Nile Rodgers نايل رودجرز

موسيقي وملحن وموزع وعازف جيتار أميركي، وأحد أكثر منتجي الموسيقى تأثيراً في تاريخ الموسيقى الشعبية.

بدأ رودجرز مهنته كعازف غيتار في نيويورك، يرافق فرقة “سيسايم ستريت” في جولاتها أثناء مراهقته، ومن ثم عمل في فرقة الهاوس في مسرح أبولو الشهير في هارلم، حيث كان يعزف خلف “سكريمنغ جاي هاوكينز”، “ماكسين براون”، “أريثا فرانكلين”، “بين إي كينغ”، “بيتي رايت”، “إيرل لويس آند ذا تشانيلز”، “بارليمانت فانكاديليك”، وغيرهم من أساطير موسيقى الـ R&B.

السبعينات

التقى نايل بالعازف “برنارد إدواردز” عام 1970، وشكلا معاً فرقة “ذا بيغ آبل” التي عزفت مع فرقة “نيويورك سيتي” أغنية “أم دوينغ فاين ناو”، وهي ما سمح لفرقتهما بالقيام بجولة على نطاق واسع، وحتى عزف أغنية تقديم فرقة “ذا جاكسون 5” في “أميريكان ليغ” في جولتهم الأولى عام 1973. وبعد أن حُلّت فرقة “نيويورك سيتي” إثر فشل ألبومهم الثاني، انضم “نايل” و”برنارد” إلى عازف الطبول “توني تومسون”، فأنتجوا وسجّلوا أغانيهم ذات الطابع الموسيقي المسمى فانك روك تحت اسم “ذا بويز”. وأحيوا العديد من الحفلات على طول الساحل الشرقي للبلاد. ورغم اهتمام كبرى شركات الإنتاج بأعمالهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على صفقة بسبب عرقهم الأسود، إذ كان من الصعب الترويج لفناني الروك آند رول المنحدرين من أصول إفريقية حسب ادعاءات تلك الشركات. ولكن الفرقة واصلت العزف في الحانات المحلية باسم “بيغ آبل باند” في كثير من الأحيان.

تأسيس فرقة “شيك”

عمل “رودجرز” و”إدواردز” مع “آشفورد” و”سيمبسون” و”لوثر فندروس” وغيرهم الكثير أثناء عزفهم باسم “بيغ آبل باند”. ولكن ظهور فرقة أخرى في نيويورك باسم “بيغ آبل باند” يقودها فنان يُدعى “والتر مورفي” ونيل إحدى أغانيه شهرة واسعة، اضطر “رودجرز” و”إدواردز” لتغيير اسم فرقتهم لتجنب إرباك الجماهير، وهكذا تأسست فرقة “شيك” عام 1977. وسجلوا ألبومهم الأول مع مديرهم “لوثر فندروس”، وأضاف لوثر الغناء إلى تسجيلاتهم السابقة. وسجّلت الفرقة العديد من الأغاني التي دخلت قائمة أفضل 10 أغانٍ كما زادت من شعبية موسيقى الديسكو. وأصبحت أغانيهم “لي فريك”، “آي وانت يور لوف”، “إيفيري بودي دانس”، “دانس دانس دانس”، “ماي فوربيدن لوفر” و”غود تايمز” معياراً في موسيقى البوب والكلوب والـ R&B. وكانت أغنية “لي فريك” هي الأغنية المنفردة الوحيدة لتسجيلات “أتلانتك” التي تحصل على التصنيف البلاتيني في المبيعات ثلاث مرات، وسجّلت أغنية “غود تايمز” الرقم واحد رغم التراجع الكبير لموسيقى الديسكو ساكس في 1979.

أدى نجاح أغنيات فرقة “شيك” المنفردة الأولى إلى حصول “رودجرز” و”إدواردز” على عرض من شركة “أتلانتك” لإنتاج أي عمل لديهم. واختاروا بعد ذلك “سيستر سليدج” ودخلوا التاريخ منذ ذلك الحين. وصل ألبوم “وي آر فاميلي” إلى الترتيب الثالث في 1978 وحافظ على مراتب عليا حتى عام 1979. ووصلت أول أغنيتين منفردتين “هي إز ذا غريتيست دانسر” و”وي آر فاميلي” إلى قمة الترتيب في موسيقى البوب، وحصلتا على الترتيب السادس والثاني على التوالي في تصنيف موسيقى البوب. ودخل جزء من أغنية “هيز ذا غريتست دانسر” عام 1998 في أغنية “غيتين جيغي ويت إت” للممثل “ويل سميث” والتي تصدرت ترتيب أغاني البوب لثلاثة أسابيع. وبعد أن أصبحت أغاني “شيك” مطلوبة على نحو متزايد، بدأ “رودجرز و”إدواردز” بإنتاج التسجيلات مع عدة فنانين، أحياناً معاً، وأحياناً منفصلين.

