محاور المشاهير عدنان الكاتب يلتقي مصمم دار لويفي جوناثان ويليام أندرسون

  محاور المشاهير عدنان الكاتب يلتقي مصمم دار لويفي جوناثان ويليام أندرسون

التقى محاور المشاهير عدنان الكاتب مدير تحرير مجلة هي مجلة المرأة العربية الأولى ، مع مصمم الدار الإسبانية الراقية والعريقة “لويفي”Loewe ، جوناثان ويليام أندرسون، فدار بنيهم حوارا مطولا وشيقا .

 

كل شيء في حياة جوناثان ويليام أندرسون المولود في أيرلندا الشمالية عام 1984 جرى بسرعة. وبالكاد نتمكن من مواكبة صعوده على سلم النجاح. فبعد ثلاث سنوات على تخرجه، أطلق علامته التجارية الخاصة للأزياء الرجالية، ثم أضاف إليها قسما للأزياء النسائية عام 2010. وبعد عامين، صمم مجموعة لتوبشوب، ومجموعة أخرى لفرسوس بطلب من دوناتيلا فرساتشي. أما دار “لويفي”، فأسست سنة 1846 باعتبارها تعاونية لحرفيي الجلد في مدريد، وتطورت خلال القرن اللاحق، وتوسعت حول العالم، مرسّخة اسمها في عالم الجلود. أطلقت عام 1965 مجموعتها الأولى للأزياء الجاهزة، واشترتها مجموعة الرفاهية “لويس فويتون مويت هنيسي”LVMH  عام 1996.

وفي أواخر العام 2013، وقع أندرسون عقدا مع شركة LVMH ليصبح مديرا إبداعيا لدار لويفي، وهو فقط في التاسعة والعشرين من عمره. وفي الوقت نفسه الذي عُين فيه، أعلنت مجموعة LVMH استثمارها في شركة المصمم الخاصة JW Anderson التي أطلقها في لندن عام 2008.

بدأت طلائع نجاحاته تلمع مع “لويفي” عبر تشكيلة ملابس رجالية في يونيو 2014. هذه المجموعة التي تتميز بالأناقة المسترخية، والتي تجمع بين الأنوثة والرجولة أثارت ضجة وشكلت الخبر الرئيس في أسبوع الموضة في باريس.

الأصداء كانت جد إيجابية، خصوصا أن المدينة كانت مغمورة بحملته الإعلانية الرائعة.

في سبتمبر من العام نفسه، كشف النقاب عن تشكيلته النسائية الأولى في Maison de l’Unesco، وقدم صورة جديدة جذرية للأزياء الجلدية التقليدية للدار. بتصاميم حديثة وشعار جديد وأسلوب تواصل متطور، يسعى لجعل “لويفي” تحاكي جيلا جديدا من المستهلكين، وهو جيله هو تحديدا.
بعد ما يقارب عامه الأول على التصميم للدار الإسبانية، يفكر أندرسون بالتحديات، ويتطلع الى ثورة ما زالت في بداياتها، ويشاركنا إياها الآن، فيخص “هي” بأول حوار موسع مع مطبوعة عربية، حيث تعرفنا عن قرب على هذه الشخصيته المشوّقة التي تفاجئ وتدهش الجميع عند كل منعطف.

محاور المشاهير عدنان الكاتب يلتقي مصمم دار لويفي جوناثان ويليام أندرسون


 هل صحيح أنك في زيارتك الأولى لمصنع “لويفي” قبل تعيينك ذهبت متنكرا في زي صحافي؟

نعم، تظاهرت أنني أعمل لمصلحة مجلة ID. هكذا أرادت مجموعة LVMH، لم تكن فكرتي. أخشى أنها لم تنجح، وفضحني شخص ما هناك. ولكن عندما رأيت المكان أغُرمت به على الفور، وشعرت بأنني أريد تلك الوظيفة، وقد كانت تجربة ممتعة.

ماذا حدث بعد ذلك؟

قدمت كتابا مملوءا بالأفكار للعلامة التجارية. عبرت عن نظرتي تجاه النساء والرجال، وكيفية تعاملي مع الجلود، أسلوب عملي كان قريبا جدا من ذلك.

 

كم من الوقت استغرقت عملية الاختيار؟

كانت سريعة جدا، استغرقت أقل من ثلاثة أشهر. كنا بالفعل في وسط المفاوضات لمناقشة مسألة استثمارهم في علامتي التجارية الخاصة، وظهرت هذه الفرصة الجديدة. الغريب أنها كانت عملية سهلة جدا، لأنها عادة تكون أكثر تعقيدا. كان الجميع موافقا، وكانت عملية سهلة حقا.

