عدنان الكاتب يحاور سيدة الأعمال أسيل عطار
حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
من محلات هارودز بدأت سيدة الأعمال أسيل عطار مسيرتها المهنية منذ أكثر من 20 عاما، وبعد ذلك عملت مع ماركات الأزياء العالمية في لندن وأوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط. وكانت قد ترعرت في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة، وتخرجت في الجامعة الأمريكية في لندن، بشهادة اختصاص تصميم معماري، واحترفت عالم الموضة والأزياء، وتقلدت خلال مسيرتها المهنية الكثير من المناصب التنفيذية العليا في مجال البيع بالتجزئة، والشراء والتجارة، وتطوير العلامة التجارية والأعمال، وعملت طوال السنوات الثماني الماضية رئيسة تنفيذية لمجموعة اليسرة فاشن الرائدة في المنطقة في تجارة التجزئة للأزياء. وحول هذا تقول لـ “هي”: منحني هذا العمل تفهما فريدا للعناصر الإبداعية والتجارية في الأعمال التجارية، وهو ما مكنني من التفاعل مع العلامات التجارية العالمية، والتفاوض وتأمين الأولويات العالمية في جلب العلامات التجارية الشهيرة إلى الشرق الأوسط. ومن المعروف أنه جرى اختيار أسيل ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في عام 2014 من قبل فوربس الشرق الأوسط، وضمن قائمة أقوى 100 امرأة عربية لعام 2012 بحسب مجلة “أريبيان بزنس”.
كيف ترين عالم الأزياء في العالم العربي؟
أنا امرأة عربية أتأثر باستمرار بالأسلوب الفردي والتعبير عن الذات للأزياء في العالم العربي. لدينا تاريخ غني بالتراث والفن والإبداع والتصميم، وأعتقد أننا يجب أن نكون في طليعة صناعة الأزياء وعرض مواهبنا بالاتجاه الصحيح. لقد دربت وساعدت بعض المصممين الموهوبين في الشرق الأوسط وشاركتهم معرفتي وخبرتي.
ما الخطوات الأساسية لنجاح المرأة في عالم الأعمال؟
أعتقد أن النجاح يأتي من الثقة والطموح والعمل الجاد. لقد اتخذت قراري عندما بدأت مسيرتي المهنية، وأردت أن أتعلم أولا كل شيء عن صناعة الأزياء العالمية، ثم شرعت في وضع نفسي في وظائف مكنتني من تعلم كل شيء في الأزياء والتجزئة. أنا دائما أقول، اعثر على شغفك، ووضح طموحك واعمل على تحقيق أهدافك. جميعنا ينعم بالقدرة على التعلم، وعلينا استخدام تلك القدرة ومتابعة أحلامنا، النجاح يتعلق بالكثير من العمل الشاق، وبالاستثمار في النفس. إذا كنا نريد حقا أن نكون ناجحين، علينا أن نستمع ونتعلم، وألا نفترض أننا نعرف كل شيء.
حدثينا أكثر عن اليسرة فاشن؟
هي شركة مميزة لأنها تركز حقا على روح العائلة. فأنت لا تنضم إلى نشاط تجاري هنا، أنت تنضم إلى عائلة اليسرة، وهي الشركة التي تشجع روح المبادرة وتدعم موظفيها. هذا هو الأساس الذي بنيت عليه منذ تأسيسها منذ أكثر من 25 عاما.
تندرج قيم اليسرة في صميم نجاحها، وتضع في مقدمة أولوياتها خدمات الزبائن والثقة والشغف. نحن شركة طموحة ومتمحورة حول الأشخاص تقدم تجارب مخصصة وفردية تتفاعل مع محيطها.
Alyasra Fashion شركة رائدة في تجارة التجزئة للأزياء ذات محفظة عالمية من أكثر من 60 علامة تجارية راقية للأزياء والأحذية والإكسسوارات. لدينا سنوات من العلاقات التجارية الدولية القوية التي تمثل العلامات التجارية في الشركات المشهورة، منها على سبيل المثال لا الحصر: Kenzo، Max Mara Fashion Group، Fossil Group، DKNY، Cole Haan.
