سيدة الأعمال الشابة دارة غانم : هدفي أن أجعل أعمالنا متوافقة أكثر مع العالم الرقمي
سيدة الأعمال الشابة دارة غانم : هدفي أن أجعل أعمالنا متوافقة أكثر مع العالم الرقمي
السابق 1 Of 9 التاليحوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
- متجر والدي كان الملعب الذي ترعرت فيه
- ولا حدود لأحلامي وتطلعاتي
- هدفي أن أجعل أعمالنا متوافقة أكثر مع العالم الرقمي وأن أقدم منتجات تنسجم مع الشباب العصريين في المنطقة وتلقى إعجابهم
- والدي مثلي الأعلى وهو قصة نجاح ملهمة لصناعتنا تعلمت منه قوة الطاقة الإيجابية والتفكير الإيجابي
- والدي ألهمني أن أكون سيدة أعمال تنظر إلى الفائدة من أي مشكلة وأن أتعاطى مع الأمور خطوة بخطوة
- لدينا فريق مؤهل من الاختصاصيين في العناية بالنظر يضمن أن تكون تجربة زوارنا معنا سلسة وممتعة قدر الإمكان
- في هذه الأسواق العالية التنافسية نسعى لأن نكون فريدين فلدينا الكثير من العلامات التجارية الحصرية، ونسعى وراء أحدث التصاميم وآخر صيحات الموضة
- النظارات هذا الموسم تعود إلى حقبة التسعينيات للأشكال الدائرية والعدسات المتدرجة أو الشفافة ونتوقع أن يدور الموسم التالي حول التصاميم التي تذكّر بالخمسينيات
عندما التقيت دارة غانم للمرة الأولى في مكتبي لم أكن أتوقع أن هذه الشابة الناعمة تمتلك هذا الكم الكبير من الثقة بالنفس، وهذا الكم الكبير من التطلعات والأحلام التي لا حدود لها، ولاحقا اكتشفت أن وراء هذه النعومة شخصية قوية تعرف بالضبط ما تريد، لا بل “محاربة” جسورة تدافع عن أفكارها، وتسعى بكل ما تملك لتحقيق تلك التطلعات والأحلام، وكم أعجبني ردها على سؤالي عندما سألتها كيف تحبين أن أقدمك للقارئات، فقالت بكل ثقة: مديرة تنفيذية لشركة عائلية عريقة محلية النشأة وعالمية الانتشار مثلي تماما لا حدود لأحلامي وتطلعاتي.
أخبرينا أكثر عن نفسك وعن طفولتك؟
نشأتي لعبت دورا فيما أنا عليه الأن، لقد أشعرني والداي بأن ليس هناك حدودا أو معوقات لما يمكن أن أكون عليه. لقد تقبلاني كما أنا، ولم يطلبا مني في أي يوم أن أكون شخصا آخر غير ما أنا عليه، وهذا مهد لي الطريق لتجربة أشياء كثيرة، من الذهاب إلى مدرسة السينما في الإجازات المدرسية، إلى ممارسة التمثيل المسرحي، والذهاب إلى المملكة المتحدة للدراسة، وتخرجت أسرع من زملائي، وحصلت على درجة الماجستير في التنمية الدولية، وعملت في الأمم المتحده قبل أن ألتحق بمكتب الأميرة هيا بنت الحسين، وبعد العمل في هذا القطاع الإنساني لمدة سنتين أحسست بالرغبة في استكشاف عالم الأعمال، ولهذا قررت المساعدة في إدارة أعمال العائلة.
هذه هي الخطوط الرئيسة لحياتي، وأود أن أشير إلى حبي للتصوير الفوتوغرافي والأفلام، وإخراجي للأفلام، فعشقي للكاميرا بدأ منذ الصغر، وما زلت أحب الصور المؤثرة التي تنطق بالكثير من المشاعر.
