تصريح معالي الشيخة لبنى القاسمي بمناسبة تكريم سمو “أم الإمارات” بوسام “جواهر للعطاء”
هنأت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح ورئيسة جامعة زايد، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة رئيسة الاتحاد النسائي العام “حفظها الله”، بمناسبة تكريمها من قِبَل سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي حرم صاحب السمو حاكم الشارقة بمنحها وسام “جواهر للعطاء”.
وقالت إن هذا الوسام الرفيع إنما يضيف منزلة جديدة من منازل التميز التي تستمد ارتقاءها من شخصية “أم الإمارات”، فقد قامت سموها وتقوم بأدوار خَيِّرة واستثنائية، يشعر بأثرها القاصي والداني، لأن هذه الأدوار تستهدف دائماً النهوض بمكانة الإنسان وتحسين حياته ودعم ازدهاره على مختلف الأصعدة، و لا ينحصر ذلك في نطاق مجتمعها الإماراتي فقط، ولكن في المنطقة العربية والعالم أجمع، ومن دون تمييز بين الأجناس أو الجنسيات أو الأعراق أو الديانات.
وأشارت معالي الشيخة لبنى القاسمي إلى أن أيادي العطاء التي تبسطها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك باتجاه كافة المحتاجين في العالم، تمنح الطمأنينة للملايين من شعوب الدول النامية ومن المجتمعات الفقيرة، وتوفر لهم الأمان النفسي والاستقرار الحياتي، وتذَكِّرهم بأن الخير مازال وسيبقى عنواناً كبيراً للإنسان على وجه الأرض.
وأضافت أن المبادرات الفورية التي تقوم بها “أم الإمارات” لإغاثة المتضررين من الأزمات والكوارث الإنسانية باتت محل تقدير وثناء وإشادة من الجميع في كل مكان.
وقالت معالي الشيخة لبنى: إننا إذ نفخر، بملء قلوبنا، بتتويجنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بلقبها الوطني “أم الإمارات”، في عام 2005، وباللقب العربي “أم العرب”، الذي تُوِّجَت به من قِبل الاتحاد العام للمنتجين العرب وحملة المرأة العربية، في عام 2015 .. فإنه يحق لنا كذلك أن نتوجها في عام 2016، وبكل الفخر والزهو، بلقب جديد، وهي تتلقى تكريمها من سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة.. أَلا وهو لقب “أم العطاء”.
فلا حدود للجغرافيا أو التاريخ عندما يُختَزَلُ كل القول الطيب وكل الفعل الطيب في كلمة واحدة هي “العطاء”؛ لأنه يلخص كل معاني الإنسانية في جميع اللغات. ذلك أن العطاء هو أقصر مسافة تصل بين الإنسان وأخيه الإنسان، وهو الذي يُعَبِّر بذاته بأفصحَ وأروعَ مما يُعَبِّر عنه اللسانُ.
وبهذا المعنى الكلي والعميق، كان “العطاء” واحداً من أعلى القيم التي دأب الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة – طيب الله ثراه – على غرسها، وأزهرت هذه الحضارة اليانعة التي ننعم بثمارها. وكان هذا “العطاء” هو الإلهام الكبير الذي استقته سمو الشيخة فاطمة من الراحل العظيم، والعنوان الكبير لكل الأدوار العظيمة التي قامت بها، والراية الخضراء العالية لمسيرتها المباركة.
وأضافت معاليها: إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قدوة عظيمة، ومَثَل أعلى، وأنموذج رفيع للشخصية المُلهِمة، التي تتطلع إليها الأجيال وهي تخوض تجاربها في السعي إلى التميز، والتأثير الإيجابي في المحيط، والمثابرة على التقدم إلى الأمام، وصنع المستقبل في الحاضر.
وفي ضوء ذلك كله، نرى مبادراتها سَبّاقة، وأدوارها عملاقة، وثمارها زاهرة وبَرّاقة، وأرقام المستفيدين من نتائجها كبيرة وعملاقة.. فنستذكر، على سبيل المثال لا الحصر، تبرع سموها بعشرة ملايين درهم لحملة العطاء لعلاج مليون طفل معوز داخل الإمارات وخارجها، التي أطلقها في مايو من العام الماضي سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر.
