عدنان الكاتب يلتقي ألين آشكاريان المديرة العامة لـ Patchi الإمارات

 

حوار: “عدنان الكاتب” Adnan Alkateb

تنتمي ألين آشكاريان المديرة العامة لـ “باتشي” الإمارات إلى أصول لبنانية أرمنية، ولدت ونشأت في لبنان في بيئة أكاديمية، وكان والدها ووالدتها يدرسان في الجامعة الأمريكية في بيروت، وهو ما أحاطها بجو من حب العلم والمعرفة والرغبة الدائمة في التفوق والاطلاع، قدمت إلى دولة الإمارات العربية منذ أكثر من خمس عشرة سنة وعملت في مجالات مختلفة حتى انضمت إلى شركة “باتشي” Patchi في عام 2009 ولعب تطورها الوظيفي الدور الأكبر فيما وصلت إليه الآن، وتدرس حاليا في كلية هالت الدولية للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.

كيف وجدت سمعة شركتكم في الإمارات بعد تعيينك مديرة لها؟

باتشي متواجدة في السوق منذ 43 عاما، واليوم العلامة متوفرة في أكثر من 22 دولة مع أكثر من 160 متجرا حول العالم. فتاريخ العلامة وشبكتها الواسعة يعكسان خبرتنا وشغفنا في هذا المجال. كما أن رؤيتنا المتمثلة بأن إهداء الشوكولاته ينبع من القلب هي رؤية راسخة في جميع فروع العلامة حول العالم. كل ذلك وضعنا في المقدمة وعزز نجاحاتنا المتتالية.

وكانت لي إنجازاتي وبصمتي الخاصة خلال السنوات الماضية، ومع ذلك، فأنا أؤمن بأن نجاح باتشي يعود للجودة العالية التي نحرص عليها وفريق العمل الكفوء إضافة إلى اهتمامنا بأدق التفاصيل.

هل تحبين المخاطرة خلال عقد الصفقات أو عمليات الشراء؟ وكيف تنظرين إلى التعامل في مجال الشوكولاتة؟

اتخاذ قرارات فيها شيء من المخاطر أمر وارد على الصعيد الشخصي والعملي، لكن أعتقد أن الحل المناسب والأفضل يبرز نفسه في نهاية المطاف. وباختصار، فأنا لا أخاف المخاطرة، شرط الأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتمالات والنتائج التي ستؤثر في الشركة وفريق العمل.

ما أبرز الصعوبات التي تواجه شركتكم في ظل المنافسة في السوق الغني بالماركات العربية والعالمية الشهيرة؟

يشكل سوق دولة الإمارات المتنامي وتلبية طلباته أحد أكبر التحديات، فمنذ افتتاح أول فروعنا في الدولة عام 1984 ضاعفنا الإنتاج مرات عدة، وقريبا سيُفتتح أكبر مصنع لشوكولا باتشي في العالم في دولة الإمارات. وباستثناء السوق المتنامي، فإن التنوع في الطبقة الديموغرافية في الدولة يجعلك متنبها دوما، فعندما يصل زبائنك إلى العالمية يصبح لزاما عليك أن تصل إلى العالمية أيضا للمحافظة على الجودة والبقاء في القمة دوما.

حدثينا أكثر عن نشاطات شركتكم، وهل تستعينون بجهات متخصصة أم تكتفون بمهارتكم الشخصية وخبرتكم في السوق؟

ما لا يعرفه الكثيرون أن باتشي تمتلك مصنعها الخاص، واستوديو التصميم الخاص بها لصناعة الإكسسوارات المصنوعة يدويا لتزيين الشوكولاته، ومصنع الفضة لصناعة هدايا مميزة بتصاميمها الفريدة من نوعها. وتمنحنا هذه العمليات في إطار محفظتنا القدرة على التفرد والإبداع والمرونة لتكييف تصاميمنا حسب الطلب لتلبية أذواق عملائنا واتجاهات الموضة المتغيرة باستمرار، أي بمعنى، أن الكثير يصنع داخليا بمصانعنا الخاصة. ومع ذلك، فنحن كالآخرين نسعى للنمو والتعلم من خلال زبائننا ومنافسينا، حيث يوجد لدينا تشكيلات واسعة من أرقى العلامات التجارية عندما يتعلق الأمر بالأواني الزجاجية وغيرها.   

لديكم الكثير جدا من أنواع الشوكولاته، هل كلها من ابتكار عامليكم؟ وكيف يجري ابتكارها وتصنيعها وأين؟

لدينا ما يزيد على 80 نكهة في قائمة الشوكولاته الأساسية، ونسعى في كل موسم لتقديم نكهات إضافية محدودة المدة تتناسب ومفهوم المناسبة والموضة، فمثلا في موسم رمضان لدينا  “التسالي” والتي هي عبارة عن تشكيلة من الشوكولاته المكشوفة مع التمور، والفاكهة المجففة والمكسرات. فجميع وصفاتنا وخلطاتنا تصنع من قبل فريق الطهاة الخاص بنا، حيث يجري اختبارها من قبل فريق عملنا وزبائننا قبل اعتمادها في المحلات.   