وأنا أيضا كاتبة رحلات وسفر، لقد كتبت الكثير من النصوص والمقالات لمواقع السياحة والسفر خلال السنوات الماضية، وخصوصا عن السفر المستدام، وهو مبدأ جديد في السياحة يؤمن بالسفر الهادف، وليس السفر الاستهلاكي والتجاري. وأنا أيضا قارئة نهمة، ولدي في البيت مكتبه تحتوي على نحو 600 كتاب قرأتها جميعا خلال فترة مراهقتي، وللأسف كلما كبرت قلَّ الوقت المتاح للقراءة، ولكن أعتقد أنها لعبت دورا كبيرا في حبي للكتابة.
ما الذي جذبك إلى صناعة النظّارات؟
انجذابي إلى النظارات بدأ منذ اليوم الذي أصبحت فيه كبيرة كفاية لقول كلمة “نظّارة”!
كان أول متجر لوالدي في دبي الملعب الذي ترعرت فيه، كنت أجرّب جميع التصاميم (المفضلة لدي كانت نظّارة عليها تفاصيل لزهرة من دولتشي أند غابانا)، وكنت أتحدّث إلى الزبائن لحثِّهم على الشراء. كان متجر والدي مليئا دائما بالزبائن لأن المتجر كان دائما غنيا بالعلامات التجارية الفاخرة التي لم تكن موجودة بعد في دبي. أما حبي للأزياء مع نشأتي على قراءة مجلات الموضة، فقد زاد من روعة صناعة النظارات في نظري. أتذكر إحدى حملات فيندي التجارية في متجر والدي التي كنت أحدّق فيها لساعات وساعات! الآن أنا فتاة نظارات كلويه بالكامل، وأحب أيضا البحث عن علامات تجارية فريدة للنظارات عندما أسافر إلى أوروبا.
كيف أصبحت مشاركة في أعمال الشركة العائلية؟ ومتى بدأ ذلك؟
بدأت مشاركتي في نشاطات الشركة العائلية عندما كان عمري 21 سنة، وطلب مني والدي مرافقته في رحلة إلى فلورنسا في إيطاليا لزيارة بعض كبرى العلامات التجارية للنظّارات مثل برادا وميوميو مع بدء موسم الشراء. اكتسبت إلهامات كثيرة من مشاهدة طريقة صُنع النظارات ومن طريقة عرضها علينا لشرائها. أحببت ذلك لأنه أعطاني نظرة عن كثب على مدى تأثير الابتكار والتصميم في صُنع النظارات، ما وفّر لي شرحا للسبب الذي يجعلها منتجا مرغوبا جدا.
هل كنت تخططين دائما لأن تصبحي مشاركة في أعمال الشركة العائلية؟
مخططي الأصلي كان السعي خلف مسيرتي المهنية الخاصة في مجال العمل الإنساني والاجتماعي. في الجامعة، كنت منخرطة في الكثير من المنظّمات الخيرية، ونظمت للبصريات الكبرى حملة للتبرع بنظارات طبيّة إلى أطفال مخيّمات اللاجئين من خلال قُرى SOS للأطفال في 2010. عملت مع منظمة غير حكومية بريطانية قدّمت الدعم لفنانين في فلسطين قبل أن أعمل لمصلحة مكتب الأمم المتحدة في أبوظبي وأخيرا في دبي منفذة اتصالات في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي ترأسها سمو الأميرة هيا بنت الحسين. اتخذت قراري بمغادرة القطاع العام لأنني شعرت بأنني أتمتع أكثر بروح الأعمال الحرّة، ولأنني أردت أن أختبر أكثر عالم الأعمال. في النهاية، قررت أن دعم الأعمال التجارية لعائلتي قد يكون قضية ذات مغزى أكبر أستطيع أن أستثمر فيها، وقد يجعلني أيضا سيدة الأعمال التي أسعى لأن أكونها.
