ستّ خطوات أساسية لصحّة أفضل

صحة المراة

غالبا ما نتخذ العديد من القرارات التي تتعلق بصحتنا مع بداية كل عام جديد، سواء من ناحية خسارة الوزن أو تناول الطعام الصحي أكثر، أو ممارسة الرياضة.

ولكن مع مرور بعض الوقت نبدأ بتناسيها، لذا من المهمّ أن نتذكر أن اعتماد عادات صحية والالتزام بها مسألة مهمة جداً لا تقتصر على المظهر الخارجي فقط.

من هذا المنطلق، وللاحتفال باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من مارس من كل عام، ولتشجيع السيدات على تجديد التزامهم بالحياة الصحية، ابتكر مستشفى “برايت بوينت رويال” النسائي ستّة قرارات صحّية تساعد المرأة على الحفاظ على العادات السليمة، وعلى نشاطها، ولياقتها البدنية، وجمالها الداخلي والخارجي.

وتشرح الدكتورة “أنسيلما فيراو” المستشارة في طب النساء والتوليد في مستشفى “برايت بوينت رويال” هذه القرارات قائلة: لا تقتصر الصحة الجيدة والسعادة على التحلّي بوزن مناسب لكي نرتدي ثياباً معيّنة. فالتغاضي عن إجراء الفحوصات الطبية الملائمة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة في المستقبل.

وتضيف: لكن لحسن الحظ، نستطيع مكافحة هذه المشكلة عن طريق التنبّه والكشف المبكر، وعوضاً عن اتّخاذ قرارات تركّز على الوزن، وضعنا رزنامة تضمّ ستّة قرارات صحية.

وتقول: من خلال زيارة الطبيب مرة كل شهرين، تحرص المرأة على الحصول على صحة أفضل عام 2015، وإليك هذه النصائح:

1. إجراء فحص لسرطان عنق الرحم

يعتبر سرطان عنق الرحم نوع السرطان الثاني الأكثر شيوعاً بين النساء حول العالم بعد سرطان الثدي، وهو يصيب نحو 500 ألف امرأة كل عام.

فعند الإصابة بهذا المرض، تتكاثر الخلايا السرطانية في أنسجة عنق الرحم، أي الجزء الأدنى من الرحم الذي يمتدّ إلى المهبل ويصله به.

ويعتبر الكشف المبكر مهم جداً للوقاية من سرطان عنق الرحم إذ أنه لا يسبّب عادة أي عوارض في مراحله المبكرة.

حيث يعتبر النزيف غير الطبيعي أو النزيف أو الألم أثناء الجماع أو الإفرازات المهبلية من عوارض مراحل متقدّمة أكثر من هذا المرض.

وغالبا ما يستعين خبراء الرعاية الصحية باختبار “باب” لملاحظة التغيّرات غير الطبيعية في أنسجة عنق الرحم السرطانية أو التي قد تصبح سرطانية.

ويمكن تجنّب سرطان عنق الرحم في سنّ مبكرة بفضل التلقيح المتوافر للنساء في سنّ الثامنة عشرة من العمر، وبإمكانهنّ إتمام عملية التلقيح كلها في غضون 6 أشهر.

وكلما تمّ تشخيص مرض سرطان عنق الرحم باكراً، زادت فرص العلاج، فالإصابة من التهابات مستمرّة بفعل أنواع خطيرة من فيروس الورم الحليمي البشري HPVقد يكون مؤشراً على الإصابة بسرطان عنق الرحم والسرطان قبل الغزوي في المستقبل، يجري الكثير من الأطباء اليوم اختباراً للفيروس إلى جانب اختبار “باب”.

2. الحفاظ على كليتين سليمتين

يُعتبر مرض الكلى المزمن، وهو المرض الذي يصيب واحد من كل عشرة أشخاص حول العالم، من أبرز المخاوف الصحية للمرأة، وعادة ما يسبّبه ارتفاع ضغط الدم والسكري، ويشكّل المناخ الحار والأطعمة التي تحتوي على الكثير من البروتين عاملاً مساعداً على تشكّل الحصى في الكلى.

ويقول الدكتور “ديباك بيلاي” من مستشفى “أن.أم.سي” التخصّصي في أبو ظبي إنّ مرض الكلى المزمن قد لا يسبّب أي علامات أو عوارض، حتّى أنّ المصاب قد يفقد 60 إلى 70% من وظيفة الكلى قبل ظهور أي إشارات تنبئ بالمرض.

وتظهر علامات مرض الكلى المبكر من خلال تورّم الكاحلين وانتفاخ الجفون خاصة في الصباح، وظهور الدم في البول، وضغط الدم غير المضبوط، والبول الرغوي، أمّا العلامات والعوارض المتقدمة، فقد تشمل خسارة الوزن، والتعب، وفقدان الشهية.

لكن لحسن الحظّ أن إجراء فحص بول بسيط لكشف وجود الدم والبروتين أو فحص دم لكشف مستويات الكرياتينينقد يعطي معلومات مهمّة عن حالة المريضة الصحية.

