Guillaume Alix مدير Cartier في الشرق الأوسط والهند وإفريقيا مع عدنان الكاتب
حوار: عدنان الكاتب Adnan Al Kateb
- في عالم الرفاهية نعمل على العلاقات لا الصفقات
- أنا سعيد جدا بوجودي في المنطقة وأكثر ما أحبه فيها العلاقات الإنسانية
- زبائننا في المنطقة يعرفون الآن مثلنا وأكثر عن الأحجار والتقنيات الحرفية
- Cactus de Cartier للمرأة الجريئة وصاحبة الشخصية القوية
- زبائننا يحبون الجديد والحديث والمبتكر والمختلف والجرأة الإبداع،
- الكثير من زبائننا نساء لأننا صائغون بالفطرة وفي منطقتكم اكتشفت زبونات راقيات جدا
- ليست صدفة أن يكون نمر “كارتييه” رائجا إلى هذا الحد في المنطقة
لأنه عرف أسرار المنطقة، ولأنه عرف كيف يغوص ببراعة في كل بحور علاقاتها، ولأنه يتمتع بذاء حاد وببصيرة نافذة، ولأنه أيضا خبير بعالم الأحجار الكريمة والذهب والبلاتين، ولأنه يعلم أن علاقة القائمين على هذا العالم الساحر ببريقة وجواهره وقطعه النادرة مع الزبائن لا تقوم فقط على التجارة والمال، بل على العلاقات الإنسانية، حقق “غيوم أليكس”Guillaume Alix المدير الإقليمي لدار “كارتييه” في منطقة الشرق الأوسط والهند وإفريقيا، نجاحا كبيرا في عمله، وبات وخلال زمن قياسي من أشهر رؤوساء دور المجوهرات في المنطقة، وهذا ما انعكس إيجابيا على دار كارتييه.
Guillaume Alix الذي تخرّج في المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية ESSEC Business School بدأ مسيرته المهنية مع دار “كارتييه” Cartier سنة 1997، وعبر السنين تولى الكثير من المناصب الإدارية العليا في الدار. تحدث إلينا حول تجربته في دبي والشرق الأوسط، والتحديات التي يواجهها، وسر الدار في الحفاظ على علاقات إخلاص ومحبة متبادلة مع زبائنها.
حين أخبروك عن قرار تعيينك مديرا إداريا لمنطقة الشرق الأوسط وانتقالك إلى دبي، بماذا شعرت؟ وكيف وجدت المنطقة حين وصلت؟
أول ما فكرت به هو أنني لا أعرف هذا المكان. حين أتيت في البداية مع زوجتي إلى دبي، كانت لحظة استثنائية في حياتي لأن والدي كان قد توفي حديثا. وسافرت إلى دبي للاطلاع عليها واستكشاف المنطقة في اليوم التالي لمراسم دفن والدي. لذلك لم يكن مزاجي في أفضل حالاته، وفي الوقت نفسه، كان ذلك في 25 أغسطس أي في منتصف الصيف، وكان المناخ حارا جدا ورطبا جدا.
تدريجيا، بدأنا بتقدير دبي واستكشافها شيئا فشيئا، لكن ليس فقط دبي، بل المنطقة كلها. وهي تجربة مختلفة جدا عما تتوقعه في أوروبا، من الجيد أنني عشت سابقا في هونغ كونغ ونيويورك وجنيف وباريس، وأمضيت فترات كثيرة في فيتنام، فأتيت من خلفية عالمية نوعا ما.
بعد الذي عشته في دبي حتى الآن، ما أبرز خصوصيات المنطقة التي تميّزها برأيك؟
أعتقد أن أكثر ما أحبه في هذه المنطقة هو العلاقات الإنسانية والبشرية. ففي عالم الترف والرفاهية، نتحدث عن العلاقات، نحن بحاجة إلى بناء العلاقات، بدلا من الحديث فقط عن الصفقات التجارية، وأنا حقا أستمتع بتمضية الوقت مع السكان المحليين، فهم كرماء جدا ومنفتحون جدا على عكس ما قد يعتقده البعض في الغرب. وما زلت أكتشف المزيد. وأستمتع أن هذه المنطقة متجددة أبدا ومتطورة بوتيرة سريعة مع الكثير من المشاريع ومع رؤية طويلة الأمد.