هل تعتقدين أن خلفيتك العلمية تؤثر في طريقتك في إدارة الشركة؟
أجل وبالتأكيد! يلعب تحصيلي العلمي دورا بارزا في فهم الأجزاء الأكثر تعقيدا من الأعمال التي لا يمكن للأرقام أن تفسّرها. بشكل رئيس القدرة على فهم العلاقات، الأشخاص وما يعني أن تكون رائدا. من خلال العيش في الخارج والعمل مع أشخاص من خلفيات مختلفة، كنت قادرة على تعلّم طريقة التواصل بكفاءة مع الآخرين وما يحفّز الأشخاص. وبصفتي شابة اجتماعية مدرّبة، أستطيع أن أفعل ما لا يمكن للأرقام أن تكشف عنه: طريقة العمل مع الأشخاص والتأثير في الآخرين.
إضافة إلى ذلك، أشعر بأن سفرياتي تركت فعلا تأثيرها في فلسفتي في الأعمال. أنا أسافر كثيرا إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ما جعلني أتعرف إلى طرق مبتكرة في تقديم المنتجات، وأعطاني فهما عميقا لطريقة عمل العلامات التجارية العالمية.
هل من إنجازات تعتقدين أنك قد تتمكنين من تحقيقها في شركتكم؟
هدفي الرئيس أن أجعل أعمالنا متوافقة أكثر مع العالم الرقمي، وأن أقدم منتجات تنسجم مع الشباب العصريين في المنطقة وتلقى إعجابهم.
ففي منطقتنا عدد كبير من الشباب الشغوفين بوسائل التواصل الاجتماعي الذين يتتبعون الموضة عن كثب.
ما التغييرات التي أجريتها في الأعمال؟
أجريت تغييرات تتعلق بتقديم المنتجات، المنصات الرقمية، المحتوى الإبداعي، طرق التسويق، والأهم في ذلك بإدارتنا للموارد البشرية التي أعتقد حقا أنها قوة الدفع وراء أي عمل.
ما دور والدك في حياتك؟ وما أهم الدروس الذي تعلمتها منه؟
والدي مثلي الأعلى، أنا فخورة بالقول إنه قصة نجاح ملهمة لصناعتنا. بدأ عمله من لا شيء ومن دون أي رأس مال تقريبا. ما تعلمته منه قوة الطاقة الإيجابية والتفكير الإيجابي. يمكن لأبي أن يواجه أي تحدٍّ يصادفه في العمل ويحوّله إلى فرصة .. هذا ما ألهمني أن أكون سيدة أعمال تنظر إلى الفائدة من أي مشكلة، وأن أتعاطى مع الأمور خطوة بخطوة.
ما الذي يميّز متاجر شركتكم عن بقية محلاّت النظّارات الأخرى في السوق؟
تختلف البصريات الكبرى في الكثير من النواحي! منذ انطلاقتنا في سنة 1997، كانت رؤيتنا أن نكون رواد تجارة النظّارات. أردنا العمل بشكل وثيق مع العلامات التجارية التي نتعامل معها لنضمن أن نتحوّل إلى سلسلة واسعة تكون بيتا لجميع العلامات التجارية الفاخرة في صناعة النظّارات.
لدينا فريق مؤهل من الاختصاصيين في العناية بالنظر يضمن أن تكون تجربة زوارنا معنا سلسة وممتعة قدر الإمكان، ونحن أيضا مختلفون في خدمة عملائنا. تدور خدمتنا بالكامل حول الحفاظ على بقاء الأشياء شخصية. الكثير من عملائنا هم معنا منذ 20 سنة. أحد اهتماماتنا الأساسية العثور على قطع خاصة للعملاء الأوفياء، وبالنسبة للمنتجات التي قد لا تكون موجودة في متاجرنا، لدينا القدرة على تقديم طلبيات خاصة لأي زبون يأتي إلينا.