وتضم شبكتنا أكثر من 270 متجرا بالتجزئة في ستة أسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ونحن نرى فرصة كبيرة في الأسواق الرئيسة، ونرغب في تحقيق أقصى قدر من هذه الإمكانيات من خلال بناء وجود كبير مع متاجر الساعات والمجوهرات متعددة العلامات التجارية ONTIME وTRINKETS، إضافة إلى علاماتنا العالمية DKNY وCole Haan جنبا إلى جنب مع الأعمال التجارية الجديدة وفرص العلامة التجارية التي تعمل ضمن استراتيجيتنا.
شاركت أخيرا في مؤتمر كبار المديرين التنفيذيين، أخبرينا عن تجربتك والنقاط الرئيسة التي ناقشتها.
كان من دواعي سروري أن أكون جزءا من مؤتمر كبار المديرين التنفيذيين، وهو منصة يلتقي فيها قادة الصناعة المتميزون لتبادل وتسليط الضوء على الاستراتيجيات والأفكار من منظور إقليمي وعالمي.
شاركت في نقاشين رئيسين، حول الخصخصة وخلق تغيير إيجابي في المجتمعات داخل القطاع الخاص، وكيفية تحسين عدد النساء اللواتي يدخلن إلى مناصب إدارية عليا وأخيرا كعضوات في مجلس الإدارة.
كلا الموضوعين قريب جدا من قلبي، وهما يقعان تحت عنوان “التعليم” للشباب العربي في منطقة الشرق الأوسط. إذا لم يُعطَ الشباب الأدوات اللازمة لتطوير الأفكار والابتكارات المستقبلية، فإن المستقبل سيبدو كأنه مثل الماضي.
بصفتي المديرة التنفيذية لشركة اليسرة فاشن، وباعتباري امرأة عربية متمكنة، فأنا جزء من نسبة صغيرة من النساء في المناصب العليا. لذلك، أرى أنه من واجبنا ومسؤوليتنا إلهام موظفينا، والنساء من جميع الأعمار، للوصول إلى إمكاناتهم ومساعدتهم في توجيه المنطقة إلى حقبة جديدة من النفوذ من الاختلافات التي يمكن أن تجلبها النساء إلى القيادة وقاعات الاجتماعات من الشركات الكبرى التي لدينا في الشرق الأوسط.
كيف تغيرت أزياء التجزئة من عام 1993 حتى الآن؟
كلمة واحدة: الإنترنت، حسنا ربما كلمتين: الإنترنت والتكنولوجيا. نحن نعيش في عالم مختلف تماما الآن، عالم عالمي، ولكن أصغر بكثير، وكل شيء متاح وسريع، وكل شيء يتعلق بالمنافسة الشرسة، أين يمكنني أن أحصل عليه أرخص وأسرع وأفضل؟ وسائل الإعلام الاجتماعية تملي أسلوب حياتنا.
منذ عقود، كان عليك أن تذهب إلى السوق لتشتري شيئا ما، ولكن الآن أصبح كل شيء متاحا بلمسة زر واحدة، وهو ما قد يكون ترفا، ولكن الرفاهية الحقيقية الوحيدة المتبقية هي ترف الوقت.
لقد مكنتنا التكنولوجيا من التواصل والتشارك والإلهام وتحديد الاتجاهات والابتكار والقيادة، ولكنني أعتقد أنه لا سيما في عالم البيع بالتجزئة، لن تحل محل تلك التجربة العاطفية والجذابة في التسوق فعليا في المتجر، والتفاعل مع شركاء المبيعات والحصول على تجربة العلامة التجارية الكاملة. نحن الآن نركز جميعا على Omni-Channel، في محاولة لتقريب المحتوى الفعلي عبر الإنترنت وتوفير تجربة عملاء كاملة.
بعد كل هذه السنوات، ما أبرز التحديات التي واجهتك في عالم الأعمال؟
مع التحدي، تأتي الفرصة، دون تحدي لا نتطور، والأعمال التجارية هي كل شيء عن التطور والابتكار. في عالم اليوم، يكمن التحدي الذي يواجهنا في مواكبة السرعة، ما هو مهم اليوم ليس بالضرورة مهما غدا، وعادات العملاء تتغير، والعلاقات تتغير، فعلينا أن نواكب التغيير. لطالما كانت أعمال الموضة ديناميكية وتوجهاتها رائدة، وقد ركزت خلفيتي دائما على تحول الأعمال وإعادة الهيكلة وبناء الأسس لتطوير الأعمال في المستقبل.