جيجر- لوكولتر تعرض تحفتها آتموس ماركيتري بايي 

resized_Atmos_Marqueterie_C__leste

تعبيرٌ عن الوقت ينبثق من مفهوم مريح و رائع يتميز بغياب التعبئة اليدوية، أو الكهربائية أو أيّ شكل من التدخلات الخارجية، إنها بندولة آتموس من جيجر- لوكولتر التي تتفجر بالطاقة الخلاقة باستمرار. في تكريم لعلم الفلك يأتي الابتكار الجديد المفعم باللون من الدار الكبيرة – غراند ميزون: “آتموس ماركيتري بايي”، لتعلن عن مفاجأةٍ مذهلة حيث التطعيم بالقش بظلال لون واحد أزرق كثيف يستحضر لون السماء في الليل.

جزءٌ منها عبارة عن نحتٍ فنيّ معاصر و جزءٌ يُشكل تجسيداً للإبداع الساعاتي، إنها تمد بنسغ الحياة إلى الأسطورة الصامتة للبندولة الاستثنائية على هيئة عملٍ فنيّ خالص يبدو كأنه قد هوى من السماء ليحط على الأرض.

الشكل هو ما تدور حوله بندولة “آتموس ماركيتري بايي”: فخزانتها الخشبية تنفتح لتكشف عن ميكانيكية ساعاتية مثيرة داخلها، و يتميز هذا البناء الهرمي الشكل برقةٍ و أناقة فنية آسرة كتمثال رائع، بروزاته العشوائية و حوافه الناعمة تنحت خيالنا بلطفٍ و نعومة، مستحضرة أوجه الحجر الكريم أو قطعة الجليد.. و يعود بنا تشكيل الكريستال إلى هيئة نيزكٍ هبط مباشرة من الفضاء و اتخذ شكله الفريد عند دخوله إلى الغلاف الجوي. تداعب النظرة خطوط الخزانة المحززة بكل سرور، و تطوف في رحلةٍ شخصية عبر المعالم الحسية الآسرة لبروزات و أخاديد الخطوط.

,من المعالم الأخرى التي تدور في فلك ” آتموس ماركيتري بايي” هي مادة القش غير العادية التي تم استخدامها هنا و التي تنتمي إلى التقاليد الفنية الفاخرة. لقد أصبح التطعيم بالقش شائعاً في القرن السابع عشر و وصل إلى أوج تألقه بعد قرنٍ من الزمن، تلا ذلك انكفاءٌ طويل إلى أن قام العديد من مصممي الديكور الداخلي المرموقين على نمط “آرت ديكو” بترميم و تجديد أصوله النبيلة، فاستخدموه لتزيين الأثاث، الجدران، و على نطاقٍ واسع في الصالونات الفاخرة على السفن العابرة للمحيط الأطلسي مثل النورماندي.

تتطلب هذه التقنية التقليدية اليوم الكثير من الصبر كما كانت بالأمس، و كذلك المعرفة و الاحترام للمادة المُستخدَمة، و قد تمت صياغتها بمهارة و حرفية من قِبَل الفنانين الحرفيين في “ماونيا” و هو عبارة عن مشغل باريسي صغير متخصص في فن التطعيم، حيث يتم تجفيف القش و من ثم صباغه و بعد ذلك يُشق و يُفتح ليصبح شكله مُسطحاً. أما فيما يخص ” آتموس ماركيتري بايي” فيتم تقطيع كل حزمة على حدة و لصقها لتغطي الألواح الخشبية بالكامل. تُشكل البنية الهندسية لخزانة البندولة التي تخلو بشكل كامل من الأوجه المسطحة مكاناً مثالياً لمثل هذا العمل الحرفي حيث يُتاح إظهار اللمعان الطبيعي للقش. و لضمان انكسار و انعكاس مثاليين للضوء يجب وضع الألياف بشكلٍ مثالي للحصول على المظهر النهائي المرغوب. لا مكان هنا للارتجال.

,لن تكتمل مغامرة ” آتموس ماركيتري بايي” دون أداء التكريم و الإجلال لعالم الفلك في شكل تعقيدة ساعاتية سماوية خلابة. يمنح تصميم البندولة بميناواتها التي تبدو كأنها تطفو في الهواء و ميكانيكيتها المتوازنة بدقة مكان الصدارة عند موقع الساعة 6 لعرض فسيح لأطوار القمر. تظهر أطوار القمر على قرصٍ من اللازورد تزيده الانعكاسات الضوئية المتلألئة جمالاً و أناقةً و تُشكل صدىً لظل القش المُخضب باللون، و في مكانٍ ما، بين الأزرق النيلي و ماوراء البحار يبدو القمر بأطواره محاطاً بزغبٍ من الغيوب في طقسٍ معتدل. و على صدف اللؤلؤ الذي يحاكي الغبار الكوني في شكل كوكبات من نجومٍ لامعة هناك ترصيع بسلسلة من صدف اللؤلؤ التاهيتي تشكل علاماتٍ و مؤشرات و نجوم.

يستمر الشعور بالتناغم البصري الذي يمنحه صدف اللؤلؤ الأبيض على الميناء المُطعم، و على علامات الساعات المُثبتة بطريقة التركيب و هي أيضاً من صدف اللؤلؤ التاهيتي الداكن. يخلو هذا الجمال من أيّ خدعة أو حيلة، بل يجسد الاتقان الفائق في التعامل مع المواد، و اللعب الذكي على التشكيل و التركيب بالإضافة إلى وفرة من الفوارق اللونية الدقيقة. و في النهاية يخضع كل شيئ لاعتبار جيجر- لوكولتر و هاجسها الماضي الحاضر لضمان قراءة واضحة مبهجة لكل ما تعرضه هذه البندولة.

يمكنك أيضا قراءة More from author