عبد الرحمن أبو مالح: مستقبل البودكاست يحتاج إلى قصص الجرائم

عبد الرحمن أبو مالح

في السنوات الأخيرة، حقق البودكاست العربي نموًا ملحوظًا، ليصبح منصة مفضلة للعديد من المستمعين. يجذب هذا النوع من المحتوى جماهير واسعة بفضل تنوع مواضيعه، التي تمتد من الثقافة والفن إلى العلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى البرامج الترفيهية والنقاشات الاجتماعية.

في إطار تعزيز هذا الاتجاه، نظم نادي دبي للصحافة فعاليات الدورة الرابعة من “دبي بودفست”، أكبر تجمع عربي لصناع المحتوى الصوتي. يستضيف الحدث نخبة من البودكاسترز وصناع المحتوى الصوتي، لمناقشة أبرز التطورات في هذا المجال الديناميكي. يتزامن هذا الحدث هذا العام مع اليوم العالمي للبودكاست، مما يضيف بُعدًا خاصًا للاحتفال بهذا الفن الحديث.

تحدث الإعلامي السعودي عبد الرحمن أبو مالح، الرئيس التنفيذي لشركة ثمانية للنشر والتوزيع، عن دور الشركة في تطوير صناعة البودكاست. يقول أبو مالح: “هدفنا هو جعل البودكاست الصوتي من الدرجة الأولى، وأن نُثبّت في أذهان الجمهور أنه خيار مغرٍ للمستمعين والمعلنين. لا أمانع في أن يكون بعض المحتوى مرئيًا، لكن ليس كله، لأن البودكاست المرئي يحرمنا من أشكال كثيرة من المحتوى الصوتي”.

وأضاف: “رغم التركيز العالي على البرامج الحوارية، أجد نقصًا واضحًا في المحتوى، خاصة فيما يتعلق بقصص الجرائم، التي تُعتبر من أكثر البودكاستات تأثيرًا في العالم. السوق العربي يعاني من نقص شديد في هذا النوع، وأرى أن إنتاجها سيحقق فرص انتشار مذهلة”.

تطور البودكاست الكوميدي في مصر

أما إسلام عادل، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة TPP، فيرى أن هناك نقصًا في البودكاستات الإخبارية، سواء اليومية أو الأسبوعية. وأوضح أنه على الرغم من إنتاج برامج بودكاست مرئية، إلا أنهم يعملون على أن يكون المحتوى الصوتي هو الأساس.

على الجانب الآخر، يعكس الستاند أب كوميديان محمد حلمي صورة إيجابية عن صناعة البودكاست الكوميدي في مصر، مشيرًا إلى الزيادة الكبيرة في عدد صناع هذا النوع من المحتوى. ويبرز حلمي أن البودكاست الكوميدي شهد تطورًا ملحوظًا، ليس فقط في تنوع المواضيع، بل أيضًا في الأساليب المستخدمة.

بين التلقائية والحرفية

يرى الإعلامي شريف نور الدين أن البودكاست كسر القوالب التقليدية، حيث يوفر مساحة خفيفة لا يحتاج فيها البودكاستر إلى ارتداء عباءة الإعلامي بأسلوبه الخاص. ومع ذلك، من المفيد أن يوازن بين التلقائية وحرفية المهنة. أشار إلى أن هذه الصناعة تفتقر إلى مواثيق شرف إعلامية، مما يمنحها طابعًا حرًا يميزها.

فالحرية هي مسؤولية تقع على عاتق المستمع والبودكاستر، إذ تمثل رقابة ذاتية. كما أن الحرية نسبية، تختلف باختلاف المجتمع والموضوع والمتلقي. وهنا يأتي دور البودكاست كخيار، حيث يختار المستمع ما يرغب في الاستماع إليه، ويتعين على البودكاستر احترام هذه القوة.

ومن البرامج التي يفضلها شريف هو بودكاست “حوارات مع عباس” الذي يقدمه الفنان عباس أبو الحسن، حيث استضاف أهم المخرجين وصناع السينما، وتطرق في حديث مشوق حول هذه الصناعة وكل ما لا يعرفه الجمهور، بأسلوب يجمع بين التلقائية وحرفية المهنة الإعلامية.

حوار وإعداد: ريم محمود