ما الذي يميز شركتكم ومنتجاتكم عن منافسيكم؟

عدا عن التزامنا بتقديم أجود نوعية، فإن ما يميزنا عن غيرنا من المنافسين هو كمية النكهات التي نقدمها والتي تفوق الثمانين صنفا، والقدرة على ابتكار نكهات خاصة بالزبائن تعتمد على طلباتهم الخاصة، حيث يلعب هنا عنصر الخصوصية والتفرد في تقديم النوعية، أضف إلى ذلك تشكيلاتنا الخاصة بمختلف المواسم والمناسبات الخاصة. كما توجد لدينا مجموعة واسعة من العلب وقطع الهدايا المعبأة مسبقا وجاهزة للبيع في محلاتنا، فكل هذه المقومات تمنحنا المرونة لتخصيص تشكيلات تتناسب مع الاحتفالات والمهرجانات التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة.  

هل ترين أن التسويق الإلكتروني يتحسن بالسرعة المطلوبة في بلادنا العربية؟

بالتأكيد، فإن البيع بالتجزئة عن طريق الإنترنت أصبح موضة متنامية في الآونة الأخيرة وبالأخص شراء السلع الغذائية والحلويات. فمع ازدياد سرعة الحياة ومتطلباتها أصبحت شعبية التسوق عبر الإنترنت في تزايد مستمر. ومع ذلك، فباعتقادي أن التسوق عبر الإنترنت يشكل عاملا مكملا لتجربة التسوق التقليدية، فالكثير من الزبائن يجولون في الإنترنت باستمرار للبحث عن منتجات معينة أو جديدة ومن ثم يزورون المحلات للتجربة قبل الشراء، فهذه الخدمة لا يمكن استبدالها عن طريق التجارة الإلكترونية.   

العمل والنجاح في التجارة وعالم المال والأعمال يعتمد برأيك على: المهارة أم الخبرة أم الدراسة أم اسم العائلة أو الشركة .. أم على الدعم والتسهيلات من جهات حكومية والشراكة معها؟

أعتقد أن نجاح أي عمل يعتمد على مزيج من جميع العناصر التي ذكرتها، ولكن، إذا لم يكن لديك المنتج الصحيح فلا اسم العائلة ولا المادة ولا الدعم ولا التسهيلات الحكومية ستمكنك من الوصول إلى النجاح.

لو أردنا أن نقدم خلاصة تجربتك للفتيات المقبلات على الحياة والعمل .. كيف تلخصينها لهن؟ وما النجاح من خلال رؤيتك الخاصة؟

لا شيء فات أوانه، فإذا كنتِ تريدين الحصول على شيء، فاعملي جاهدة لتحقيقه. وعلى سبيل المثال هنا أود ذكر رحلتي تجاه الحصول على الشهادة الجامعية، والتي أتت بالتوازي مع مسؤولياتي العديدة في العمل، وسعيت جاهدة للحصول عليها خلال السنوات القليلة الماضية.   

هل أنت مع من يرون أن المرأة ضعيفة في إدارة المشاريع الاقتصادية الضخمة؟ ولماذا أغلبية استثمارات المرأة تنحصر في مشاريع تقليدية ونشاطات متشابهة؟

لست مع هذا الرأي، بل أثبتت المرأة قدرتها على إدارة المشاريع الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، حيث يوجد في الولايات المتحدة وحدها ما لا يقل عن 8 ملايين مشروع تملكه وتديره النساء. ويعود السبب في حصر استثمارات المرأة بالمشاريع التقليدية إلى قلة الخبرة والتدريب والدراية بالسوق، كما لا ننسى طبيعة المرأة التي تحب الدخول في التفاصيل ولا تفضل المغامرة كثيرا.

باعتبارك امرأة وبغض النظر عن موقعك، ما الذي يجعلك تنفرين من الرجل؟

بغض النظر عن الجنس، أنفر عموما من الشخصيات التي لا تتحلى بالصدق والأمانة في التعامل على المستوى الشخصي والمهني.

أخيرا .. ما أولوياتك في الأيام المقبلة؟

على الصعيد العملي الاستمرار في تثبيت مكانة باتشي في السوق المحلي، والعمل على استقطاب الجيل الجديد من خلال المشاركة بالفعاليات المختلفة وإنشاء المصنع الجديد. أما على الصعيد الشخصي، فأولوياتي الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال.

يمكنك أيضا قراءة More from author