أسرار بقايا فيلة وقردة في النفود السعودية

يعكف جيولوجيون سعوديون وأجانب على كشف أسرار بقايا فيل منقرض عثر عليها في صحراء النفود الكبرى وسط السعودية ، ويتوقع أن تفضي بحوثهم إلى رسم خريطة واضحة لهجرة الفيلة والقردة وحيوانات أخرى بين أفريقيا والجزيرة العربية ، قبل تشكل البحر الأحمر ، أي قبل 30 مليون عام.

وتفيد أحافير الحيوانات في منطقة النفود بالتاريخ الجيولوجي لمنطقة شبه الجزيرة العربية ، التي عاشت فيها أنواع كثيرة من الثدييات ، وخصوصا الفيلة العملاقة التي يقال إنها كانت تتنقل بين أفريقيا وآسيا ، ويعمل فريق تابع لهيئة المساحة الجيولوجية على تنقيب الأرض وتوثيق هذه الحقائق .

وقال رئيس وحدة الأحافير في الهيئة يحيى آل مفرح ، اكتشف فريق العمل عام 2015 م، أحافير في الجزء الجنوبي والغربي من صحراء النفود الكبير ، وهي عبارة عن أجزاء لغزلان وضباع وغيرها من الثدييات في رواسب البحيرات القديمة التي يقدر عمرها بحوالى مليون عام ، عاشت في الفترات السابقة وتأثرت بكميات كبيرة من الأمطار الموسمية أو شبه موسمية ، على غرار نظام السافانا البيئي في قارة أفريقيا ، ثم تلتها فترة جفاف أدت إلى انقراض هذه الحيوانات .

واستخرجت وحدة الأحافير بقايا ثدييات كبيرة منقرضة في المنطقة نفسها ، تعود إلى خيول ، وثيران ، وغزلان ، ومها ، وضباع ، وكلاب برية ، وطيور جارحة ، وبقايا من فيلة عملاقة ، فاق عدد عيناتها المكتشفة الـ150 عينة ، تمثلت بأجزاء كاملة من الأطراف الأمامية والخليفة والأضلاع والفقرات والفكوك السفلى وأنياب صغيرة وكبيرة ، مثل ” فيل تيماء ” .

وتعد هذه الأحافير نقطة تحول في مستقبل الاكتشافات في المنطقة ، على رغم أن ما تم التنقيب فيه لا يتجاوز 40 % من الطبقة ، بحسب آل مفرح .

واكتشفت الوحدة أيضا نابا لنوع منقرض من الفيلة في النفود ، يبلغ طوله 225 سنتيمترا ، في الـ17 من يناير الماضي.