وللحفاظ على صحة الكليتين وتجنّب المشاكل الناتجة عن سوء عمل الكلى، من المهمّ فحص الكليتين، وشرب كمية كافية من المياه.

3. الاهتمام بالعظام

يعتبر ترقّق أو هشاشة العظام حالة طبية تصبح فيها العظام هشّة وضعيفة، وهي تصيب عادة الكبار في العمر، لاسيّما النساء، لكن مع إتّباع أسلوب حياة غير صحي، وعادات طعام سيئة، ونقص فيتامين (د) الناتج عن تجنّب التعرّض إلى أشعة الشمس، تكون النساء من مختلف الأعمار معرّضات للإصابة بهذا المرض.

وبهدف تجنّب الإصابة بهذا المرض، من المهمّ التعرّض لأشعة الشمس لمدة تترواح بين 15 و20 دقيقة كل يوم، وتناول أطعمة غنيّة بالكالسيوم كالحليب واللبن والجبنة قليلة الدسم، وعلى المرأة بعد انقطاع الطمث أن تطلب من الطبيب إجراء فحص لكثافة العظام لمعرفة ما إذا كانت عرضة للانكسار بسهولة.

4. الحفاظ على صحة القلب

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية من الأمراض المنتشرة في العالم، وهي المسبّب الأول لوفاة المرأة في العديد من الدول، مع أنّ الاعتقاد السائد هو أنّ أمراض القلب تصيب الرجال أساساً.

وتشمل أمراض القلب والأوعية الدموية مرض القلب التاجي (النوبة القلبية)، والمرض الدماغي الوعائي (السكتة)، وارتفاع ضغط الدم، ومرض الأوعية الطرفية، ومرض القلب الروماتيزمي، ومرض القلب الخلقي، وقصور القلب، وتسبّب هذه الأمراض أكثر من 30 في المائة من الوفيات حول العالم.

ويمكن الآن التأكّد من سلامة القلب عبر فحوصات بسيطة لقياس مؤشر كتلة الجسم، ومستويات الغلوكوز والكوليسترول وضغط الدم، كما يمكن تحسين سلامة القلب إلى حد كبير عبر ممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي، والإقلاع عن التدخين.

5. التنبّه إلى سرطان الثدي

سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً في العالم بين النساء وثاني أكبر مسبّب لوفاة النساء بعد أمراض القلب والأعوية الدموية.

ويؤكد الأطباء أن لنشر التوعية أهمية كبيرة في محاربة هذا المرض، وذلك لكي تدرك المرأة عوارض سرطان الثدي وخيارات الكشف والعلاج المتاحة أمامها.

وكشفت مصادر طبية أن واحدة من بين ثماني نساء ستُشخّص بمرض سرطان الثدي في حياتها، لكن الجيد أنّ غالبية الحالات التي يتمّ كشفها باكراً تتعافى كلياً، لذلك يعتبر الكشف المبكر عن هذا المرض مهم جداً.

ولذلك يشدد الخبراء أن على المرأة أن تفحص نفسها كل شهر للتأكد من خلو ثدييها من أي كتل، كما بإمكانها إجراء صورة شعاعية للثدي أو الخضوع لفحص في عيادة طبية كل سنة.

ويجب على المرأة زيارة الطبيب فوراً عند ملاحظة أي من العوارض الآتية:

• كتل أو سماكة في أنسجة الثدي

• تغيّر حجم الثدي أو شكله

• طفح على الحلمة أو خروج الإفرازات منها

• تورّم تحت الإبط أو حول الترقوة

6. الوقاية من مرض السكري

تشير أرقام الاتحاد الدولي لداء السكري أنّ انتشار مرض السكري بين سكان العالم وصل إلى 19 في المائة، أي أنّ نحو شخص واحد من بين خمسة أشخاص مصاب به، وأنّ 16.6 في المائة من سكان العالم معرّضون للإصابة بالسكري، ممّا يجعل منه مشكلة حقيقية.

ويقول الأطباء إن هذا المرض قد يصيب النساء من كل الأعمار بسبب عدم ممارسة الرياضة، والبدانة، والأسباب الوراثية، وتناول الطعام الغني باللحوم والنشويات، والتدخين.

وللحدّ من خطر هذه الإصابة، يجب مراجعة الطبيب وتقييم خطر الإصابة بالسكري عبر إجراء فحص سكّاني لقياس مخاطر الإصابة بالسكري، أو ببساطة عبر إجراء فحص دم.

يشار هنا إلى أن خطر إصابة المرأة بسكري الحمل يزداد أثناء فترة الحمل، وبالإمكان الحدّ من هذا الخطر إلى حد كبير عبر إتّباع أسلوب حياة صحي.

ويشدد الخبراء على أن تغيير أسلوب الحياة، مثل تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والتخفيف من تناول الأغذية المُعالجة وتناول المزيد من الفواكه والخضار، وإتّباع حمية غذائية لا تحتوي على الكثير من النشويات، وممارسة الرياضة لـ30 إلى 40 دقيقة كل يوم، والإقلاع عن التدخين، كلّها عناصر تحدّ من خطر الإصابة بالمرض.

يمكنك أيضا قراءة More from author