خبراء: روبوتات متقدمة جاهزة للارتقاء بجراحات العمود الفقري

خبراء: روبوتات متقدمة جاهزة للارتقاء بجراحات العمود الفقري

يمكن للروبوتات المتقدمة بدعم من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات، أن ترتقي بسلامة جراحات العمود الفقري وتخفض التكاليف وتسرّع التعافي لملايين المرضى في جميع أنحاء العالم على مدار العقد المقبل، وفقًا لخبير في المستشفى الأمريكي المرموق كليفلاند كلينك.

 

وقال الدكتور مايكل شتاينميتز رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب ومدير مركز صحة العمود الفقري في معهد الأعصاب التابع لكليفلاند كلينك، إن الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات “كفيلة بإحداث نقلة واسعة في جراحات العمود الفقري”، مشيرًا إلى قدرة الروبوتات على دعم جرّاحي العمود الفقري لخفض تكاليف الجراحة ورفع مستوى السلامة وتقليل مدة تعافي المريض.

 

وأضاف أن بوسع الروبوتات إحداث تقدّم كبير في جراحات العمود الفقري من نواحي الكفاءة والأمان على مدار العقد المقبل.

 

وبحسب تقرير نشره المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، يُجرى سنويًا نحو 4.83 مليون عملية جراحية في العمود الفقري على مستوى العالم. ومن المتوقع أن يصل حجم السوق العالمية للروبوتات المختصة بجراحات العمود الفقري إلى 2.77 مليار دولار بحلول العام المقبل، بزيادة تفوق المئة ضعف عن مستوى 26 مليون دولار في العام 2016.

 

ويستخدم العديد من جراحي العمود الفقري في الأصل، تقنيات توجيهية بمساعدة الحاسوب وروبوتات تحكم مشترك، في ضوء تطور جراحات العمود الفقري واعتمادها المتزايد على التقنيات الحديثة.

 

ويفحص الجراحون المرضى قبل الجراحة وأثناءها باستخدام التنظير الفلوري، أو الأشعة السينية المستمرة، لإبقاء الجراحة على مسارها الصحيح.

 

وأوضح الدكتور شتاينميتز أن جراحة العمود الفقري تتطلب جهدًا بدنيًا وتركيزًا ذهنيًا عاليين، ويمكن أن يستغرق الأمر سنوات أو عقودًا من التدريب واكتساب الخبرة للجراحين حتى يتمكنوا من فتح العمود الفقري وكشفه والحفر لتثبيت المسامير وثني القضبان. وأضاف: “باتت جراحات العمود الفقري اليوم آمنة ودقيقة للغاية، ولكن يمكن أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات الروبوتات على تعلّم أفضل الممارسات من العمليات الجراحية السابقة ومن طريقة كل جرّاح في إجراء جراحة العمود الفقري”.

 

وتُعد “روبوتات التحكّم المشترك” أكثر أنواع الروبوتات الجراحية شيوعًا، والتي يتحكم الجراح في عملها. وأكد الدكتور شتاينميتز أن هذه الجراحات الروبوتية المتقدمة يمكن أن تؤدي إلى تسريع تعافي المريض، نظرًا لصغر حجم الشقوق الجراحية، وللقدرة على إيجاد “منطقة آمنة” أوسع تُحيط بالعمود الفقري، كما أن المرضى والجراحين وموظفي العمليات سيصبحون بأمان أكبر نتيجة الاستغناء عن التنظير الفلوري الإشعاعي.

 

ومع ذلك، فإن العديد من المستشفيات في جميع أنحاء العالم يلزمها ما لا يقل عن مدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات قبل أن تتبنى الروبوتات بالكامل في غرف إجراء جراحات العمود الفقري.

 

وأوضح الدكتور شتاينميتز أن هناك عوامل ما زالت تقيّد إقبال المستشفيات على جراحات العمود الفقري الروبوتية، مثل ارتفاع تكاليف الروبوتات، والحاجة إلى غرف عمليات جراحية بمساحات أوسع، والحاجة إلى تدريب موظفي غرفة العمليات على المهارات الرقمية. وانتهى إلى القول: “يمكن بانخفاض تكلفة الروبوتات الجراحية وزيادة أدائها اللجوء إليها في كثير من الإجراءات المعقدة، كثني القضبان والحفر فيها وإزالة العظام، لكن دور الجراح في غرفة العمليات سيظلّ قائمًا للتحقّق من سلامة عمل الروبوت”.