الذكرى السنوية لدار كريستيز للمزادات في الشرق الأوسط

تحتفل دار المزادات العالمية كريستيز في شهر مارس بمرور عشرة أعوام على بدء مزاداتها بدبي. وبهذه المناسبة، أعربت كريستيز عن فخرها بما اضطلعت به من دور كبير في إرساء دعائم سوق الأعمال الفنية الشرق أوسطية وتعريف العالم بقرابة سبعمائة من الرسامين والنحاتين الشرق أوسطيين عبر عرض أكثر من 2650 لوحة ومنحوتة تنافس المقتنون من أرجاء العالم على اقتنائها. وخلال الفترة ذاتها، عرضت كريستيز أكثر من 2000 ساعة وقطعة مجوهرات فريدة اجتذبت المقتنين من حول العالم، واليوم يمثل المشترون المشاركون بمزادات كريستيز بدبي نحو ثلاثين جنسية. وتستحوذ كريستيز على نسبة 70 بالمئة من سوق الأعمال الفنية الشرق أوسطية وتنفرد بمكانة ريادية منذ بدء مزاداتها بالمنطقة قبل عشرة أعوام.

وتعود بداية أعمال كريستيز بالمنطقة إلى شهر مايو 2004 عندما دُعيت دار المزادات العالمية لتنظيم أول مزاد من نوعه ببلدان مجلس التعاون لأعمال فنية يُخصَّص ريعها لأعمال خيرية، وتحديداً مزاد «قافلة الجِمال». وخلال المزاد المذكور ارتأى كبار التنفيذيين في كريستيز توسيع رقعة أعمال دار المزادات العالمية العريقة التي تأسست قبل 250 عاماً نحو منطقة الشرق الأوسط لما تشهده من نهضة واسعة ومتسارعة. وبالفعل، وخلال عام واحد افتتحت كريستيز مكتباً تمثيلياً لها بدبي في مطلع أبريل 2005 لتكون السبَّاقة بين دُور المزادات العالمية في هذا المضمار. وللاحتفاء بهذه المناسبة، نظَّمت كريستيز معرضاً دولياً لمعروضات مختارة كان الأول من نوعه بالمنطقة.

وفي 24 مايو 2006، وعند الساعة 7:00 مساء، شهدت دبي انعقاد أول مزاد للأعمال الفنية بمنطقة الشرق الأوسط، حين صعد يوسي بيلكانين، الذي يشغل حالياً منصب الرئيس العالمي لدى كريستيز، إلى المنصة مفتتحاً المزاد ومعلناً بعدئذٍ بقليل عن بيع لوحة «الفلاح» للفنان التشكيلي العراقي شاكر حسن آل سعيد (1925-2004) بثلاثة أضعاف القيمة التقديرية الأولية الدنيا. تلتها 128 لوحة بيعت خلال المزاد لتحصد معاً ما مجموعه 8.5 مليون دولار أمريكي، وليشهد المزاد 53 رقماً قياسياً عالمياً جديداً للفنانين المشاركين. ومنذ ذلك الحين، شهدت مزادات كريستيز بالمنطقة 350 رقماً قياسياً عالمياً إضافياً، وحافظت كريستيز عن استحقاق على مكانتها الريادية في سوق الأعمال الفنية الشرق أوسطية.

وفي 31 يناير 2007 أعلنت كريستيز عن مزاد ثانٍ هو «مزاد المجوهرات والساعات المعاصرة»، وحقق المزاد نجاحاً واسعاً، وفي شهر أبريل من السنة اللاحقة بيعَت «قلادة أم كلثوم» خلال مزاد كريستيز مقابل 1.4 مليون دولار أمريكي، وتتألف القلادة الأيقونية من تسعة صفوف من اللآلئ الطبيعية الهندية. وشهد موسم مزادات كريستيز المذكور، وهو الرابع لها بالمنطقة، رقماً قياسياً عالمياً مازال قائماً حتى هذه اللحظة لكافة الأعمال الإبداعية المباعة في مزادات علنية بمنطقة الشرق الأوسط حين بيعت المنحوتة البرونزية «الجدار» للفنان الإيراني العالمي برويز تنافولي (وُلد 1937) مقابل 2.8 مليون دولار أمريكي.

