعادة المشاريع إما أن تقوم على فكرة موجودة ويتم إضافة شيئا جديدا لها لحاجة ما أو أنها تنبع من مشكلة  نبحث لها عن حل فيكون الاختراع وأنا وجدت نفسي في هذا الجانب  وهو حاجتي أنا شخصيا وحاجه كثير مثلي من محبي طعم نعانيع المدينه لهذا المنتج الذي اخترعته فوضعت أكثر من فكرة حتى تبلورت فكرة مشروعي نعانيع المدينة المنورة.

ما هي نعانيع وما معناها وما علاقتها بالمدينة المنورة ؟

نعانيع هو اسم لتوليفة الأعشاب العطرية التي تنمو في بساتين المدينة المنورة مثل (الحبق، الدوش، العطرة …غيرها) التي توضع في فنجان الشاي أو داخل البراد لتحسين وإضافة طعم مميز للشاي، كبرنا وكبرت معنا عادة فنجان الشاي بالنعانيع العطرية المختلفة من بركة أرض المدينة الطيبة.. وكبرت معنا هذه الصورة النمطية عن طعم وريحة الشاي بالنعانيع المشكلة. واليوم، و من وحي هذا التراث، اتولدت فكرة المنتج (نعانيع). ويعتبرمنتج نعانيع المدينة حلقة الوصل بين اليوم و بين ذكريات و طقوس شرب الشاي لأهل أول …وهي عباره عن مجموعة حكايات تبدأ من طريقة التجهيز ( نصبه الشاهي التي تحتوي على السماور، وأنواع النعناع المديني المشكل) وطريقة التحضير(عمل الخلطات المختلفه من التلقيمات العطرية) والتقديم ( الطعم عبارة حزمة من المشاعر و الذكريات الجميلة) من خيرات وبركات المدينة المنورة.

 

اليوم نجد مشاكل الشاي بالنعانيع تتركز في اختلاف جودة، وطعم توليفة الأعشاب الطازجة في طريقة الزراعة و مصدرها، و استمرارية اختلاف الطعم بحسب التوليفة و كميتها. و عدم سهولة الوصول و تخزين توليفة الأعشاب الطازجة، ومع تسـارع نمط الحياة العصرية أصبح الجميع بحاجة لمنتجات عملية وسهلة توفر عليهم الوقت والجهد ليتمكنوا من الإنجاز أكثر خلال يومهم. أضف إلى ذلك صعـوبة توفر الأعشـاب في جميع المواسم وعلى مـدار العام، نظرًا لقصـر عمرها لأنها طازجة، من هنا جاءت فكرة تجميع أعشاب النعانيع المختلفة و تجفيفها و تنقيتها من جميع الشوائب وتعبئتها في أكياس شاي للحصول على منتج عالي الجودة بنفس نكهة أعشاب النعانيع الطازجة بطريقة عصرية سهلة الاستخدام، يعتبر نعانيع المنتج الأول و الوحيد في المنطقة و الخليج العربي الذي يجمع هذا العدد من الأعشاب المدينية في كيس واحد، كما تعتبرطريقة العناية و التجفيف التي تطبق داخل معامل نعانيع و التي تهدف لحفظ جودة الطعم و الخصائص العطرية ( لا تستخدم في أي معامل أخرى كالتي تتبعها أغلب الشركات الكبيرة) حيث أنه منتج طبيعي 100% بدون نكهات أو مواد صناعيه او سكر، في النهايه، منتج نعانيع يهددف إلى حفظ  تراث و طقوس و عادات أهل المدينة و تثقيف و مشاركة  العالم عن ثقافاتنا و عاداتنا في المدينة المنورة في طريقة تجهيز و تحضير و تقديم الشاي بشكل يناسب العصر الحديث ، ولأجيال قادمة. حيث كانت و لازالت عادة فنجان الشاي بطعم وريحة النعانيع العطرية المشّكلة من بركة أرض المدينة الطيبة هي جزء من تراث أهل أول.

ماهي طموحاتك المستقبلية ؟

تسعى نعانيع لتطوير منتجاتها وتنويعها في ظل التوجه العالمي نحو المنتجات العضوية والطبيعية حيث أصبحت الحاجة ملحة لانتاج منتجات مميزه وسهلة الاستخدام مثل “نعانيع” وهدفي يتجه إلى الوصول إلى العالمية بتوفيق من الله تعالى، أطمح بإذن الله تعالى أن يتوفر منتج “نعانيع”  في جميع أسواق دول الخليج والدول العربية والأوربية والعالمية كالمملكة المتحدة والهند واليابان، فهذه الشعوب تعشق وتقدر الشاي وتحرص في ذات الوقت على تناول المنتجات الطبيعية والعضوية، هدفي الأساسي هو الحفاظ على التراث  المديني والمحافظة على الطقوس ونقل هذه الثقافة ومشاركتها مع العالم، وتميزها في كونها الفكرة الأولى الوحيدة التي طرحت في السوق السعودي.

تتميز بعض مناطق المملكة بنباتات عطرية خاصة بها” منطقة حائل” هل هناك نية للتوسع في استخدام تلك النباتات؟ وماذا عن حجم انتاج نعانيع؟

لا مانع عندي إطلاقا من استخدام أعشاب من مناطق أخرى في المملكة غير المدينة المنورة فلما لا إذا كان الهدف هو الوصول إلى العالمية،  فيكون تراث و طقوس شرب الشاي في مناطق المملكة هي ما سينقله نعانيع من خلال كوب الشاي إلى العالم أجمع، أما بالنسبة لحجم الانتاج فهو موجود في نقاط بيع موزعه بين جدة والرياض و القطيف وتبوك والطائف، تتركزنقاط البيع في جدة في عدد من المقاهي والمطاعم ومحلات بيع المتجات العضوية والطبيعية، ونحن نسعى بتوفيق من الله تعالى أن يتضاعف هذا الانتاج ويغطي كل مدن المملكة خلال المرحلة القادمة لينطلق بعدها إلى الأسواق الخليجية والعربية و العالمية.