كيف تنوين مواصلة ريادة تجارة النظّارات في المنطقة؟
أنا أرى البصريات الكبرى الوجهة المفضّلة لشراء النظارات وتصحيح الرؤية. وأراها أيضا المبتكِر الذي يواصل توفير المنتجات والأفكار الأكثر إثارة للاهتمام في صناعتنا، وستتابع إدارتنا السعي والريادة في تجارة التجزئة للنظارات من خلال التكيف مع احتياجات السوق المتغيرة باستمرار، والحصول على أحدث التصاميم قبل منافسينا، والتمتع بمنتجات فريدة وحصرية لعرضها.
كيف تحمين أعمالكم في أسواق متغيّرة بسرعة وشديدة التنافسية مثل دولة الإمارات؟
في مثل هذه الأسواق عالية التنافسية، نسعى لأن نكون فريدين، لدينا الكثير من العلامات التجارية الحصرية، نقدم تجربة استثنائية، والأهم أن لدينا رؤية مختلفة. نحن نسعى من دون هوادة وراء أحدث التصاميم، وآخر صيحات الموضة، ونحاول الحصول على الأفضل لعملائنا، أولا.
كذلك، نهدف إلى أن نبقى ملائمين لعملائنا، معتمدين التوجهات الجديدة للأسواق ومحللين سلوكيات التسوّق. نبذل قصارى جهدنا لنضمن أن العلامات التجارية التي نتعامل بها تلبي رغبات واحتياجات السوق. أن نبقى ملائمين ومواكبين لكل جديد هو أفضل وسيلة لحماية أعمالنا.
ما أحدث العلامات التجارية للنظارات هذه الأيام؟
هذا الموسم يدور بالكامل حول الإطارات من التيتانيوم، الأشكال الدائرية والعدسات المتدرجة أو الشفافة، لدينا عودة حقيقية إلى حقبة التسعينيات! كذلك نتوقع أن يدور الموسم التالي حول التصاميم التي تذكّر بالخمسينيات: نظارات شمسية سوداء على شكل عيون القطط وتصاميم صغيرة بيضاوية. ونحن نواكب دائما أحدث صيحات وتوجهات الموضة.
ما خططكم للمستقبل؟
حاليا، نعمل على تطوير حضورنا على المنصات الاجتماعية، مستهدفين جميع القنوات الرقمية، وعاملين على تقديم المزيد من المنتجات الفريدة والمرغوبة إلى زبائننا المحبّين للأناقة. ما زالت البصريات الكبرى رائدا حقيقيا كسلسلة متاجر للنظارات ومتخصصة في العناية بالعيون في منطقتنا، وسوف نستمر في الحفاظ على ذلك من خلال بقائنا ملائمين للسوق المحلية اليوم، ومن خلال التواصل مع جمهور المستهلكين من الشباب عبر منصاتنا الرقمية النشطة.
ماحكمتك في الحياة؟
أعتقد أنني سأقول هنا “كن ناقدا”، وانظر بعين نقدية لكل ما هو حولك، لقد كنت دائما أتطلع حولي وأحاول أن أكسر القوالب الجاهزة، وأتبع حواسي الداخلية الحقيقية، وهذا ما أطبقه كل يوم في حياتي، من العمل إلى الترفيه وحتى إلى أزيائي .. أن أكون صادقة مع نفسي، ومع ما أنا عليه.
وما أحلامك الشخصية وطموحاتك؟
تقول لي أمي في الكثير من الأحيان ولمصلحتي بأنني طموحة جدا. هناك الكثير من الأشياء التي أرغب في تحقيقها، وأعتقد أنه من الأفضل أن أكون مبالغة في طموحاتي على أن أضع حدودا لاحتمالاتي في الحياة. أتمنى أن أكون نموذجا يحتذى به للمرأة العربية .. كما أتمنى أن أمهد الطريق للمرأة للشعور بأننا نستطيع تحقيق أي شيء. مهنتي كانت ولا تزال مسيطراعليها من الرجال، وآمل أن أكسر هذا القالب، بأن أكون كامرأة فتية في المقدمة في تجارة البصريات بالتجزئة، وأمهد الطريق للأخريات للانضمام إلى مهنتنا.