رحيل بيونة بعد صراع مع سرطان الرئة عن 73 عامًا

بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة امتد لقرابة العشرة أعوام، انتقلت الفنانة الجزائرية الكبيرة “باية بوزار”. المعروفة باسم “بيونة” إلى الرفيق الأعلى.
حيث ودعت الساحة الفنية بعد تدهور مفاجئ في حالتها الصحية، عن عمر يناهز الثلاثة وسبعون عامًا قدمت خلالها. العديد من الأعمال الفنية البارزة في حوالي خمسة عقود من عمرها حيث بدأت مسيرتها الفنية عام 1973 من خلال فيلم “الدار الكبيرة”.
حزن واسع يخيم على الوسط الفني داخل الجزائر والعالم العربي
وخيم شعور واسع بالحزن على محيطها الفني داخل الجزائر والعالم العربي بعد إعلان وفاتها، وقد أوضحت مصادر مقربة من الفقيدة. سبب التدهور في حالتها الصحية حيث شهدت حالتها تراجعاً حاداً في الأيام الأخيرة نتيجة نقص تزويد الدماغ بالأوكسجين. ما أدى إلى وضع صحي حرج انتهى بوفاتها داخل مستشفى بني مسوس في العاصمة الجزائرية.
وقد رحلت أيقونة الكوميديا وسط أجواء إنسانية مؤلمة عاشها المقربون منها خلال الأيام الأخيرة وقبل أيام قليلة من رحيلها. عبرت الفنانة “بيونة” عن وصية إنسانية مؤثرة، طلبت فيها أن تدفن إلى جانب والدتها السيدة “جميلة”، التي ترقد في مقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية.
حيث عكست وصيتها الارتباط العميق الذي جمعها بوالدتها طوال حياتها، وحنينها الدائم إليها، خاصة خلال الفترة الصعبة التي عاشتها. بسبب المرض والضعف الجسدي.
رئيس الجمهورية الجزائري ينعي ببالغ الأسى رحيل الفنانة بيونة
من جانبه، نعى رئيس الجمهورية الجزائرية “عبد المجيد تبون” الفنانة الراحلة حيث قدم تعازيه إلى عائلة المرحومة “باية بوزار”. التي وافتها المنية أمس الثلاثاء الموافق الخامس والعشرون من شهر نوفمبر الجاري.
وجاء في نص التعزية – بحسب رئاسة الجمهورية – : “تلقيت بتأثر وأسى نبأ انتقال الفنانة المرحومة “بيونة “، إلى جوار رب العزة. تولاها المولى عز وجل بالرحمة والمغفرة”.
وتابع البيان: “وأمام هذا المصاب الأليم، ونحن نودع واحدة من مشاهير الساحة الفنية، اللواتي ساهمن بمواهبهن وإبداعاتهن. في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية على مدى سنوات طويلة، حيث تركت الفقيدة بصدقها وبتلقائيتها في مجال التمثيل والأعمال السينمائية الناجحة. تقديرًا واسعًا”.
وأضاف رئيس الجمهورية: “وإذ أتوجه إلى عائلة الفقيدة وإلى الأسرة الثقافية والفنية، بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة. أدعو المولى عز وجـل أن يتغمدها برحمته الواسعة، ويسكنها فسيح جناته، ويلهم الجميع جميل الصبر والسلوان، عظم الله أجركم. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
نبذة عن الراحلة بيونة وبداياتها الفنية
يذكر أن الفنانة الراحلة “بيونة” بدأت مسيرتها كمغنية للألحان الشعبية والعاصمية في الأعراس والحفلات، قبل انتقالها إلى السينما. عبر فيلم “الدار الكبيرة” الذي قدمته عام 1973 وكان من إخراج “مصطفى بديع”، ثم ظهورها في فيلم “ليلى والأخريات” عام 1977.
وامتد عطاؤها الفني بعد ذلك لأكثر من خمسين عاماً، إذ جمعت بين التمثيل والغناء والرقص والمسرح والتلفزيون.
ولم تكن “بيونة” ممثلة عادية، بل كانت ظاهرة فريدة، بدأت بقوة في أفلام مهمة لتثبت حضورها السينمائي الجاد. لكن براعتها في الأدوار الكوميدية هي التي جعلتها نجمة التلفزيون الأولى في الجزائر إذ تحولت إلى مؤشر “ضمان نجاح” لأي عمل تشارك فيه. حيث برز حضورها في الأعمال الكوميدية.
أبرز أعمال بيونة على المسرح
فقد قدمت أداءً لافتًا على المسرح، في عدد من المسرحيات منها مشاركتها في “إلكترا” لـ “سوفوكليس” و “لا سيليستين”. التي أدّت فيها دور البطولة، إلى جانب مشاركات تونسية مثل “نسيبتي العزيزة” و “المليونير”، وأعمال جزائرية حديثة من بينها “أخو البنات”. وكانت أبرز أعمالها الفنية السلسلة التلفزيونية “ناس ملاح سيتي” للمخرج “جعفر قاسم”.
وفي مجال الغناء، أصدرت “بيونة” ألبومها الأول “راد زون” عام 2001 متضمناً عشر أغانٍ، ثم ألبوم “شقراء في القصبة” عام 2006. عقب تعاون مع منتج فرنسي إثر مشاركتها في فيلم “حريم مدام عثمان”.