أطباء في أبوظبي يمنحون امرأة مسنة فرصة جديدة للعيش

 

resized_Dr Wissam Al Sahli

استعادت جدّة إماراتية في الثانية والتسعين من العمر عافيتها وكسبت فرصة جديدة للعيش، بعدما نجح الأطباء في العاصمة الإماراتية بإجراء عملية جراحية طارئة لإنقاذها من نوبة قلبية خطيرة ومضاعفات أخرى.

فقد قرّرت عائلة هذه المرأة المسنّة المقيمة في بني ياس نقلها إلى مستشفى “أن أم سي” التخصّصي في أبوظبي بعدما ساورهم القلق حيال شعورها بوعكة صحية وبضيق النفس. وسرعان ما تجلّت خطورة الوضع إذ تبيّن للأطباء أنّها تعرّضت لنوبة قلبية خطيرة سببها تصلّب شرايين القلب بنسبة تتراوح بين 90 و95%، فضلاً على إصابتها بالتهاب رئوي وانخفاض ضغط الدم.

وبعد تشخيص حالة المريضة، بدأ فريق من الأطباء في وحدة العناية المشدّدة في مستشفى “أن أم سي” التخصّصي، بقيادة طبيب القلب الاستشاريد. وسام الساحلي، بتقديم علاج شمل مجموعة من المضادات الحيوية المقاومة للالتهاب الرئوي وأدوية مذوّبة للخثرات. وأجروا أيضاً الفحوصات اللازمة، قبل تجهيز المريضة لعملية رأب وعاء طارئة، وهي عبارة عن عملية جراحية بسيطة تشمل قثطاراً بالونياً ذا رأس مجوّف لإزالة الانسدادات في الشرايين، ووضع دعّامة للسماح للدم بالتدفّق بشكل طبيعي.

وبما أنّ الوقت كان يداهمهم، أجرى د. الساحلي عملية رأب الوعاء لهذه المرأة المسنّة ونجح في فتح الشريان المسدود. ومع أنّ كل عمليات القلب الجراحية تحمل معها مخاطر، كانت وضع هذه المرأة المسنّة خطيراً جداً بسبب سنّها ووضعها الصحي، فشكّل استخدام القثطار ووضع الدعامة في شريانها التاجي تحدياً صعباً للغاية.

لكن بفضل تدخّل الخبراء، نجحت العملية وتحسّنت صحة المريضة. وخرجت من المستشفى بعد ثلاثة أسابيع من إعادة التأهيل، وها هي اليوم بصحة جيّدة وتعيش مع عائلتها من دون مساعدة طبية.

تعليقاً على هذه العملية، قال د. الساحلي: “يسعدنا أنّنا استطعنا إجراء العملية قبل فوات الآوان، إذ أنّ عائلة المريضة لم تتردّد في إدخالها المستشفى. يجب أن يدرك الأشخاص مفهوم ’الساعة الذهبية‘ ويصطحبوا المريض فوراً إلى المستشفى. فكلّما أسرعنا في إعادة مجرى الدم الطبيعي إلى القلب قلّت الأضرار”.

وتابع د. الساحلي قائلاً: “لا يمكن إجراء عمليات رأب الوعاء إلا في المستشفيات التي تضمّ مختبراً ملائماً لقثطرة القلب، لذا من المهمّ اصطحاب المرضى الذين يعانون عوارض النوبة القلبية إلى مراكز متخصّصة بالقلب ومجهّزة جيداً، شأن جميع مستشفيات أن أم سي في أنحاء دولة الإمارات. لكن في حال لم تكن المستشفيات مجهّزة جيداً، قد تؤدي الحالات الطارئة من هذا النوع إلى تلف دائم في القلب أو حتّى إلى الوفاة”.