الثمانينات

كان عقد الثمانينات أنجح الأعوام بلا شك بالنسبة لـ “رودجرز” و”إدواردز” على المستوى التجاري. ففي عام 1980 كتبا وأنتجا ألبوم “ديانا” للفنانة “ديانا روس” وحققت الأغنيتان “أب سايد داون” و”أم كومينغ آوت” نجاحاً كبيراً. ولعبت أغنية “غود تايمز” لفرقة “شيك” دوراً محورياً في الانتشار الذي شهدته موسيقى الهيب هوب، وشكّلت الأساس لأغنية “أ رابرز ديلايت” لفرقة “شوغارهيل غانغز”، أول أغنية هيب هوب منفردة تحصل على التصنيف البلاتيني لعدة مرات.

كما أثرت موسيقى “إدواردز” ذات الطبقة المخفضة على أغنية فرقة “كوين” الأكثر مبيعاً “أنوذر ون بايتس ذا دست” عام 1980. وأنتجت شركة “شيك” الأغنية الرائعة “سبيسر” لفرقة البوب الفرنسية “شيلا آند بي ديفوسيون” وألبوم الغناء المنفرد “كو كو” للمغنية “ديبورا هاري”. ثم انحلّت شركة “شيك” عام 1983 بعد توقيعها إنتاج آخر ألبوم لشركة “أتلانتك” “بيليفر آند سوب فور ون” (التي كانت أغنية لأحد الأفلام)، وعندها بدأ رودجرز حياته المهنية المنفردة وأنتج أول ألبوم له باسم “أدفينشرز إن ذا لاند أوف ذا غود غروف”.

أنتج “رودجرز” بعدها ألبوم “ديفيد باو” الأكثر مبيعاً “ليتس دانس” مع العديد من الأغاني المنفردة الضاربة مثل “شينا غيرل”، “موديرن لوف” و”ليتس دانس”. وأنتج الأغنية المنفردة “أوريجن سن” لفرقة “INXS” ومن ثم لفرقة “دوران دوران”، وقد تعاونوا في العديد من العمال مع “رودجرز” بعد إنتاجه لأغانيهم المنفردة الأكثر مبيعاً “ذا ريفليكس” في 1983 وأتبعها بأغنية “ذا وايلد بويز” لفرقة “أرينا” عام 1984.

وأنتج في نفس العام ألبوم “مادونا” الشهير “لايك أ فيرجن” الذي ضم أغنيتيها الناجحتين “ماتيريال غيرل” و”لايك أ فيرجن”. وانضم أيضاً إلى فرقة “روبرت بلانت” المسماة “هوني دريبرز” في الاسطوانة الأولى للألبوم الذي يحمل اسم الفرقة. وفتحت هذه الفترة شهية “رودجرز” على الموسيقى التصويرية، فكانت أولها “ألفابيت سيتي”، “غريملينز” (“آوت آوت” بيتر غابرييل)، “أغينست أول أدز” (“ووك ثرو ذا فاير” بيتر غابرييل)، “ذاتس دانسينغ” (“إنفيتيشن تو دانس” كيم كارنس)، “وايت نايتس” (الكثير من الأغاني) و”ذا فلاي” (“هيلب مي” بريان فيري).

في عام 1985 أنتج ألبومات لـ “شينا إيستون”، “جيف بيك”، “ذا تومسون توينز”، “ميك جاغر” والعديد غيرهم، مع استمراره في العزف في حفل “لايف إيد”. وقد حصل على جائزة “أفضل منتج منفرد” في العالم في مجلة “بيل بورد”.

في عام 1986، أنتج ألبوم “نوتوريوس” لفرقة “دوران دوران”، وحصلت الأغنية التي يحمل الألبوم اسمها على المرتبة الثانية. وخلال عرض مباشر، قدم “سيمون لوبون” “رودجرز” قائلاً: “حسناً، لقد مرت هذه الفرقة بأوقات عصيبة لم تكن لتتخطاها لولا هذا السيد.”. وساهم “رودجرز” بالعديد من المشاريع والبرامج الأخرى مع أعضاء الفرقة خلال الثمانينات. أنتج أيضا ألبومات لـ “غريس جونز”، ولعضو فرقة “إيرث ويند آند فاير” “فيليب بيلي” و”آل جارو”. وغنى “رودجرز” مع “ستيف وينوود” أغنية “هاير لوف”، وسجّل مع “سيندي لوبر”، “هوارد جونز” و”ديفيد سانبورن”. ثم عمل مع “بيتر غابرييل” على أغنية تصويرية أخرى لفيلم “هوم أوف ذا بريف” مع “لوري أندرسون”.