ونستذكر أيضاً تبرع سموها بمبلغ عشرة ملايين دولار لتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين وأسرهم، ومؤازرتهم في تخطي محنتهم، وتلبية متطلبات الحياة الأساسية لهم كالغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية والخدمات التعليمية.
وكذلك تبرع سموها بمبلغ سبعة ملايين درهم لدعم حملة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لمصلحة الشعب العراقي في العام 2003. وتبرع سموها بمبلغ مليوني دولار لمستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر في لفتة من سموها لضرورة تعزيز قدرات المستشفى كونه مخصصاً لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان، ومساهمة من سموها في تعزيز رسالة المستشفى لإنقاذ الكثير من الأطفال الذين يداهمهم المرض ولا تستطيع أسرهم تحمل نفقات العلاج.
وأيضاً تبرع سموها بمبلغ مليون درهم لدعم برنامج الزمالة للتدريب على زراعة الأعضاء في دول المنطقة ولدعم البحث العلمي في مجالات زراعة الأعضاء.
وأضافت معالي الشيخة لبنى القاسمي: وفضلاً عن أعمال البر والمساهمات الخيرية والإنسانية التي بادرت إلى فعلها “أم الإمارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، فإنها قامت بمبادرات كبيرة لتعزيز مكانة المرأة وشحذ همتها للارتقاء في مختلف المجالات وتوسيع مسارات إبداعها داخل الدولة وخارجها، و”الاتحاد النسائي”، الذي أسسته عام 1975 يعد إحدى المنارات الشاهدة على هذه الإنجازات.. وكذلك إطلاقها مبادرة “يوم المرأة الإماراتية” في أغسطس من العام الماضي في الذكرى الأربعين لتأسيس الاتحاد ليكون مناسبة سنوية للاحتفال بإنجازات بنت الإمارات وعطاءاتها المتميزة، ثم إعلان سموها الأخير قبل بضعة أيام أن العام 2016 سيكون عام «المرأة والابتكار» ليشكل منعطفاً مهماً في مسيرة المرأة الإماراتية الرائدة ولتثبت لوطنها وللعالم بأكمله أنها جديرة بحمل راية الإبداع والتفوق في كل قطاع.. وإشارة سموها إلى أن هذا الإعلان يأتي بعد أن حمل يوم المرأة الإماراتية للعام 2015 لقب «المرأة الإماراتية العسكرية» الذي شكلت فيه المرأة الإماراتية وستظل دائماً العون والسند لأخيها وابنها من أبناء القوات المسلحة البواسل وهم يدافعون عن الدار والعروبة والإسلام في أنبل معركة مقدسة.
وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: أينما ننظر، هنا أو هناك، نبصر الأيادي الكريمة البيضاء لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، تزرع الخير في كل مكان، وتلهم الإماراتيين أجيالاً بعد أجيال بأن يكرسوا أنفسهم للبذل والعطاء، حمداً لله على ما أفاض به علينا من نِعَم وبركات. وهكذا نتلقى عنها الدرس بياناً واضحاً، قولاً وفعلاً .. ونحمد الله أن وهبنا “أم العطاء”، فإننا نراها – بحق – “أم العطاء” وليست فقط “أم الإمارات” و “أم العرب”، وأولى بنا اليوم أن نتَوِّجها، بملء قلوبنا .. “أم العطاء .. أم الإمارات”.
واختتمت معالي الشيخة لبنى القاسمي تصريحاتها بالقول: أتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يحفظ لنا “أم العطاء” ذخراً وملاذاً، ورعاية كريمة لكل آمالنا، ودعماً موقداً لعزائمنا، إنه نعم المولى ونعم المعين.
كما أتوجه بخالص الشكر وعميق التقدير لسمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي، وأثني عليها الثناء كله لإطلاق هذه المبادرة الفريدة “جواهر للعطاء”، ولاهتمام سموها الشخصي بالعطاء كقيمة وفضيلة وفعل وممارسة، فهي رائدة أصيلة في تقدير العطاء. ومن هنا جاء تكريمها اليوم لـ “أم العطاء”، كأول من يحمل وسامها الرفيع.