 

النية الأولية لمجموعة LVMH كانت الاستثمار في شركتك JW Anderson. هل كان الانضمام إلى مجموعة للسلع الفاخرة أحد أهدافك الأساسية منذ بداياتك؟

في بعض الحالات، إذا كنت ترغب في نمو العلامة التجارية، فأنت بحاجة إلى دعم الناس الذين هم على معرفة بسوق المنتجات الفاخرة، وكيفية التعامل مع الماركة. ولقد وثقت بـ LVMH ودلفين أرنو كثيرا.

 

أن تكون مديرا إبداعيا لعلامتين تجاريتين يعني أن عليك تقديم ثماني مجموعات في السنة، من دون احتساب المجموعات التمهيدية للمواسم. هل أقلقك حجم العمل في أي لحظة؟

لا، يعتاد المرء على ذلك. لقد أسست فريق عمل وإجراءات عمل، وأنا أعرف متى أتوقف؟ تقدير جهود الناس الذين تعمل معهم هو من الأمور الأساسية للنجاح. بصفتي مديرا إبداعيا أنا الرئيس المرئي في هذه العلامة التجارية، وأنا أديرها وأوجّهها. ولكن لدي حاليا فريق عمل من النساء والرجال، من مصممين ومصورين وخبراء تسويق، وهناك الكثير من الناس الذين يشاركون في هذا المشروع، وليس لدي سبب لإخفاء ذلك.

محاور المشاهير عدنان الكاتب يلتقي مصمم دار لويفي جوناثان ويليام أندرسون

لماذا استخدمت في حملتك الإعلانية الأولى لـ “لويفي”، صورا تعود إلى العام 1997 لستيفن ميزل. وكيف كان تأثيرها على الحملة؟

أعتقد أنها كانت لحظة غريبة في عالم الأزياء. يمكن للفنانين أن يعترفوا بتأثرهم بمايكل أنجلو، ولكن في هذه الصناعة ما زلنا نعتقد أنه من الغريب أن نعترف بالتأثيرات الخارجية. لا بد من عرض كل شيء على أنه جديد، ولو لم يكن كذلك. بالنسبة لي من الأفضل الاعتراف بأنك تتأثر بشيء ما. الأزياء هي خلاصة لكل الأشياء التي تحبها وتلهمك. إنها مسألة استخدام ما لدينا، ليس من الضروري إعادة ابتكار ما هو بالأصل جيد جدا.

عند وصول مصمم جديد إلى دار أزياء عليه أن يعمل دائما على كيفية جعل التقاليد تلائم الظروف الجديدة. كيف تتكلم عن ماضي “لويفي” بطريقة حديثة وآنية؟

بالنسبة لي هذه المشكلة غير موجودة، وذلك لسبب بسيط هو أن ماضي “لويفي” غير معروف كثيرا عالميا. في إسبانيا معروفة ومشهورة جدا، ولكن الأمر مغاير في بقية العالم، لذلك أشعر بأنني أستطيع قول كل ما أريد. إنها مثل صفحة بيضاء. مثل أي علامة تجارية تاريخية، “لويفي” لديها مسار طويل وحرفية رائعة يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

بالنسبة لي اللحظة الحاسمة كانت في السبعينيات، عندما غيَّر خافيير كارفاخال، الذي كان مهندسا معماريا آنذاك، صفة “لويفي” من شركة مصنعة إلى ماركة أزياء. عند النظر إلى الارشيف تقفز أهمية هذا الأمر إلى الواجهة. الحداثة والخطوط والمباني كانت مسألة جذرية في إسبانيا في ذلك الوقت. أولت هذه الشركة أهمية كبيرة إلى الرموز حتى العام 1846، مثل الخيول والفلامنكو والحنين الإسباني… ولكن في إسبانيا أكثر من الثيران والفلامنكو. هناك الموسيقى والفن المعاصر. أفضّل اختيار مجالات الماضي التي أعتبرها أكثر أهمية.

