هبة مشاري حمادة

 

هبة مشاري حمادة .. اسم تردد كثيرًا في الجلسات وفي الصحافة والتلفزيون؛ لأنها استطاعت أن ترسم حيزًا من مساحة العبقرية والتفرد للمؤلف، وأن ينافس كاتب العمل نجومه من الممثلين على مساحة حب الجمهور، ويجعل لنفسه موقفًا مغايرًا عن كل من حوله، بالعزف على أوتار جديدة، أو إعادة النغمات القديمة بأسلوب جديد وعصري، كاشف للمجتمع، ليس للعيوب والنقائص، بل هو يحاول أن يوجد لها علاجًا عن طريق مميزاته وتفرده.

وربما الوحيدَيْن اللذين نجحا في اقتناص هذه المساحة من الشهرة والنجومية، هما أسامة أنور عكاشة في مصر، ومحمد الماغوط في سوريا. وبإضافة هبة مشاري حمادة إليهما، فإن هذا الثلاثي بدأ أديبًا، ثم تجلت الموهبة وفرضت نفسها سواء في التلفزيون أو السينما أو المسرح.

ومنذ فترة، لا حديث في الصحافة الفنية في الكويت إلا عن الموهبة الجديدة في عالم الكتابة الدرامية الكاتبة الكويتية الشابة هبة مشاري حمادة التي اعتمدت على تحليل قضايا المجتمع والتطرق إلى المناطق الإنسانية الخصبة بالتفاعلات والأحداث والشخصيات وعلى التباين الصريح بين الشخصيات وتوجهاتها في كتاباتها الدرامية.

وعزفت هبة حمادة الحاصلة على درجة الماجستير في الأدب والنقد على أوتار التميز والإبداع لتعيد الدراما الهادفة إلى المسلسلات الكويتية والخليجية بعملين عُ هما: “أبلة نورة” و”فضة قلبها أبيض”.

ويعتبَر مسلسل “أبلة نورة” التجربة الأولى لها في مجال الدراما الخليجية الذي كان يعالج المشكلات المدرسية هذا المسلسل كان من بطولة حياة الفهد، ومرام، وهند البلوشي.

وتناولت في هذا العمل قصصًا واقعية لمراهقات من داخل المجتمع الإماراتي داخل المدرسة وخارجها. وكشف هذا المسلسل أسرارًا جديدة من حياة الطالبات استلهمتها من تجربتها الشخصية في دور مدرسة لغة عربية.

أما المسلسل الثاني فهو “فضة قلبها أبيض”في رمضان 2008، الذي لاقى صدى واسعًا لدى المشاهدين، والذي كان يناقش مشكلة تطرح لأول مرة على شاشات التلفزيون؛ هي المتخلفون عقليًّا عبر امرأة في العقد الخامس والمشكلات التي تواجهها في حياتها. المسلسل من بطولة القديرة سعاد عبد اللهـ وهو أول تعاون جمعهما.

وكان العمل مغايرًا للسائد في المجتمع الخليجي عن طريق تناول وضع إنساني لقصة امرأة ناقصة الأهلية تجعل الأشخاص يتعاطون معها سلبًا وإيجابًا بتدرج أحداث سلسة في المسلسل.

وتتميز كتابات هبة مشاري حمادة بأنها ذات توجه أكاديمي، تهدف به إلى إثارة أسئلة وبناء الأحداث على تلك الأسئلة، فيما تسمى “ممكنات النص” و”اختيار النص”.

ومن أهم ما يميز أعمال الكاتبة الكويتية الشابة والأم لثلاثة أطفال، أنها تضفي مساحة من الإيجابية والأمل في ختام الأحداث، كما أن الحلول تأتي إيجابية. وهي تؤكد دائمًا أن أي كاتب يجب أن يكون موضوعيًّا ومحايدًا في اختياراته، وأن يأخذ في الاعتبار رأي “المشاهد الضمني” أثناء الكتابة ومدى تقبله وتفاعله مع النص.

وتعتبر هبة أن العمل الدرامي يسهل قياس مدى نجاحه أو فشله بمدى تقبل المشاهدين إياه، على خلاف العمل الأدبي الذي يحتاج إلى جهد ووقت، خاصةً أن العالم العربي صارت القراءة فيه شيئًا نادرًا، ولا يزال كتابة الرواية الأدبية حلم يراودها وتتمنى تحقيقه في المستقبل.

وترى هبة مشاري حمادة أن جمال العمل الدرامي يبرز عندما يتحول النص من عمل ورقي وكتابة فقط إلى شخصيات حقيقية تُعطَى الملامح الخاصة بها.

وبالتأكيد، فإن عملية الكتابة خاصة الدرامية ليست بالشيء السهل ولا الهين بتاتًا. ومن أهم الصعوبات التي تواجهها عند كتابتها النص الدرامي، مشكلة الحلول الدرامية والعمق الاجتماعي للنص؛ بسبب غياب “السلم الاجتماعي” بالمجتمع الكويتي خاصةً، والخليجي عامةً، مثل غياب أصحاب المهنة أو الحرفة المحليين، على خلاف ما هو موجود بالدول العربية، مثل مصر وسوريا، الذي أثر في الدراما المحلية سلبًا وزاد الصعوبات في وضع الحلول الدرامية للنص.

لكنها –كعادتها- تبرع في أن تجد من كل شيء صعب أمورًا إيجابية وجيدة؛ فتلك الصعوبات جعلت النص يركز على التعمق في الشخصية تعمقًا رئيسيًّا، والتفاعل معها تفاعلاً تصاعديًّا، وتطورها وكيفية تحررها عن طريق الظروف والخبرات التي تتعرض لها.

أما المسلسل الثالث “أم البنات” فهو رائعتها التي اكتسحت بها جميع القلوب، ونالت بها المراكز الأولى في جميع الاستفتاءات. والتي استمر عرضها لمدة 11 شهرًا على التوالي على جميع القنوات التلفزيونية.

المسلسل بكل بساطة كان يناقش مشكلة تسلط الأب وجبروته ونظرته التقليدية إلى المرأة، والتحولات التي تحدث لهذه العائلة بنقلات مهمة بالمسلسل عبر ست بنات وأمهم. المسلسل من إخراج عارف الطويل في ثاني تعاون له معها الفنانة سعاد عبد الله.

لها مسلسل باسم “رصاصة رحمة” لم يعرض إلا في 2010، صُوِّر سنة 2008. وكان من المقرر أن يُعرَض على شاشة دبي لشهر رمضان 2008، لكن أُجِّل عرضه إلى وقت لاحق.

المسلسل من بطولة مريم الصالح، وعبد العزيز جاسم، وإبراهيم الحربي، ولمياء طارق، وإلهام الفضالة، وطيف، وسعاد عبد الكريم، وشوق، وعبد الله بهمن، ومشعل الجاسر، ومن إخراج منير الزعبي، وإنتاج الفنان باسم عبد الأمير.

أما مسلسلها الذي استمرت به مسيرة الإبداع والتألق، فكان “بوكريم برقبته سبع حريم” الذي عُرض على شاشة MBC، ولاقى نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا في كل أرجاء الوطن العربي. ولاقى مسلسلها “كنة الشام وكناين الشامية” الذي يشارك فيه نخبة من ألمع النجوم، وتعود به إلى سبعينيات القرن الماضي.

أهم أعمالها في الدراما

فضة قلبها أبيض 

أبلة نورة 

أم البنات 

رصاصة رحمة 

أميمة في دار الأيتام 

زوراة خميس 

بوكريم برقبته 7 حريم 

كنة الشام وكناين الشامية