الخلافات الزوجية وتأثيرها على تربية الاطفال

لا يخلو أي منزل من المشاحنات والخلافات التي تنشب بين الزوجين، لكن كثيرًا ما تؤثر هذه الخلافات على تربية الاطفال، حيث من الصعب على الوالدين إخفاء المشكلات عن الأبناء، ولكن يجب مراعاة التأثير السلبي الناتج عن تلك المشاكل على تربية الاطفال والتي قد تمتد آثارها النفسية على حياتهم في المستقبل.

لذلك سوف نناقش مدى تأثير الخلافات الزوجية على تربية الاطفال من خلال السطور القادمة.

 

الخلافات الزوجية وتأثيرها على تربية الاطفال

 

التأثيرات السلبية الناجمة عن الخلافات الزوجية

  1. الجانب النفسي والاجتماعي
  •   المنزل المليء بالشجار والمشاحنات، سواء كان عدم التفاهم والخلافات بين الزوجين أو بين الوالدين والأبناء، أو حتى بين أفراد المنزل الواحد بأكمله.
  •   يؤثر ذلك تأثير شديد على نفسية الأطفال فيصابون بالاضطرابات النفسية والسلوكية التي تؤثر عليهم بشكل كبير.
  1. المشكلات الإجتماعية
  •   أسلوب التهكم المستمر على الطفل والعنف البدني واللفظي سواء مع الزوجة أو الأطفال يجعلهم يصابون بالإنطواء والوحدة بسبب الإحراج الذي يصابون به خاصًة أمام أقرانهم وزملائهم بالمدرسة.
  •   كما أن الصراخ المتواصل في وجه الطفل والسخرية التي يمكن أن تصل إلى الازدراء والتحقير، يصاب بسببهم الأطفال بالعديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية، مثل القلق، والاكتئاب، العدوان، وعدم الثقة بالنفس وصعوبة الاندماج مع الأصدقاء.
  1. الجانب الدراسي

التأخر الدراسي

نتيجة الخلافات المستديمة بين الزوجين يصاب الأطفال بالتوتر العاطفي الذي يجعل الأطفال مشتتين الانتباه وكثيرًا ما يسرحون بعيدًا عن المواد الدراسية أثناء الحصة الدراسية أو المذاكرة، نتيجة التفكير في عواقب المشاكل الموجودة بالمنزل.

الفشل المستمر في الإختبارات

  •   أثبتت الدراسات التي تم إجرائها على الكثير من الأطفال الذين يعاني والديهم من المشكلات المستمرة، انخفاض ملحوظ في درجات الاختبارات وخاصًة في مادة القراءة والرياضيات.
  •   كما أثبتت الدراسات أنها هذه المشكلات تؤدي إلى ارتفاع حدوث المشاكل التأديبية، كما يعاني هؤلاء الأطفال من مشاكل في الادراك بالإضافة إلى تباطؤ الوظائف الادراكية وانخفاض مهارات حل المشاكل والأزمات.
  1. الجانب السلوكي

نوبات الغضب والإكتئاب

  •   قد يعتقد البعض أن الأطفال لا يمكن أن يصابوا بالتوتر والضغط النفسي، ولكن على العكس عندما ينشأ الأطفال في أسرة قائمة على الجدل و محاطة بالمشكلات والأزمات من كل جانب وخاصًة بين الوالدين، فإنه من الممكن أن يصاب بحالة من الاضطراب العاطفي والتوتر والاكتئاب.
  •   يبدأ الطفل بالتساؤل حول العديد من الأمور،  مثل إذا كان محبوب من قبل والديه، وهل سينفصلون، وإذا حدث الطلاق هل سيكون هو السبب، وما مصيره في هذه الحالة؟.
  •   تختلف أعراض الاضطراب العاطفي عند الأطفال حيث يلجأ البعض إلى إيذاء نفسه، والبعض الآخر يتحول إلى شخصية عنيفة بينما يظهر بعض الأطفال علامات القلق المفرط مثل قلة الانتباه أو الإصابة بنوبات الغضب أكثر من أقرانهم، كما يصبح الطفل عنيف بشكل مبالغ فيه ويصب جام غضبه على زملائه في النادي أو المدرسة.
  1. التأثيرات المستقبلية

تأثيرات قصيرة المدى

  •   قد تحدث تأثيرات تدوم على المدى القصير ويمكن أن يعالجها الوالدين، ولكن هناك تأثيرات دائمة تستمر مع الطفل حتى المراحل المتقدمة من العمر.
  •   قد تبدو مشكلة عائلية أنها صغيرة ويستهين بها الوالدين، ولكن آثارها يمكن أن تستمر مستقبلًا، لذا من الأفضل معالجتها فور حدوثها لتجنب هذه الأضرار.

تأثيرات طويلة المدى أو مستمرة

  •   وفقا لدراسة نشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، والأطفال الذين ينشؤون بين مشاكل الزوجين المتكررة من المحتمل أن يتأثروا في مرحلة البلوغ.
  •   لذلك يكونون أكثر عرضة لخطر الاكتئاب، تعاطي المخدرات والكحول، القيام بالسلوكيات المعادية للمجتمع، مع مخاطر الفشل في العلاقات الشخصية والحياة المهنية حتى بعد تخطي سن المراهقة.
  1. الوقاية خير من العلاج
  •   نصيحة للأزواج عندما يبدأون بالشجار فلا تدخل الأطفال طرفًا في موضوع الخلاف.
  •   عندما تضطر الظروف الأزواج للشجار في وجود أبنائهم، من الضروري أن تكون فرصة مثالية فاجعلي لإظهار التواصل الصحيح مع الأطفال وليس العكس.
  •   اجعل من نفسك كأب أو أم قدوة يحتذى بها، من خلال طريقة النقاش الحضاري والتفاهم الهادئ، أجعلهم يروك أثناء التحدث باحترام.
  •   يجب التعامل مع المشكلة بشكل عملي واستكمال النقاشات بشكل منطقي، والاعتذار إذا وقع خطأ من أحد الأطراف.
  •   تعليم الأطفال أن العائلة ستظل مترابطة حتى أثناء اختلاف الآراء أو الجدال.

 

يمكنك أيضا قراءة More from author