في بورصة نيويورك مثلا، الإطار الزمني يكون ستة أشهر أو ربما عاما. لكن هنا لدينا رؤية لعام 2030 ورؤية لعام 2071. فينظر أهل المنطقة دائما نحو المستقبل.
وطبعا هناك التعرف إلى زبائن جدد واكتشاف ثقافة جديدة والتعرف إلى ناس هم خبراء حقا. فمن الرائع كيف أن زبائننا في المنطقة يعرفون الآن مثلنا وأكثر عن الأحجار والتقنيات الحرفية، لذلك علينا أن نكون دقيقين وحريصين معهم. إنه اكتشاف مثير للاهتمام ومشوق. أنا سعيد جدا وكذلك عائلتي سعيدة جدا. وكل أسبوع وكل يوم أكتشف شيئا جديدا. أنا سعيد جدا بوجودي هنا.
تبدو أكثر سعادة من المرة الأولى التي التقينا فيها في لوس أنجلوس حين بدأت مسيرتك في دبي.
طبعا الانتقال من بلد إلى بلد والتغيير في نمط العيش يربك الإنسان نوعا ما.
في هذه المرحلة الأولى عليك أخذ خطوة إلى الوراء قليلا لترى كيف تتبلور الأمور.
حين بدأت العمل في منصبك الجديد في دبي، كان الكل متخوفا نوعا ما من السوق بعد التراجع في المبيعات. كيف واجهت هذا التحدي؟
سأروي الموضوع من منظار آخر.. في “كارتييه”، زبائننا هم أهم ما نملك. وكما ذكرت، هم خبراء متذوقون. يحبون الجديد والحديث والمبتكر والمختلف، يحبون الجرأة ويحبون الإبداع، طبعا الكثير من زبائننا نساء لأننا صائغون بالفطرة، وفي منطقتكم اكتشفت زبونات راقيات جدا، فليست صدفة أن يكون نمر “كارتييه” رائجا إلى هذا الحد في المنطقة. ومجموعة “كاكتوس” تصريح قوي للمرأة القوية، وإذا لم تكن المرأة جريئة بما فيه الكفاية وإذا لم تملك شخصية قوية، فلن تستطيع أن ترتدي منتجا بهذه القوة.
أعتقد أن الزبائن في المنطقة يتوقعون ابتكارات رائعة وإبداعا رائعا من دار مثل “كارتييه”. وإذا نجحت في تقديم هذا الإبداع إليهم، فسيكونون بمنتهى السعادة، وهم أوفياء جدا.
نحن معك ونعرف عن قرب وفاء زبائن “كارتييه” وإخلاصهم للدار. كيف استطعتم بناء هذه العلاقات الوفية القوية؟
نحن محظوظون بزبائننا، وهم أوفياء لأنهم متطلبون، لذلك يجب أن تكون متطلبا قاسيا مع نفسك، و”كارتييه” تحاول أن تفعل ذلك، ولا أقول إننا ننجح في كل مرة لكننا على الأقل نحاول أن نكون متطلبين مثل زبائننا لنضمن أن يظلوا أوفياء لنا وأن يبقوا سعداء. فالمجوهرات أيضا ترتكز على السعادة.. المجوهرات هنا لنرتديها ونشعر بما تشعرنا به، هذا أمر مهم جدا لنا، وهذا يعزز أهمية العلاقات في المنطقة التي تحدثت عنها.
هل أنت راضٍ عن أداء مجموعة “كاكتوس” Cactus de Cartier في السوق؟ هل كان الأداء كما توقعته أم أفضل أم أسوأ؟
أكون سعيدا حين يكون زبائني سعداء، فيجب أن نوجه السؤال إليهم لنعرف إذا كانوا سعداء.
