ناصر القصبي

“شفرة الضحك” وجين الكوميديا الذي يسري في عروقه من الصعب أن يتم تحليله إلى عناصر، ولا أحد يقدر أن يفهم يوما سر العبقرية على رغم محاولات الكثيرين، ولأن الفنان الحقيقي هو الذي يستطيع أن يعرف متى يترجل عن الفرس، وأي المعارك تستحق أن يخوضها وفي أي توقيت، ناصر القصبي كان له قرار غاية في الأهمية بعد أن قرر أن على “طاش ما طاش” أن يتوقف، علينا أن نأخذ استراحة من أجل مراجعة للشفرة التي يمتلكها.

هو ناصر بن قاسم القصبي، من مواليد الرياض، وهو من مؤسسي الدراما والمسرح في السعودية، وبدايته كانت في مسرح الجامعة وظهوره الحقيقي كان في مسرحية “التائه” وشاركه بطولتها راشد الشمراني، وإخراج رشدي سلام، حيث بدأ مشواره الفني سنة 1984،ارتبط في مشواره الفني بالفنان السعودي عبد الله السدحان، وهو أحد أبطال المسلسل العربي الأشهر “طاش ما طاش” بأجزائه الثمانية عشرة.

تخرج في كلية الزراعة من جامعة الملك سعود، وقالت عنه زوجته إنه فنان لا علاقة له بالزراعة؛ حيث كان أسوأ شيء فعله هو محاولته تقليم أشجار حديقة منزلهم، حيث تركها فارغة.

تربطه علاقة صداقة قوية بالبحر والصحراء، وهو محبّ للغة العربية، والجزء الذي لا يعرفه الكثيرون عن القصبي أنه كاتب له قلم ساحر، وله كتاب بعنوان “الرملة” تضمن رحلة قام بها مع مجموعة من أصدقائه إلى الصحراء في ديسمبر/كانون الأول عام 2005، وتضمن الكتاب رصدا للرحلة في مجموعة أبواب (مصورة)، وأيضا يمتلك القصبي عينا ذات موهبة في التقاط الصور الفوتوغرافية التي حواها الكتاب؛ حيث تم تصوير أكثر من ثلاثة آلاف وستمائة صورة، واختير للكتاب فقط 240 صورة فرزها في ستة أشهر، حيث كان القصبي هو مخرج الصور، وهو الذي يختار الزاوية والمكان والزمان.

وكما يمتلك الموهبة في السخرية والضحك ونقد المجتمع في تقمصه للأدوار المثيرة للجدل؛ لا يسلم من النقد الحاد والمتواصل الذي دائما يرد عليه بسخريته المعهودة وبابتسامة لا تفارقه؛ حيث يتميز بكوميديا فريدة من نوعها لا يجيدها إلا هو.

ومن المواقف التي تعكس شخصية ناصر القصبي المحبة للإبداع والابتكار على الرغم مما قد يلاقيه من النقد حينما كان القصبي في الجامعة، اتصلت به الطالبة بدرية البشر وطلبت منه أن يكتب لهم مشهدا مسرحيا لأحد العروض التي ستشارك فيها في نهاية العام الجامعي، فوعدها أن يكتب المشهد لها على الفور، لكن بشرط واحد أن يتزوجها، ليكون أغرب شرط للزواج على الإطلاق، وبالفعل تزوج القصبي من الكاتبة المعروفة بدرية البشر، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم: راكان، ومهند، وهالة.

وأهم الأعمال الدرامية التي شارك فيها “أحلام سلوم”، و”عودة عصويد”، و”أبو مشعاب”، و”رفاقة درب”، و”راحت علينا نومه”، و”بداية النهاية”، و”القصر” والمسلسل الشهير “طاش ما طاش” في أجزائه الثمانية عشرة، و”كلنا عيال قرية”.

ومن الواضح أن القصبي صغيرا كان يعد نفسه لأن يصبح ممثلا بارعا، والأهم مختلفا تماما، فحين كان الأطفال يتسمرون أمام شاشة التلفزيون لمتابعة (ميكي ماوس) وبرامج الأطفال كان الطفل ناصر القصبي يريد رؤية محمد علي كلاي الملاكم الأمريكي المسلم وهو يتقافز كالفراشة ويلسع كالنحلة فيزيد هذا التعليق من حماس الطفل ومعه يزداد التعلّق بمنطق القوة وسطوة الجسد، فكانت حركة ثني اليدين ونفخ العضلات أول “لازمة” تمثيل تنقل ناصر لعالم المدرسة، حيث ذُهل مدير مدرسته آنذاك من جرأته، فوافق على إلحاقه مع أخويه في نفس المدرسة رغم صغر سنه.

ولم يكن القصبي الطالب النجيب وكان يبذل أقل جهد ممكن يضمن الحد الأدنى من اجتياز المراحل الدراسية، فهو يرنو إلى هدفه أن يصبح ممثلا شهيرا وكان يردد لأهله: “سأكون ممثلا، أنا ممثل فلا تطلبون منّي غير ذلك!”.

وبدأ في تقليد المعلمين في المدرسة، وحين وجد القبول من أقرانه لهذه السخرية المبكرة أيقن بنجاح (الهدف) والمستقبل، حانت له فرصة كبيرة حين اختير الفتى ناصر مع بعض من زملائه للتمثيل على خشبة المسرح المدرسي وهنا تعرّف على مفردات مثل (نص، مخرج، ديكور، جمهور، بروفات).. إلخ، وانهمك في التدريبات اليومية، ولكن للأسف لم تعرض المسرحية لسبب ما، الأمر الذي خلق غصّة في حلقه كانت بمثابة (بروفة) أولى لغصات وانكسارات مستقبلية سيواجهها بضحكات مجلجلة.

وحين التحق القصبي بجامعة الرياض سألوه أي تخصص يرغب في دراسته أجاب على الفور: (أي كلية فيها مسرح) وكانت كلية الزراعة حينها هي المكان المشهور بالنشاط الفني وبالتحديد المسرحي، وعندما علم أنها كلية الزراعة لم يتوان في التسجيل بها، وذهب مباشرة إلى مشرف المسرح بالكلية وطرح سؤالا مباشرا (هل عندكم مسرح)!.

وهناك وجد البيئة الفنية المناسبة لنمو واحد من أكبر نجوم الكوميديا في كلية الزراعة، وأيضا وجد زملاء سيرافقونه في مسيرته الدرامية.

اختير ناصر القصبي ضمن أفضل 43 شخصية مؤثرة في العالم العربي من قبل مجلة نيوزويك (الطبعة العربية) في احتفال كبير، وشاركه في التكريم رفيق دربه عبد الله السدحان.

القصبي الذي شكّل نقطة تحوّل في عالم الكوميديا في العالم العربي، حقق نجاحا كبيرا في مسلسل “طاش ما طاش” الذي أحرز جائزة أفضل مسلسل كوميدي في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون 2010.

مسلسلاته

بداية النهاية

 عودة عصويد

 أبو مشعاب

 طاش ما طاش

القصر

أبو العصافير

أبيض وأسود

 كلنا عيال قرية

 37 درجة مئوية

 جاري يا حمودة

طيش عيال – رسوم متحركة

 واي فاي