ملاك

تعترف دوما الفنانة الكويتية ملاك أن كثيرين من أبناء وسطها الفني كم أشعلوا النار والفتن والشائعات حولها، لكنها مع كل مرة تخرج وكأن شيئا لم يكن؛ لأنها تؤمن بمبدأ “أن العمل ما هو إلا أرزاق من عند الله سبحانه وتعالى” ولكنها وصفت من يفعلون ذلك بـ”المرضى النفسيين” وأكثر ما يؤلم ملاك في هذا الأمر، أن من يفعلون ذلك ما هم “إلا المقربون” إليها لا تملك معهم سوى أن تدعو لهم بالشفاء.

وملاك تمتلك ملامح طفولية تعشق الضحك ولا تفارق وجهها الابتسامة، ولكنها فجأة تكشر عن أنيابها إذا أخطأ أي شخص في حقها، فمن يحترمها تقدره ومن ليس كذلك فلا يرى سوى الوجه الآخر لها.

انطلقت موهبة هذه الفنانة الكويتية على المسرح المدرسي، فتكاد تكون لا مسرحية مدرسة إلا وشاركت فيها ولم لا والتمثيل والفن يسيران في دمائها وهي طفلة صغيرة تقف أمام المرأة لتقلد الفنانين والفنانات.

تعرفت ملاك على أحد الكتاب الصحفيين -وهو فيصل الحمراني الذي كان مسؤولا عن صفحة في مجلة الجريمة عنوانها (ماسيجات)- عرفها بدوره على المنتج براك الحريبي الذي قدمها في أولى أعمالها التلفزيونية (البوية) ولم يكن براك الحريبي منتجا فقط في هذا العمل، بل كان منتجا ومؤلفا ومخرجا أيضا.

ملاك حصلت في هذا المسلسل على أجر لا يتعدى 750 دينار وإن كان هذا الرقم بدأ في الصعود والتزايد بالتدريج مع كل عمل تقدمه.

كان مسلسل (البوية) الذي شهد انطلاقة ملاك عملا ليس سهلا أو بسيطا بالنسبة لها، بل كان يحتوى كل حلقة فيه على ما يبلغ نحو 15 مشهدا، وهذا بالنسبة إلى الفنانة المبتدئة بمثابة البطولة المطلقة، وكانت ملاك في هذا المسلسل لم يتعد عمرها الـ 21 عاما؛ لذا فهي كانت الفنانة الكويتية الوحيدة المشاركة في هذا المسلسل وعمرها صغيرا إلى هذا الحد، وكان معها من النجوم في هذه التجربة الأولى كل من بدرية أحمد ومشاعل الزنكوي في أولى تجاربها التمثلية والنجمة ليلى سلمان التي أذابت كثيرا من خوف ملاك في هذه التجربة؛ حيث كانت دوما مؤازرة لها وتحمسها بشكل كبير؛ حيث إن “ملاك” كانت ما بين مشهد وآخر لا تتمالك نفسها من البكاء خوفا ورهبة من المشهد القادم، ولكن تعلمت ملاك كل شيء عن أصول الدراما في هذا العمل، وكيف تقف أمام الكاميرا ولا تخاف، خاصة وأن “ملاك” كانت قد اعتادت فقط الوقوف على خشبه المسرح، وهو ما سبب لها الرهبة.

وفي هذا المسلسل -أيضا وبعده- تعرضت ملاك لانطلاق شائعة كبيرة، ألا وهي التشكيك في جنسيتها؛ حيث قيل إنها غير كويتية، وهو يعود كما قالت ملاك إلى أن ملامحها قد توحي للبعض إنها غير كويتية فقيل مرة إنها سورية ومرة إنها مصرية وتارة أخرى إنها أردنية، لكنها تعتز بكويتيتها بشكل كبير ورفضت أي تشكيك في جنسيتها.

وتوالت الأعمال على ملاك بعد أن شاركت في (البوية)؛ حيث قدمت مسلسل (رحلة انتظار) مع المؤلف عبد العزيز الطوالة والنجوم مها سالم ونادية عاصي وعبد الله بو شهري وغازي حسين وعبد الله عبد العزيز وعدد آخر من نجوم الخليج وعرض هذا العمل الذي حقق نجاحا كبيرا في عام 2005، وعادت ملاك للمسرح بعد هذا المسلسل، وبدأت تنتقل ما بين المسرح والتلفزيون؛ حيث كانت تقدم ما يزيد عن أربعة مسلسلات تلفزيونية في العام الواحد، لكن بدأت ملاك تقلل حجم أعمالها رويدا رويدا.

تعرضت ملاك لحرب -أو بمعنى أدق- طعنة، والغريب أن الطعنة جاءت من من كان له الفضل في تواجدها بالوسط الفني -وهو الصحفي فيصل الحمراني- حيث اتهمها أثناء حادث سير أنها كانت في حالة غير طبيعية، على الرغم من أنها وقتها لم تكن هي التي تقود السيارة، ولكن بمرور الأيام بدأت الأمور تعود إلى مجراها الطبيعي، وعادت العلاقة بينهما على ما يرام.

تتهم ملاك دوما بالغرور، لكنها ليست كذلك؛ حيث كانت تقول إن أصدقائها في المدرسة يقولون عنها مغرورة، ولكن الحقيقة أن “ملاك” لا تتحدث مع أشخاص لا تعرفهم، وهو ما يعطي انطباعا لدى كثيرين أنها مغرورة. بل على العكس -وبشهادة كثيرين من نجوم الكويت- تعد ملاك إنسانة بسيطة تلقائية متواضعة إلى أقصى حد.

أكثر ما يؤرق “ملاك” في حياتها أنها دوما ما تخشى أن تفقد أيا من الأشخاص المقربين لها أو من تعزهم أو تخاف أن أيضا تصاب بمكروه وتترك ابنتها أنفال وابنها علي وحدهما، خاصة بعدما تذوقت ملاك المر بفراق الأحبة، بعدما فقدت شقيقها الذي يكبرها بعامين وكان من أقرب الأشخاص إليها وكانت تعتبره ملاك توأمها الروحي.

تعتز ملاك بشكل كبير جدّا بأمومتها وترى أن الأم تشعر بإحساس غريب حينما يأتي المولود الذي كان بداخلها يأكل ويشرب معها وفجأة تراه أمامها، ورغم أنها مسؤولية كبيرة وليست سهلة على الإطلاق، ولكنها مسؤولية محببة إلى قلبها فتعمل ملاك على أن تجلس بجوارهما أكبر وقت ممكن، ولكن إذا ارتبطت بتصوير يكونوا في رعاية جدتهم لأمهم.

أهم الأعمال الدرامية

مسلسل خارج الأسوار 

مسلسل خادمة القوم 

مسلسل ساهر الليل 3 (وطن النهار)

مسلسل بين الماضي والحب 

مسلسل البيت بيت أبونا