محمود البزاوي
الموهبة الثلاثية.. التمثيل والتأليف والإخراج.. هكذا يحلو لمحمود البزاوي أن يضع نفسه وسط أبناء جيله، فهو ممثل قدير ينجح في كل دور يسند إليه كبير المساحة أو صغير، وفي الوقت نفسه خاض تجربة الكتابة الدرامية في أكثر من عمل أشهرها مسلسل “الأدهم” لأحمد عز، و”الريان” لخالد صالح، ومثلما كان ممثلا عاليا الموهبة، فهو في الوقت نفسه سيناريست مثير للجدل دائما ما تحوم المشكلات والنقد حول أعماله.
وهو اشتهر بأدوار كوميدية خفيفة مع الجيل الجديد في السينما، ثم بعد ذلك انتقل إلى أدوار الشر، ولكنه كان يحتفظ في كل دور ببعض من النكهة الشخصية التي يضعها لتثبت هذه الشخصية في أذهان الجماهير، وعندما تراه لأول وهلة فهو يحمل كل قسمات وجه المصري القادم من أعماق صعيد مصر، وهي من أكثر وأسهل الشخصيات التي أداها في عديد من الأفلام.
ففي مسلسل “الريان” الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، وجهت أسرة رجل الأعمال أحمد الريان الذي يتناول العمل قصة حياته، اتهامات له وللكاتب الآخر الذي اشترك معه في السيناريو، بذكرهم معلومات خاطئة، مست الحياة الشخصية لبعض أفراد أسرة الريان، إلا أن الدعوى القضائية سقطت لأن كل ما جاء في السيناريو كان صحيحا، وبحسب البزاوي فهو لم يذكر أي شيء في سيناريو العمل يمثل ضررًا لأسرة الريان.
وعبر محمود البزاوي أنه بنى أحداث هذا المسلسل على الخيال الذي يحاكي الواقع، واعتذر عن إساءة فهم أسرة الريان لطبيعة العمل الدرامية، وقال: “الشيء الحقيقي الوحيد في هذا العمل هو أسماء أبطاله الرئيسيين ونشاط توظيف الأموال وما هي الظروف الاجتماعية والسياسية التي أدت إلى ظهوره، بخلاف ذلك فكل الأسماء والشخصيات هي محض خيال لا يمت للواقع بصلة”، بعد أن ظهرت زوجة أحد الشخصيات تتهمه بتشويه سمعتها في العمل.
أما مسلسل “الأدهم”، فقد تعرض لهجوم من نوع آخر، بل كان “كوكتيلا” في الهجوم، إلا أن المسلسل استطاع أن يحقق جماهيرية؛ حيث اختلفت الأقاويل حول من أي قصة تم اقتباس المسلسل، فالبعض قال إنها قصة سيدنا يوسف وبعضهم الآخر قال أدهم الشرقاوي، إلا أن البزاوي اعتبر أن تعدد ردود الأفعال تجاه “الأدهم” دليلا على النجاح، كما أبدى اندهاشه من أحد النقاد الذي كتب أن العمل “غارق في الميلودرامية”، وسخر منه قائلًا: “أتمنى أن أكون وصلت لدرجة الغرقان في الميلودراما”، معتبرًا أنها هي الحكي، وبهذا يكون المسلسل قد وصل إلى مستوى مسلسلات مثل “ليالي الحلمية” و”الشهد والدموع” و”المال والبنون”.
وللبزاوي 11 عملا آخر قام بكتابته وتأليفه “لحظات حرجة” بأجزائه الثلاثة، “الأنسان الرومانسي” فيلم2010 ، مسرحية “الأيدي الناعمة” 2010، ومن المسلسلات الإذاعية “قلقاسة في وكالة ناسا” 2009، “السندباد عماد” 2008، “عيد في ريال مدريد” 2008، وهو يعتبر الكتابة للإذاعة شيئا ممتعا للغاية لأن الإذاعة تمثل له عشقا كبيرا؛ حيث تربى عليها نتيجة لأصوله الريفية. وأيضا كان مؤلفا لفيلم “كلاشنكوف” الذي لم يحظ بأي تفاعل جماهيري يذكر.
وظهر محمود البزاوي في عديد من الأفلام التي تركت علامات في السينما المصرية منذ بدايته مثل “الطوق والأسورة” 1985، “الهروب” 1991، “ناصر 56” 1996، “يا مهلبيا يا” 1991، “الحب في الثلاجة” 1992.
واشترك البزاوي مع الزعيم عادل إمام في عديد من الأعمال الدرامية سواء في الأفلام أو المسرحيات مثل “طيور الظلام”، “بخيت وعديلة”، “النوم في العسل” بجزأيه، “رسالة إلى الوالي”، و”فرقة ناجي عطا الله” الذي ينتظر عرضه في رمضان 2012 على شاشة mbc.
وأدى البزاوي دور الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي في مسلسل “العندليب.. حكاية شعب”، وأيضا دور الزعيم المصري الراحل محمد أنور السادات في فيلم “ناصر 56″، فهو يفتح مجالا آخر وهو تقمص الأدوار وتجسيدها، ومن منا لا يتذكر مشهده مع النجم محمد هنيدي في فيلم “همام في أمستردام” عندما قال له الإيفيه الشهير “أمال لما الباب بيرن عندكو في البيت يا قناوي.. مين اللي بيفتح؟”.