وفي عام 2010 عرضت كريستيز في مزادها للأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة مقتنيات د. محمد سعيد فارسي من الأعمال الفنية الشرق أوسطية الحديثة ذات الجودة المتحفية الرفيعة، وبيعت الأعمال المعروضة كافةً وحصدت ما مجموعه 15.4 مليون دولار أمريكي، محققة رقماً قياسياً مازال قائماً لمجموعة مقتنيات فنية شخصية مباعة في مزاد بمنطقة الشرق الأوسط. وفي أعقاب المزاد المذكور عَهِد عددٌ متزايد من المقتنين إلى كريستيز عرض مقتنياتهم الشخصية من الأعمال الفنية في مزاداتها، واستحوذ هؤلاء على نسبة وصلت إلى 90 بالمئة في أحدث مزاداتها. ويقول خبراء كريستيز إن هذا التطور إنما هو شاهد على أهمية دبي كحلقة وصل تجارية راسخة لأفضل الأعمال الفنية الشرق أوسطية، الأمر الذي اجتذب أيضاً أعداداً متزايدة من المقتنين الدوليين الباحثين عن أفضل اللوحات والمنحوتات في العالم، حيث يستحوذ هؤلاء المقتنون الدوليون على نسبة 45 بالمئة من مبيعات مزادات كريستيز مقابل 55 بالمئة للمقتنين من بلدان الشرق الأوسط.

وبعد أن شكَّلت المزادات الخيرية بوابة عبورها إلى أسواق المنطقة، واصلت كريستيز على امتداد مواسم مزاداتها بدبي دعم العديد من المؤسسات الخيرية والإنسانية. وفي أبريل 2011 عَهِد المشروع الفني الطليعي «حافة الجزيرة العربية» الذي حطَّ الرِّحال في العديد من عواصم العالم إلى كريستيز بيع ستة أعمال فنية لجمع الأموال اللازمة لدعم البرنامج التعليمي المنبثق عن المشروع. وبلغت التقديرات الأولية لتلك الأعمال نحو 150.000 دولار أمريكي، غير أنها حصدت أكثر من مليون دولار أمريكي، وأصبح الفنان التشكيلي السعودي عبدالناصر غارم الأغلى بين الفنانين العرب الأحياء.

وفي أكتوبر 2013 عقدت كريستيز أول مزاد مستقل للساعات بالمنطقة، وبعد عام ونصف العام حقق أول مزاد للساعات ذات الملكية المتعددة رقماً قياسياً حين بيعت كافة الساعات المعروضة وبنسبة 100 بالمئة.

وإلى جانب مواسم المزادات المتعاقبة، عرضت كريستيز في دبي أبرز معروضات مزاداتها الدولية المرتقبة، مثل مجوهرات إليزابيث تايلور في أكتوبر 2011؛ واستضافت إشهار كتب جديدة مثل كتاب Contemporary Iranian Art: New Perspectives للدكتور حامد كيشمرشيكان؛ مثلما استضافت الخطاط والفنان التشكيلي التونسي نجا مهداوي الذي أنجز عملاً فنياً خلال معرض المعاينة في أبريل 2012. ونظَّمت كريستيز معارض خاصة للفنون الشرق أوسطية للتعريف بالآفاق الإبداعية في المنطقة؛ ثم أبرمت شراكة مؤخراً مع «أحمد صدّيقي وأولاده» لإطلاق «أسبوع الساعات – دبي» في أكتوبر الفائت.

وخلال الأعوام العشرة الماضية شهدت الحركة الثقافية والإبداعية في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عامة تحولات واسعة، على صُعُد عدة، وفي موازاة ذلك التزمت كريستيز بتنظيم مواسم مزادات منتظمة، مثلما التزمت بالاستثمار في فريق من المختصين المحليين واتخاذ عدد من كبار المديرين التنفيذيين لديها من دبي مقراً لهم، مدعومين بشبكة من الاستشاريين الإقليميين في أرجاء الشرق الأوسط. وهكذا أسهمت كريستيز في إرساء دعائم سوق أعمال فنية بمعايير عالمية رفيعة في دبي.

وانطلاقاً من حرصها على مواكبة مزاداتها لتطلعات المقتنين، وفي إطار احتفالها هذا العام بمرور عشرة أعوام على انطلاقة مزاداتها بالمنطقة، كشفت كريستيز مؤخراً عن المزاد الجديد Element of Style الذي سيُعقد في شهر مارس من كل عام.

يمكنك أيضا قراءة More from author