خبير طبي بارز يحث الرجال على إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن مرض سرطان البروستات

خبير طبي بارز يحث الرجال على إجراء فحوصات منتظمة للكشف عن مرض سرطان البروستات

أوضح خبير طبي بارز في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن شهر التوعية الصحية للرجال الذي يوافق شهر نوفمبر من كل عام، يُعد بمثابة فرصة مثالية لتسليط الضوء على المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً بين الرجال، كما أنها مناسبة مهمة لتذكير الرجال بالمعدلات المرتفعة لمرض سرطان البروستات الذي يصيب واحداً من كل تسعة رجال، مشيراً إلى أن فرص النجاة من المرض ترتفع بشكل كبير في حال تم تشخيص المرض في مرحلة مبكرة.

 

وبيّن الدكتور باسل الطرابلسي، المسؤول الطبي الأول لدى المختبر المرجعي الوطني التابع لشبكة مبادلة للرعاية الصحية المتكاملة عالمية المستوى، أنه عندما يتم اكتشاف مرض سرطان البروستات في مراحله الأولية، فإن معدل الشفاء والنجاة منه يصل إلى 99٪. ولكن في حال إذا تُرك المرض دون أن يتم اكتشافه وسُمح له بالتطور والانتشار إلى مناطق أخرى من الجسم، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات ينخفض ​​بشكل كبير إلى 30٪.

 

كما حثّ الدكتور الطرابلسي جميع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 70 عاماً، وكذلك الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً والذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بمرض سرطان البروستات، على تحمل المسؤولية تجاه صحتهم واستشارة أطبائهم حول الفحوصات الطبية المناسبة للكشف عن مرض سرطان البروستات، والتي قد تشمل الفحص البدني واختبارات الدم والجينات.

 

وشرح الدكتور الطرابلسي الخطوات المتّبعة في عملية الفحص: مشيراً إلى اختبارين أوليّين يلجأ إليهما الأطباء عادةً لتشخيص مرض سرطان البروستات، وفي بعض الأحيان يتم إجراء هذين الاختبارين وفق نهج تكاملي.

 

ويقوم الطبيب في النوع الأول من الاختبارات والذي يدعى اختبار المستقيم الرقمي، بفحص غدة البروستاتا للكشف عن وجود أي كتل أو تشوهات، بينما يتم في النوع الثاني من الاختبارات فحص الدم بإرسال عينة إلى المختبر لتحديد ما إذا كانت هناك مستويات مرتفعة لبروتين مستضد البروستاتا النوعي في الدم.

 

قد تشير المستويات المرتفعة لبروتين مستضد البروستاتا النوعي PSA في الدم إلى احتمال إصابة المريض بسرطان البروستاتا، ولكن يجب تقييم هذه المستويات في ضوء مجموعة من العوامل الأخرى مثل عمر المريض وحجم غدة البروستاتا ومدى سرعة تغير مستويات PSA، وما إذا كان الشخص يعاني من حالة طبية أخرى أو أنه يتناول أدوية يمكن أن تتسبب بارتفاع مستويات هذا البروتين.

 

وأضاف الدكتور الطرابلسي: “إذا كانت نتائج هذين الاختبارين تشير إلى احتمالية وجود المرض، يمكن أخذ خزعة من غدة البروستاتا لدى المريض وفحصها لتشخيص الإصابة بالمرض، كما يمكن أيضاً استخدام الاختبارات الجينية للمساعدة في تحديد خطر إصابة الرجل بسرطان البروستاتا”.

 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن اللجوء إلى الاختبارات الوراثية للمساعدة في تحديد خطر إصابة شخص ما بسرطان البروستات. وتُعدّ الجينات المرتبطة بسرطان الثدي (BRCA1 وBRCA2) والجين المتحور لمتلازمة الترنّح وتوسّع الشعيرات (ATM)، من بين الجينات التي يمكن اختبارها لهذه الغاية. ويُعتبر الرجال الذين يرِثون طفرة BRCA1 الجينية أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستات بنحو 3.8 مرات مقارنة بمن ليس لديهم هذه الطفرة، أما من لديهم طفرة BRCA2 فهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض بمقدار 8.6 مرات.

 

وأوضح الدكتور الطرابلسي أنه بالنظر إلى أن معظم الطفرات الجينية وراثية بطبيعتها فمن المستحسن إجراء الفحص عن طريق الاختبارات الجينية للرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض السرطان، كالبروستات والثدي والبنكرياس والقولون، وذلك من أجل الحصول على فهم أفضل للمخاطر المحتملة التي من الممكن أن يتعرضوا لها. واستناداً إلى نتائج الاختبارات الجينية للمريض، يمكن للطبيب تحديد عدد المرات التي يتطلب فيها إجراء الفحوصات الدورية.

 

 وحول مدى فعالية اختبار مستضد البروستات النوعي PSA في تشخيص الإصابة بمرض سرطان البروستات، أوضح الدكتور الطرابلسي أن نتائج البحوث تختلف، مشيراً إلى أن نتائج تجربة الدراسة العشوائية الأوروبية طويلة الأجل للكشف عن سرطان البروستات التي شملت أكثر من 162,000 رجل تتراوح أعمارهم بين 50 و 74 عاماً من ثمانية بلدان، ولُخِصت هذه الدراسة بعد متابعة مستمرة امتدت لأكثر من 13 عاماً،  حيث ساهمت اختبارات مستضد البروستات النوعي PSA الروتينية في خفض عدد الوفيات الناتجة عن مرض سرطان البروستاتا بنسبة 21٪.

 

واختتم الدكتور الطرابلسي بالقول: “يعتبر سرطان البروستاتا هو ثالث أكثر أنواع أمراض السرطان شيوعاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذا من الضروري للغاية أن يقوم الرجال الذين يعيشون بين الفئات العمرية المعرضة لخطر الإصابة بهذا المرض أو الذين لديهم تاريخ عائلي يزيد من خطر الإصابة به، التحدث إلى الطبيب حول كيفية أجراء الفحوصات اللازمة في أقرب وقت ممكن. أضاف قائلاً : إن الكشف المبكر يُعتبر هو العامل الأكثر أهمية للنجاة من مرض سرطان البروستات، حيث يساهم الكشف المبكر في تخفيف حدة العلاج وتحسين النتائج النهائية للمريض”.

 

يمكنك أيضا قراءة More from author