عدنان الكاتب ينقل نصيحة مصمم ماكس مارا إلى المرأة الخليجية

إيان غريفيث مع عدنان الكاتب

 

اجتمع محاور المشاهير عدنان الكاتب مدير تحرير مجلة “هي”، بمصمم ماكس مارا الدار الإيطالية العريقة  Ian Griffithsإيان غريفيث، في شنغهاي الصينية، حيث عرضت ماكس مارا مجموعتها الحصرية محدودة الإصدار بالتعاون مع الفنان الصيني ليو وي، وتشكيلتها المميزة لما قبل خريف العام الحالي.

 

 

حوار عدنان الكاتب مع  Ian Griffiths إيان غريفيث

 

حدثنا بداية عن قصة انضمامك إلى ماكس مارا؟

كنت طالبا في الكلية الملكية للفنون الجميلة، وأعطتنا ماكس مارا مشروعا للتصميم عندما كنت في السنة الأولى من الدراسة. جاء السيد مارموتي لتقييم أعمالنا ومن هنا بدأت علاقتنا على الفور. انضممت إلى الشركة مباشرة بعد الكلية، وأصبحت منذ ذلك الوقت جزءا منها. أحب فلسفة ماكس مارا في تمكين النساء وتعزيز قدراتهن، وأشعر بأنه مع مرور السنين أصبحت أعرف زبونتنا مثل صديقة عزيزة أريد الأفضل لها، وأنا أجد متعة في النجاح الذي نحققه.

 

أخبرنا عن مجموعتكم لما قبل موسم الخريف؟

تذهب المجموعة بالمفهوم إلى البعيد. تخيّلنا المدينة الأهم والأخيرة، العاصمة Metropolis، وجاء الطابع العام تقريبا مثل “فيلم نوار” Film Noir، ذلك النوع الفتّان الذي يصف السحر الغامض للحياة في المدينة. وتشير المجموعة إلى نجمات الشاشات: فيرونيكا لايك، إنغريد بيرغمان، جوان كراوفورد وغيرهنّ. في بعض الأحيان، قد تعطي المدينة إحساسا بالحيرة أو العدائية، لكن ليس عندما تغطّيكم أزياء ماكس مارا.

إيان غريفيث مع الفنان الصيني
Liu Wei;Ian Griffiths

لماذا اختارت ماكس مارا أن تتعاون مع الفنان الصيني ليو وي؟ هل لديكم اهتمام بالثقافة والفنون الصينية؟

على مدى جيل، شهدت الثقافة الصينية تغييرا أكثر من أي واحدة أخرى. ونتج بصورة طبيعية عن ذلك التغيير الجذري فنّ أساسي. لقد خاض الفنانون الصينيون تجارب مذهلة من أجل وصف واقعهم. يستخدم ليو وي وسائل مختلفة، أعماله متنوّعة كثيرا بشكل جليّ، مع ذلك لديه مفهوم جوهري واضح – المدينة المتغيّرة باستمرار وأحيانا منفرة أو محيّرة. ولطالما أيضا يدور اهتمام ماكس مارا حول المدينة. لقد صنعنا دائما أزياء للسيدات اللواتي يردن أن يصلن إلى القمة في الغابة الإسمنتية، لذا هناك تقارب طبيعي بيننا وبين ليو وي. إنه لشرف عظيم أن تعمل مع فنان أنت معجب به.

 

لماذا تختار الحياة بأسلوب المدن مفهوما لهذه المجموعة؟

أمضي وقتا طويلا في دراسة أعمال ليو وي الفنية، وأشعر بأن المدينة هي أحد المفاهيم الجوهرية لديه. إنها تحكي عن إعادة تطوّر مستمر، عن مكان هو في بعض الأحيان مصدر للقلق أو للحيرة. كل شيء في ماكس مارا يدور أيضا حول المدينة، لطالما وفّرنا للسيدات ملابس لكي يستطعن التغلب على مصاعب العيش والنجاح في المدينة. مع أزياء ماكس مارا، يصبح الخوف في الغابة الإسمنتية أقل بكثير! لذا هناك تقارب طبيعي بين ليو وي وبين ماكس مارا، لهذا السبب رغبنا بشدّة بهذا التعاون. إنه لقاء حقيقي للأفكار.

 

سافرت حول العالم، ما المدينة المفضّلة لديك؟ ولماذا؟

يمكنني وبكل تأكيد القول إن المدينة المفضلة لدي هي لندن، المدينة التي أعيش فيها. فهي تتمتع بطاقة عفوية في الإبداع، بنوع من الشباب المعدي. أحب نيويورك، باريس، ميلانو وشنغهاي، لكنني أحاول ألا أبقى أبدا بعيدا عن لندن لأكثر من أسبوعين.