لنتحدث قليلا عن المستقبل. ما التحدي المقبل للمستقبل؟
التحدي الدائم الذي نواجهه هو التأكد من أن زبائننا سيكونون سعداء وسيرغبون في العودة إلى متاجرنا وبوتيكاتنا وشركائنا. تحدينا هو الحرص على استمرارنا في إشباع حاجتهم إلى الجديد والمبتكر وبحثهم عن الابتكارات الرائعة. وهو الحرص على بقائنا في مكانة مميزة سامية في أذهانهم، لا يمكن أن تواجه تحديا أكبر من ذلك. إذا هذه مهمتي.
تلقينا كنزا في “كارتييه”، وعلينا تطويره، علينا أيضا التأكد من أننا ننقل الصورة الصحيحة الملائمة عن الدار، وأن نبقى طموحين، وذلك يعني أنه علينا أيضا جذب الجيل الجديد.
ما رسالة “كارتييه” Cartier إلى الجيل الجديد؟
الإبداع، إنهم يبحثون عن القطع المبتدعة المبتكرة، ويبحثون عن طريقة ارتداء مختلفة، سأسميهم جيل الألفية، يحبون تكديس ابتكارات “كارتييه” المتنوعة وارتداء القطع مع بعضها، فلا يخافون مثلا من وضع سوارين أو ثلاثة أو أربعة أساور من مجموعة “لوف” على المعصم ذاته.
ويريدون أن يشعروا بأنهم جزء من عائلة “كارتييه”، فيريدون منّا أن نتفاعل ونتواصل معهم بوسائل وأساليب جديدة. العالم الرقمي هو بلا شك وسيلة التفاعل والتواصل الجديدة، والأمر لا ينطبق فقط على الزبائن الشباب، فنلاحظ أن زبائننا الأكثر نضوجا أيضا يميلون إلى العالم الرقمي. وهذا الأمر أيضا من خصوصيات المنطقة، فأنتم متطورون جدا في العالم الرقمي. يريدون اختيار نقطة الاتصال واختيار أين وكيف سيتفاعلون مع دار “كارتييه”، ونحن نعمل على تلبية هذه الحاجة.
تاريخ عريق يربط Cartier بالمنطقة
Jacques Cartier وصل إليها عام 1912 وكاد يبكي وهو يغادرها
لا ينفك مصممو دار “كارتييه” عن تقديم المفاجئ والملهم والناجح، وكأنهم يعرفون تماما ما تحتاج إليه المرأة العربية. كيف تحافظون على هذا الإلهام القوي خلف القطع والمجموعات، وكيف كان الشرق الأوسط ملهما للدار كما رأينا في حملتكم الإعلانية الرمضانية؟
منذ بدايات دار”كارتييه”، لطالما كنّا عالميين. كان هذا الإعلان تحية منّا إلى زبائننا في المنطقة.
جاك كارتييه وصل إلى هذه المنطقة سنة 1912 بهدف البحث عن الأحجار في الهند واللؤلؤ في عمان والبحرين ومنطقة الخليج العربي عموما. لكنه عاد ومعه أيضا مصدر إلهام رائع يمكن أن نجده حتى اليوم في بعض قطعنا. وعاد مع صداقات كوّنها مع كل الناس الذين التقى بهم وتعرف إليهم. وقد ذكر في كتابه أنه كان على وشك البكاء حين غادر هذه المنطقة.
لطالما بحثت دار “كارتييه” عن مصادر الإلهام المدهشة. الدار صائغ فرنسي بالولادة، لكنها منفتحة على العالم منذ مرحلة باكرة. فالأشقاء الثلاثة لويس وجاك وبيير اتجهوا نحو ما نسميه العالمية في العقد الأول من القرن العشرين، بعد أن فتحوا قصر الدار في نيويورك الذي جددناه حديثا، كما سافروا إلى سانت بطرسبرغ ليفتحوا متجرا موسميا وزاروا مصر والهند. وفي كل مرة كانوا يعودون مع مصادر إلهام، واليوم لا يزال ذلك موجودا. لدينا قوة ابتكار متنوعة جدا من جنسيات متعددة مقرها في باريس. إنه شيء مهم جدا لنا، ونحاول الحفاظ على هذا الانفتاح لأنه مهم لزبائننا ولدار “كارتييه”. وهو ضروري لتستطيع “كارتييه” أن تصمد في وجه الزمن، فنحن صائغون منذ سنة 1847.