كيف اكتشفت المجالات التي تهمك؟

عبر تحديد الأشياء التي تجذبني وما أحبه. هناك الكثير من الأشياء التي تمثل هذه العلامة التجارية والتي حدثت في الماضي، لكن لا تهمني. أنا هنا لتوليد اهتمام جديد. لا جدوى من تبني الأمور القديمة التي رآها الجميع، عليها أن تكون حديثة ومختلفة لكي نتناولها في أحاديثنا. لا يمكن العيش دائما في الماضي؛ نحن بحاجة إلى المضي قدما.

 

تعاقدت مع “لويفي” في سبتمبر 2013 وقدمت مجموعتك الأولى للنساء بعد عامٍ. ماذا حدث في تلك الفترة؟

كان علينا إحداث تغيير في العلامة التجارية في كل المجالات. كانت بحاجة حقا إلى أن تختفي عمليا، بحيث نكون عندما نعيد إطلاقها من جديد سابقين لغيرنا بسنة. من الشركة إلى الشعار والأكياس والمتاجر … كان لا بد من تغيير كل شيء. أمضينا 12 شهرا، ونحن نعمل على مفهوم يكون له تأثير كبير ووجود قوي.

 

 الهوية الجديدة شهدت النور في عام 2014 مع انفجار محسوب له. قدمت مجموعة الملابس الرجالية في يونيو والمجموعة النسائية في سبتمبر. عرضت بعض الملابس من كلتا التشكيلتين للبيع مباشرة بعد العرض للاستفادة من الزخم. كيف كانت تلك التجربة؟

كنت أعرف بالضبط ما كنت أفعله وما أحتاج إليه. لم يكن بالشيء الغريب، كل شيء كان مخططا له. كنت سعيدا بأن الناس كانوا يتحدثون عن المجموعة، فكان ذلك هدفنا الوحيد. كانت نيتنا أن نبدأ بتشكيلة الرجال. قبل ذلك كنا قد قدمنا عروضا صغيرة للرجال، ولكن هذه المجموعة تحديدا كانت إحدى أكبر التحديات لنا. بدأت مصمم ملابس رجالية، وكان من المهم أن أؤدي واجباتي بطريقة جيدة.

 هل حصلت على ردود فعل إيجابية من الصحافة تجاه مجموعاتك الأولى؟

نعم، ولكن نجاح هذه العلامة التجارية لن يأتي أبدا من النقاد. ليس في عالمنا اليوم. لا يوجد في الوقت الحاضر ناقد باستطاعته تغيير مصير دار أزياء أو أي علامة التجارية.

هل تطمح إلى أن تصبح أنت وسيلة الاتصال الخاصة بالدار وأن تتحكم بالصورة والرسالة من دون تدخلات؟

التحكم هو العنصر المهم. من الأفضل في مثل هذه الحالات ألا تتعامل مع هذا الأمر وكأنه عمل تجاري، بل النظر إليه من الناحية العاطفية، فالأمر ليس متعلقا فقط بالمنتج، يجب أن يكون هناك شيء من الحميمية. إذا أنا كنت أستمتع بتجربة، أريد لمعجبيَّ أن يشاركوني بها أيضا، وأريد أن أعرف رأيهم بها. هذه هي الطريقة التي ينبغي التعامل معها في الوقت الحاضر، ويجب أن تكون شخصية، لا يمكنك اللجوء إلى غسل دماغ الشركات من خلال شبكات التواصل الاجتماعية، فهذا الأمر لن ينجح.

 

استوحيت مجموعتك الأولى لـ “لويفي” من أجواء البحر المتوسط. هل يعود هذا إلى تمضية عائلتك إجازاتها الصيفية في إيبيزا في معظم الأحيان؟

 

كان هذا اتصالي الشخصي الوحيد مع الثقافة الإسبانية، ما الموضة الإسبانية؟ ليس لدي أي فكرة. هناك الثقافة الشعبية بطبيعة الحال، ولكن في إنجلترا لدينا الكثير من الناس الذين يلبسون الأزرار، وبالنسبة لي إيبيزا لها صلة بتايلاند أو ألمانيا حيث الناس أحرار. بالنسبة لمجموعتي الأولى للرجال والنساء في “لويفي” تخيلت أناسا في ملابس للسهر يتحضرون للتوجه إلى أروع النوادي الليلية في العالم في مدريد.

هل لا تزال تملك شقة في إيبيزا؟

هي ملك لوالدي، وقد أمضينا مواسم الصيف هناك منذ أن كنت في العاشرة من عمري. كنت في الجزيرة العام الماضي، ولكنني نزلت في أحد الفنادق، أحب المكان، يمكنك أن تبقى وحدك على الشاطئ، أو في وسط مجموعة من 10000 شخص. وكلاهما داخل دائرة قطرها 20 كيلومترا. إنه مكان ساحر حيث يمكنك أن تكون من تريد.

