أفلام الرعب المصرية بين الجن والسحر والكوميديا

تعتمد أفلام الرعب على رسم صورة تثير الخوف في قلوب المشاهدين، حيث يستعين المخرج بأحداث خارقة للعادة، أو أشباح، كما يعتمد بدرجة كبيرة على المؤثرات البصرية، والجرافيك التي تساعد على تأكيد هذه الصورة لدى المشاهدين.

وفي السينما المصرية، اعتمدت أفلام الرعب في بدايتها على طريقة بسيطة لتجسيد الخوف، ولكن حينها، كانت لها تأثير كبير على قلوب الكبار قبل الأطفال، فمن منا ينسى شخصية فرانكشتاين، والرجل المستذئب، وكذلك شخصية الأشكيف التي رعبت جيلًا كاملًا وكانت تعرض ضمن حلقات مسلسل “ألف ليلة وليلة”.

وحين عرضت هذه الأعمال حظيت بنجاح كبير، فلم تكن التكنولوجيا والوسائل الحديثة بالشكل الذي نعهده الآن، حيث بلغت أفلام الرعب في الزمن الحاضر شكل تخطى كل الحدود، معتمدا على الخدع والجرافيك والبرامج الحديثة التي تظهر الرعب بشكل أكثر دقة وإقناعا.

وأغلب أفلام الرعب المصرية اعتمدت على مادة الجن، والعالم الآخر غير المرئي، والسحر الأسود، وهو ما اتضح في أفلام مثل: موعد مع إبليس، الإنس والجن، الشيطان يُغني، وعاد لينتقم.

وبالنسبة للفنانين المصريين، كلن للفنان الراحل يوسف وهبي، السبق في تقديم هذه الأعمال، حيث جسد دور الشيطان وبرع به في فيلم “سفير جهنم” عام 1945 حيث حاول أن يظهر في شكل الشيطان في بعض فترات الفيلم والذي تدور قصته حول شيطان ظهر لأسرة فقيرة حاول أن يستغل ظروفهم لإغوائهم للتخلي عن مبادئ الخير والابتعاد عن الله ويحقق مراده في استقطاب المزيد من الناس إلى النار.

أما الفنان محمد صبيح فقد جسد شخصية “المومياء”، والتي تم اقتباسها من شخصية فرانكشتاين في فيلم “حرام عليك” عام 1954، والذي تدور أحداثه حول اثنين من الأصدقاء هما إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري، واللذان يعملان في محل للآثار والموميات، ويحاول طبيب شرير يجسد شخصيته “استيفان روستي”، إجراء عملية استخراج مخ إسماعيل ووضعه في المومياء لإحيائه مستعينًا في ذلك بخطيب ابنة أخيه الطبيب الذي سخره ووضعه تحت سيطرته وحوله إلى مستذئب، وجسد شخصيته الفنان نبيل الألفي.

في حين قدم الفنان فؤاد خليل فيلم “التعويذة” عام 1987، ولعب دور الدجال الذي يرغب في شراء منزل عائلة محمود ياسين، الذي يعيش فيه مع زوجته يسرا، وحين رفضوا يبدأ في ترويعهم باستخدام كل الطرق المرعبة والمخيفة وبعد أن تنتصر عليه الفنانة يسرا بقراءتها لآية “الكرسي” يمزق الدجال لحم وجهه ويتحول إلى شكله الحقيقي شيطان ذو قرنين ويقتل مساعده.

الفنان أحمد عدوية، قدم فيلم “أنياب”، والذي يحكي قصة تعطل سيارة بشاب وشابة في ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلان طلباً للنجدة ويكتشفان أنه منزل لـ”دراكولا” وأصدقائه مصاصي الدماء.

بينما جسد الفنان صلاح رشوان شخصية “الأشكيف” المخيف في مسلسل “ألف ليلة وليلة”، الذي يعتمد على سرد بعض القصص الخيالية، وشاركته البطولة الفنانة ليلى علوي، التي كان يحتجزها في قفص ويمنعها من الخروج إلى أن جاء زعفران وخلصها وقتل الأشكيف.

وفي فيلم “الأنس والجن”، تعود الفنانة يسرا، التي تعمل في إحدى مراكز البحوث، من الولايات المتحدة بعد حصولها على الدكتوراه، ثم تقابل جلال، الذي يجسد شخصيته عادل إمام، الذي يخبرها أنه خبير سياحي ولكن تراه في حجرتها يحذرها من أن تتزوج من أسامة، الذي يجسد شخصيته عزت العلايلي، وأنه من الجن.

حنان ترك أيضا شاركت في هذه الأفلام، عبر فيلم “أحلام حقيقية”، والذي يحكي حكاية زوجة وأم “حنان ترك”، ترى في منامها جرائم قتل وسرقة وتجدها تتحقق في الواقع بشكل يجعلها محط اشتباه، إلى أن ترى حلمًا بمقتل ابنتها الوحيدة، وفي نهاية الفيلم يحل الضابط الذي يجسد شخصيته فتحي عبد الوهاب، لغز القصة والتي كانت تدبرها صديقتها المقربة والمريضة نفسيًا “داليا البحيري”.

ومن الأفلام الحديثة أيضا فيلم “الدساس”، والذي يدور في إطار أفلام الرعب الكوميدي، باستخدام أحدث التقنيات الفنية من أجهزة الصوت والماكياج والخدع ومغامرات الأكشن الجديدة على السينما المصرية ولا يخلو الفيلم من بعض الإسقاطات السياسية.

وهناك فيلم “كامب” الذي يحكي قصة مجموعة من الشبان الأثرياء بينهم شاب فقير، يذهبون لأحد المنتجعات للاحتفال بالتخرج، يحب هذا الشاب الفقير فتاة من بين المجموعة لكن أحد الأثرياء يعتدي عليها، فيقرر حبيبها الانتقام منهم، كل ذلك في جو من الأحداث الغريبة والرعب.

وأخيرا، فيلم “وردة”، والذي تدور أحداثه في العالم الغامض والمخيف للجن والشياطين واستخراج الأرواح، وذلك من خلال قصة فتاة تتعرض لمس شيطاني يحيل حياتها وحياة من حولها إلى جحيم.

يمكنك أيضا قراءة More from author