صفاء سلطان
بعفوية وتلقائية بدأت مشوارها الفني الذي كانت إرهاصاته الأولى قبل ثمانية سنوات من الآن عبر مسلسل “المرايا” بعدما قام الفنان السوري ياسر عظمة بترشيحها له، حينما قابلها مصادفة، بعدما جاءت من الولايات المتحدة التي كانت قد سافرت إليها لدراسة طب الأسنان، لكنها لم ترغب في استكمال ذلك النوع من الدراسة، وكأن موهبتها الفنية كانت تقف كالسد المنيع بينها وبين خوضها أي مجال آخر لتنتصر في النهاية موهبتها التمثيلية.
صفاء كانت حديث عائلتها دوما بحبها للتقليد فلم ينج أحد من أفراد عائلتها من تقليدها له وكانت دائما محط إعجاب كثيرين لقدرتها البارعة على التقليد ليس لأهلها ولأصدقائها فقط بل وللفنانين أيضا.
كان مسلسل (المرايا) بمثابة فأل الخير على صفاء التي كانت في قمة سعادتها لأنها ستكون واحدة من هؤلاء النجوم التي كانت تراهم في هذا المسلسل الذي كانت تتابعه دوما بشغف كون هذا المسلسل تم تقديمه على عدد من الأجزاء.
لفتت صفاء الأنظار إليها بشدة في هذا المسلسل، وبعدها تهافت المخرجون على إسناد الأدوار الصعبة إليها، بعدما أثبتت للجميع أنها ممثلة من طراز خاص وثقيل.
قدمت صفاء -الأردنية الأب سورية الأم وإن كانت لها أصول فلسطينية تعود لوالدها؛ حيث يعود أصلة إلى مدينة جنين الفلسطينية، على مدار مشوارها الفني القصير- عددا من أهم المسلسلات والتي حققت نجاحا كبيرا وكونت من خلالها قاعدة جماهيرية عريضة في كل أنحاء الوطن العربي؛ حيث قدمت كلا من مسلسلات (صراع الأشاوس) للمؤلف الكاتب هاني السعدي وإخراج سالم الكردي وأبهرت وقتها الفنان الكبير رشيد عشاف بأدائها؛ حيث كانت صفاء لا تزال تخطو الخطوات الأولى في حياتها.
تتميز صفاء عن غيرها من الفنانات بأنها تجيد الحديث بعديد من اللهجات، وهو ما أبهر المحيطين بها في مسلسل (حور العين) حيث إنها -ورغم أن دورها كان كضيفة شرف فإنها- لفتت الأنظار بشكل غير عادي لحديثها بطلاقة باللهجة السعودية للدرجة التي ظن فيها البعض أنها سعودية أبا عن جد.
وتوالت أدوار صفاء؛ حيث قدمت كلا من مسلسلات (ليل ورجال) و(كسر الخواطر) و(يوم ممطر جدا) و(جوز الست) و(يا صديقي) و(مطلوب رجال) وغيرها من الأعمال التي حفرتها صفاء في ذاكرة جمهورها، وكانت طيلة هذه الفترة مبتعدة عن تجسيد السير الذاتية، إلا إنها ضعفت أمام شخصية المطربة ليلى مراد، فقامت بتجسيد شخصيتها ضمن أحداث المسلسل المصري (قلبي دليلي) الذي عرض قبل ثلاثة أعوام من الآن وقام بإخراجه محمد زهير رجب، وحصد المسلسل عددا كبير من الجوائز رغم ما واجهته صفاء من نقد كبير لهذا العمل، وإن كانت صفاء تتقبل النقد بصدر رحب؛ حيث لامها كثيرون على أدائها شخصية ليلى مراد، وكان ردها على الانتقادات في هذا الصدد أن النجمة العالمية أنجلينا جولي لو مثلت شخصية ليلى مراد لانتقدوها أيضا.
موهبة صفاء سلطان لم تقتصر فقط على التقليد ومن بعده التمثيل، بل إنها تمتلك موهبة في الغناء، ولكنها عرفت كممثلة أكثر، خاصة وأنها غير متفرغة كثيرا لعالم الغناء، لكونها مقتنعة تمام الاقتناع أن عمل ألبوم كامل في حاجة شديدة إلى أن تكون متفرغة، لذا فكثيرا ما يتم تأجيل مشروعاتها الغنائية، لا لسبب سوى لكونها تنشغل أكثر بالتمثيل، فكلما تنوي طرح أغنيات يأتي عمل فيعطلها، وهذا لا يمنع أن صفاء نفسها من أن لديها إيمانا بأن صوتها جميل يحمل طبقات موسيقية متميزة.
صفاء سلطان -والتي تنتمي إلى مواليد برج الحوت- سبق وكانت لها تجربة زواج من الفنان طارق المرعشلي، ولكن تم الانفصال ولدى صفاء ابنة وحيدة اسمها أملي، تعتبرها الممثلة السورية هي كل حياتها والشيء الجميل الذي تعيش من أجله وتمارس صفاء معها طفولتها، لكون صفاء من الشخصيات المرحة التي لا تحب أن تحزن أو أن تترك الغضب يسيطر على مساحة كبيرة من يومها، فاليوم أكثر من أن نضيعه في أحزان وهموم لا داعي لها كما تقول دوما.
ولأن صفاء دائما متغيرة متقلبة متنوعة في أدوارها التي تقدمها؛ حيث ترفض أن تسير على نهج درامي واحد، فهي تخوض الماراثون الدرامي لشهر رمضان 2012 من خلال مسلسلها (بنات العيلة) والذي تشارك في بطولته مع كل من النجوم نسرين طافش، باسم ياخور، ديما قندلفت، كندة علوش، قمر خلف، سليم صبري، باسل خياط، ثناء دبسي، نضال سيجري، ديما الجندي، عدنان أبو الشامات، مها المصري، كندا حنا، إياد أبو الشامات، محمد حداقي، فادي صبيح، جلال شموط، فاتن شاهين، سحر فوزي، أمانة والي، نظلي الرواس، رافي وهبة، تولين البكري، أيهم مرشد، رجاء يوسف، محمد قنوع، وائل زيدان، هبة نور، يزن السيد، عامر علي، علي سكر، المطربة هويدا ومجموعة من نجوم الدراما السورية والقصة من تأليف رانيا البيطار وإخراج رشا شربتجي.
ويرصد المسلسل ما أغفله كثيرون من مؤلفي الدراما، ألا وهو المرحلة العمرية التي تمر بها الفتاة بداية من عمر الثلاثين إلى التسعة والثلاثون وما بها من مشكلات وأزمات سواء نفسية أو اجتماعية.
تتخلى صفاء لأول مرة تقريبا في مشوارها الدرامي من أجل (بنات العيلة) عن أنوثتها؛ حيث ستؤدي شخصية فتاة (مسترجلة) تدعى رانيا تقع في حب رجل أعمال مصري، فتبدأ أنوثتها في الصراخ لتعلن عن وجودها أمامه، إلا أنها -ورغم الحب الشديد الذي تحبه إياه- تصاب بصدمة عصبية كبيرة؛ حيث تكتشف أنه كان متزوجا ولدية أبناء، وهو ما يجعل حياتها تنقلب رأسا على عقب، ومع توالى الأحداث التي تسير في إثارة وتشويق تصاب بمرض السرطان، ولكن من سينتصر على الآخر هي أم أن المرض سيكون أقوى ويفتك بها ومن سيساعدها في تخطي أزمتها؟
علامات استفهام سيجيب عنها المسلسل الذي يدور في إطار اجتماعي إنساني.