في عام 1987، شكّل “رودجرز” فرقة “آوتلاود” التجريبية مع عازفة الجيتار والملحنة والمغنية “فيليسيا كولينز” التي عملت في برنامج “ديفيد ليترمان”، ومع المنتج والملحن وعازف الإيقاع “فيليب سيس”، حيث أنتجوا ألبوماً منفرداً باسم “آوت لاود” مع شركة “ورنر بروذرز”.

في عام 1988، ألّف “رودجرز” أول موسيقى تصويرية أوركسترالية لفيلم “كومينغ تو أميريكا” (ثاني أكثر الأفلام إيراداً في تلك السنة) من بطولة “إيدي ميرفي”. وأتبعها بموسيقى تصويرية لفيلم “وايت هوت” (أول فيلم بنمط الصور المتحركة عالية الجودة في العالم)، و”إيرث غيرلز آر إيزي”. التي تعاون فيها مع فرقة “B-52”. وفي عام 1989، تشاركوا في إنتاج ألبومهم البلاتيني “كوزميك ثينغ” الذي شمل أغانٍ ناجحة مثل “كوزميك ثينغ” و”روم” و”ديد بيت كلوب”. وأنتج في نفس العام أيضاً “وركينغ أوفر تايم”، “ريتيرن تو موتاون” للفنانة “ديانا روس” وكانت تلك صفقة وضعتها في المرتبة الثانية، إضافة إلى إصدارات من قبل “دان ريد نيتويرك”، “سلام” و”ديكيد غريتيست هيتس” لفرقة “دوران دوران”. وكان هذا العام أكبر عقد في حياة “رودجرز” من ناحية المبيعات، فضلاً العديد من الفنانين الذين عمل معهم.

التسعينات

في سبتمبر من عام 1990، أصدرت تسجلات “إيبيك ريكوردز” ألبوم “فاميلي ستايل” لفرقة “فوغان بروذرز” الذي كان من إنتاج “رودجرز”، بعد وقت قصير من وفاة عازف الغيتار “ستيفي راي فون”. وفي أوائل التسعينات، أنتج أيضاً مشاريع لـ “ديفيد باوي”، “إريك كلابتون”، و”B-52S”، “ديفيد لي روث”، “ريك أوكاسيك”، “دان ريد نيتويرك”، “كاثي دينيس”، “باتي غريفين”، “جيمي فوغان”، “ستراي كاتس” وغيرهم الكثير، إضافة إلى أغانٍ تصويرية لأفلام “ثيلما آند لويز”، “كول وورلد” و”ذا بيفيز آند بتهيد إكسبيرينس” (وشارك في كتابة “كم تو بتهيدز”). بعد حفلة عيد الميلاد عام 1992، عزف “رودجرز” و”برنارد إدواردز” و”بول شافر” و”أنطون فيغ” أغاني فرقة “شيك”، وعلى إثرها أعاد “رودجرز” و”إدواردز” تشكيل فرقة “شيك”. وسجّلا أغانٍ جديدة في ألبوم “شيكيزم” وقدما عروضهما في جميع أنحاء العالم.

في عام 1996، حصل “رودجرز” على جائزة “JT Super Producer of the year”. وقدّم عروضاً مع “إدواردز”، “سيستر سليدج”، “ستيف وينوود”، “سيمون لوبون” و”سلاش” في سلسلة من الحفلات في اليابان التي أعادت إحياء حياته المهنية. ولكن “رودجرز” تعرّض لصدمة كبيرة إثر وفاة شريكه الموسيقي وصديقه المقرب “برنار ادواردز” بعد إصابته بالالتهاب الرئوي خلال الرحلة. وبعد عام، عاد “رودجرز” إلى اليابان لتكريم شريكه المتوفى وتمهيد الطريق لمستقبل موسيقي جديد.

وبدأ يقدم حفلات مباشرة مرة أخرى مع تأليف وإنتاج الموسيقى للأفلام ومنها: ” بيفرلي هيلز كوب 3″، “بلو تشيبس”، “ذا فلينستون” و”فيلنغ مينيسوتا” (مع “بوب ديلان”).

في عام 1998، أسس “رودجرز” شركة التسجيلات “سمثينغ إلس ميوزك ووركس” وشركة التوزيع الموسيقي “سمثينغ ديستريبيوشن”. وركزّت شركة “سمثينغ” على توزيع نوع جديد سريع النمو وهو الموسيقى التصويرية لألعاب الفيديو، ومنها جميع سلسلة ألعاب “هالو” و”ريزيدنت إيفل” وغيرها من الموسيقى التصويرية لألعاب “تريبل إي” الشهيرة مثل “غيرز أوف وورز” و”بوردر لاندز”.