 

مع وصولك إلى “لويفي” جرى نقل تصميم الاستوديو من مدريد إلى باريس، ودار بعض الجدل في ذلك. لماذا قررت أن تفعل ذلك؟

لِمَ لا؟ أعيش في لندن، وشعرت بأنه سيكون من الأسهل لي السفر إلى باريس لأؤدي عملي. ولم يكن هناك شخصٌ آخر غيري لتلك الوظيفة.

 

في هذه الحالة، لماذا لم تؤسس في لندن؟

ظهرت “لويفي” على منصة العرض في باريس، ولم أرد أن تختلط مع علامتي التجارية. في أي حال، أزور مدريد كثيرا، لأنني أصمم جميع الحقائب هنا. وأنا سعيد لأننا أجرينا هذا التغيير. في كثير من الأحيان، لتحقيق نتائج أفضل تحتاج إلى إخراج الناس من حالة الروتين لتجنبهم الاكتفاء بما أنجزوه. وباريس هي مكان فيه الكثير من المنافسة في مجال الأزياء. ليتني أستطيع القول إن لندن هي عاصمة هذه الصناعة، ولكن الأمر في الواقع ليس كذلك.

 

ربما لندن ليست هي عاصمة الموضة، لكنها تشهد نهضة بفضل جيل جديد من المصممين. هل تشعر بأنك جزء من هذا؟

لم يسبق لي أن اعتبرت نفسي جزءا من أي شيء أبدا.

أنت تقول إنك لا تتعلق شخصيا بشيء، هل هذا ينطبق على حياتك الخاصة أيضا؟

حياتي الخاصة هي قصة أخرى، ولكن عملي هو مجرد وظيفة. كلما تقدمت في السن أدركت أكثر مدى أهمية الحياة الخاصة. أي شخص يمكنه الوصول إلى دوري في الموضة، أما حياتي الخاصة فهي تخصني وحدي.

 

هذه الصناعة يمكن أن تكون مستهلكة للوقت والجهد. كيف يمكنك تجنب ذلك؟

عليك أن تعلم متى تنسحب، تحسنت في هذا المجال منذ أن بدأت في “لويفي”. عندما أذهب الى المنزل أحاول أن أجد الوقت لعائلتي وأتجنب التفكير في العمل. عليكَ أن تفصل بين حياتك الخاصة وعملك لكي تكون مستعدا في اليوم التالي لإنجاز المزيد. إذا فكرتُ في عملي طوال الليل وعندما أستيقظ وفعلت الشيء نفسه، فلن أحصل على نتائج جيدة.

 

هل الجو الحالي يساعد على تأسيس علامات تجارية جديدة مثل التي تملكها الآن؟

نعم، هناك المزيد من العلامات التجارية، ونحن نعيش في عالم يحب الموضة. ولكن إذا لم يشترِ الزبون تختفي العلامة التجارية. إنها عملية انتقاء طبيعية، إذا لم تجذب السوق، فسوف تختفي.

 

الحقائب مهمة جدا لدى “لويفي”. ما خطتك في هذا المجال؟

نحن بحاجة إلى تصاميم جديدة، لا يمكنك إعادة إحياء تصاميم الماضي نفسها. حقيبة The Puzzle هي مثال جيد، لأنه لا يوجد شيء آخر مثلها في السوق. نحن بحاجة إلى خلق وظائف وأشكال وتقنيات جديدة. هذه هي نقطة انطلاق للعلامة التجارية: كيفية استخدام الجلود بطريقة مبتكرة حديثة.

 

تبلغ من العمر30 عاما ونصف فقط، لذلك لديك حياة مهنية طويلة أمامك. ما آمالك؟


الاستمرار، إذا استطعت مواصلة إنتاج المحتوى نفسه الذي أقدمه الآن وبالمستوى نفسه، وحافظت على حب الناس واهتمامهم، فهذا يعني أنني سأستمر في العمل.

 

كيف تحب أن يذكرك التاريخ في ما يخص الموضة؟

سأترك الناس تقرر ذلك . لا أفكر أبدا في تلك الأشياء، بالنسبة لي ليس هناك حدود للطموح. المهم هو الاستمرار في المضي قدما.

يمكنك أيضا قراءة More from author