 

باعتبارك مصمم أزياء، كيف توازن بين التصميم والمتطلبات التجارية؟

كانت مجموعاتنا الأخيرة جريئة، لكن لو أخذناها بشكل منفرد، فسنجد أنها تتألف من قطع بسيطة جدا، كلاسيكية تقريبا. لطالما اعتبرنا في ماكس مارا أن مهمتنا هي تقديم أزياء ملائمة للسيدات في العالم الحقيقي، لذا، نرى أن “الطابع التجاري” موجود بطريقة ما في جوهر قيمنا.

 

من أين وكيف تحصل على إلهامك؟

يمكن للإلهام أن يأتي من أي مكان. أنا منجذب جدا للهندسة المعمارية، التصميم، الثقافة العصرية والفنون، لكن يمكنني أيضا أن أستمد الإلهام من شخص يسير في الشارع. أحد ما يضع الأشياء مع بعضها بطريقة رائعة وعصرية. أحصل على إلهامات كثيرة من خلال وجودي في المدينة: لندن، نيويورك، لوس أنجلوس، بكين أو شنغهاي. المدينة هي مكان تنصهر وتمتزج فيه الأفكار. إنها المكان لالتقاط روح العصر.

 عارضات ماكس مارا

ماذا تعني الموضة بالنسبة لك؟

الموضة هي المكوّن السحري الذي يعطي للأزياء معناها. تخبرنا الموضة عن الأوقات التي نعيش فيها طموحاتنا، رموزنا الاجتماعية، وحتى مخاوفنا وهواجسنا. هذا ما يجعلها أمرا في غاية الأهمية، وأنا مفتون بالتناقض بين ابتكار قطع “كلاسيكية” يمكن ارتداؤها لسنين طويلة، وبين عكس توجهات العصر. يكمن الجواب في الطريقة التي تُجمع بها الملابس مع بعضها. تتميّز مجموعات ماكس مارا بعنصر قصصي قوي، لكن عند تفكيكها نجد أنها تتألف من قطع بسيطة ومصممة جيدا يمكن ارتداؤها لسنين قادمة كثيرة.

 

من امرأة “ماكس مارا”؟

امرأة ماكس مارا سيدة ناجحة. لقد وصلت إلى ما هي عليه وفق شروطها وتريد أن تُؤخذ على محمل الجد. في مدن مثل لندن، نرى المزيد من السيدات في الثلاثينيات من العمر يتحوّلن إلى ماكس مارا لأنهن يحققن نجاحاتهن في مرحلة باكرة. بغض النظر عن العمر، تحب امرأة ماكس مارا الفخامة الرصينة، التصميم الجيّد وبطابع خالد، لكنّها ليست متصلّبة، إنها رائعة، واثقة بنفسها وترغب في إظهار ذلك. ألقوا نظرة على جيجي حديد، وهي ترتدي معطفنا المميز، هذه هي ماكس مارا اليوم.

إيان غريفيث

هل من نصيحة للمرأة الخليجية والشرق أوسطية فيما يتعلق بالأناقة؟

ليكن هدفك الأناقة السهلة. إذا راودك قلق، ولو بسيطا، فيما ترتدين، فارتدي شيئا آخر. يجب أن تكوني قادرة على نسيان ما ترتدينه. هذه ليست نصيحة لكل النساء في العالم.

 

ما توجهاتك المستقبلية للموضة في ماكس مارا؟

أريد مواصلة جذب السيدات الشابات إلى ماكس مارا، كما سأستمر في تقديم الأزياء للسيدات اللواتي يرتدين ملابسنا منذ عشرين، ثلاثين، أربعين سنة. ماكس مارا هي حالة فكرية، بغضّ النظر عن العمر. ثقة السيدات بأنفسهن تزداد أكثر فأكثر، مع تخطيهن للحواجز وبلوغهنّ مستويات جديدة. ستعكس ماكس مارا ذلك مع أزياء جريئة، ذكية ومصممة جيدا تسمح لهن بأن يعش حياتهن.

 

هناك علاقة مستمرة تربط ماكس مارا بالفنون .. على الصعيد الشخصي ما قصة اهتمامك الدائم بالفن المعاصر؟

الموضة جزء من الثقافة المعاصرة، لذا من الطبيعي أن يكون لدى مصمم الأزياء هوائيات تلتقط كل ما يجري. يُعطينا الفن، الموسيقى، المسرح، الهندسة المعمارية وحتى السياسة مؤشرات عن توجهات روح العصر. لذا، لديّ اهتمام مهنيّ في الفن المعاصر، لكن أيضا اهتمام شخصيّ. منذ أن كنتُ في مدرسة الفنون الجميلة، كنتُ أحتكّ بفنانين معاصرين. فهم يتناقشون، يثيرون ويحفزون طرقا جديدة في التفكير. ما تعلّمته أيضا أن الفن مثل الموضة، حوار متواصل .. قد يرجع أحد فناني اليوم إلى شيء أُنتج قبل مئات السنين.

يمكنك أيضا قراءة More from author