بداية الألفية

ركز “رودجرز” على العديد من مشاريع الموسيقى التصويرية للأفلام وألعاب الفيديو على حد سواء. وكان من بينها: “راش أور 2″، “سنو دوغز” و”سيمي برو” من بطولة “ويل فيريل” الذي شارك في كتابة أغنية “لوف مي سيكسي” مع “رودجرز”. في عامي 2002 و2003، شارك في إنتاج “أسترونت” مع الأعضاء الخمسة الأصليون لفرقة “دوران دوران”.

دفعت أحداث 11 سبتمبر “رودجرز” لتأسيس منظمة “وي آر فاميلي” للمساعدة في تسريع التعافي من هذه الكارثة، فقام أولاً بإعادة تسجيل أغنية “وي آر فاميلي” التي كان قد كتبها مع “ادواردز” لفرقة “سيستر سليدج” مع أكثر من 200 شخصية موسيقية ومشهورة. وقام المخرج “سبايك لي” بتصوير الأغنية والمخرج “داني شيشتر” بتصوير فيلم وثائقي يصور جلسات التسجيل وسمّى الفيديو “ذا ميكينغ آند ميننغ أوف وي آر فاميلي”. وقد تم اختيار الفيلم في مهرجان “صندانس” السينمائي عام 2002. وتابع “رودجرز” بإنتاج فيديو آخر لأغنية “وي آر فاميلي” ضم أكثر من 100 شخصية كرتونية محببة لدى الأطفال، ويتم عرض هذا الفيديو كإعلان للخدمات العامة على قنوات ديزني ونيكلوديون ومحطات PBS لتسليط الضوء على إنسانيتنا المشتركة وتشجيع فكرة العائلة العالمية. وتلقى “رودجرز” جائزة “ناشونال أكاديمي أوف ريكوردينغ آرت” وجائزة “سيانسيز إن واي شابترز غوفورنرز لايفتايم أتشيفمنت” وجائزة “هيروز”. وفي 19 سبتمبر 2005، تم تكريمه في قاعة المشاهير للموسيقى الراقصة في نيويورك تقديراً لإنجازاته البارزة الكثيرة مع زميله السابق “برنارد إدواردز”.

هذا وقد حصلت “شيك” على ترشيح لدخول قاعة “روك آند رول هول أوف فيم” في الأعوام 2003، 2006، 2007، 2008، 2010 و2011. وشارك “رودجرز” في الإخراج الموسيقي للحفل التكريمي للفنان “أحمد ارتيجون” في مهرجان “مونترو” لموسيقى الجاز في صيف عام 2006. وشمل الحفل عروضاً لفرقة “شيك”، “روبرت بلانت”، “ستيف وينوود”، “ستيفي نيكس”، “كيد روك”، “بن إي كينغ”، “شاكا خان”، “جورج دوك” (المخرج الموسيقى المشارك)، “باولو نوتيني” والعديد من الفنانين الآخرين الذين وقعوا لشركة تسجيلات “أتلانتك” التابعة لأحمد ارتيجون.

العقد الثاني من الألفية

نشرت شركتا “راندوم هاوس” (شبيغل وغراو) و”ليتل براون” السيرة الذاتية لـ “رودجرز” تحت عنوان “لو فريك: قصة مقلوبة عن العائلة والديسكو والمصير” في أكتوبر 2011.

وتلقى “رودجرز” جائزة “وي آر فاميلي” الإنسانية لعام 2011. وفي 24 أكتوبر 2011، تم تكريمه في حفل احتفال مرور 10 سنوات على تأسيس “مؤسسة وي آر فاميلي” في مدينة نيويورك، وذلك تقديراً لجهوده الهائلة وسعيه لتحسين صورة الإنسانية في جميع أنحاء العالم.

في عام 2012، خدم “رودجرز” كمنسق لمهرجان “مونترو” لموسيقى الجاز، حيث حول حفل “فريك آوت! موترو” الراقص إلى مهرجان لا يصدق لتطور موسيقى الجاز. وتضمنت الأمسية عروضاً خاصة لموسيقيين من أمثال “رودجرز وفرقة “شيك”، “مارك رونسون”، “غريس جونز”، “لا رو”، “فيليكس دا هاوسكات”، “ديمتري” من باريس، “أليسون مويت”، “سيرون”، “مارثا ووش”، “تافاريس”، “DJ غريغ سيرون”، “الترا نيت” و”تايلور داين”.

تلقى “رودجرز” جائزة “وينتر ميوزك كونفيرنس لايفتايم أتشيفمنت” لعام 2012 في الحفل السنوي الثامن والعشرين لتوزيع جوائز الأغاني الراقصة في ميامي بيتش في 21 مارس 2013.

وفي شهر مارس من عام 2013، تم تقديم حلقة عن رودجرز في البرنامج الوثائقي الخاص على قناة BBC4 بعنوان “نايل رودجرز: ذا هيت ميكر”.