أحمد الشقيري

كانت أول سجدة يسجدها الإعلامي السعودي أحمد مازن الشقيري لخالقه سبحانه وتعالى بعد 21 عاما من مولده فى جده عام 1994 وكانت نقطة تحول في حياته حيث قال عنها: “ما زلت أذكر أول صلاة صليتها كانت صلاة العصر وصليتها في البيت ومن يومها بديت الصلاة وكنت في هذه الفترة موجود في أمريكا”.

بعدها بحوالى 6 سنوات جاءت نقطة التحول الثانية في حياة الشقيري وكانت في شهر مارس عام 2000- عندما بدأ يبتعد عن تدخين السجائر والشيشة وهى مرحلة استغرقت عامين كاملين امتلئا بالعقبات فكان يقلع عن التدخين أسبوعا ثم يعود إليه الأسبوع الذى يليه، إلى أن امتنع عن التدخين تماما.

نقطة التحول الثالثة فى حياة الشقيري كانت عام 2002، عندما بدأ يكرس وقته وجهده لمساعدة الشباب عبر برنامجه “يلا شباب” بمشاركة الممثلين المصريين أحمد الفيشاوي وعمرو القاضي وتناولوا فيه قضايا الشباب بشكل جديد لا يعتمد على الخطابة بقدر ما يعتمد على لغة بسيطة تجذب هذه الفئة من الجمهور.

شارك الشقيري في برنامج “رحلة مع الشيخ حمزة يوسف”، الذي عرض على شاشة “MBC” وقامت فكرته على مرافقة مجموعة من الشبان للداعية الأمريكي حمزة يوسف في مواقع مختلفة من بينها الولايات المتحدة.

ثم جاءت تجربة الشقيري الأبرز في التقديم التلفزيوني عبر برنامج “خواطر” والذي يعد استكمال لمشروع بدأه من خلال كتابة مجموعة من المقالات الأسبوعية في صحيفة المدينة السعودية تحت عنوان “خواطر شاب”، وقامت فكرة البرنامج على تقديم قضية شبابية معينة في حلقة لا تتجاوز مدتها خمس دقائق، في شكل أقرب إلى النصيحة الموجهة للشبان والشابات.

تزوج الشقيري من رولا دشيشة وهي مصممة أزياء سعودية صممت ثيابه في برنامج “خواطر من اليابان” والمستوحاة من التراث الياباني ولديه ولدان هما يوسف وإبراهيم ويملك الشقيري مشروعا تجاريا خاصا به ينفق منه على نفسه وعلى أسرته في بيع الأدوات المنزلية هذا بالإضافة إلى أعماله الدعوية والتطوعية.

كثير قد لا يعلمون أن الأرباح التي يحققها برنامج “خواطر” ومقهى “أندلسية” وموقعًا إلكترونياً يملكه، تذهب لتنفيذ المشروعات الخدمية في المجتمع.

“لو كان بيننا”.. هو اسم البرنامج الشهير الذى قدمه الشقيري لموسمين كاملين؛ حيث كان ينزل فيه الشقيري إلى الشارع ويلتقى الناس، مسلطًا الضوء على كثير من ممارساتهم اليومية ويقارنها بممارسات الرسول، صلى الله عليه وسلم.

الشقيري هو صاحب “مقهى أندلسية” التي حرص على إقامتها بمكان يستعيد روادها من خلاله أجواء الأندلس العبقة, وغرناطة وقصر الحمراء وأشبيلية كنموذج لأول مقهى ثقافي موجود بمدينة جدة يقدم بجانب المأكولات والمشروبات ندوات وكتب في شتى فروع المعرفة، والمحظور الوحيد على روادها هو تدخين السجائر والمعسل.

“رحلتي مع غاندي” هو اسم الكتاب الذي لخص فيه الشقيري تجربته في الحياة ساردا تفاصيل رحلته إلى الهند، لمدة 10 أيام قصد فيها الخلوة مع الله والابتعاد عن الدنيا ومشاغلها.

الشقيري تحدث في كتابه عن تعلق قلبه بالجوال واللاب توب وصراعه مع نفسه في غض البصر عن النساء، حاكيا تجربته مع السيدة التركية التي كانت سببا في أن يصدر كتابه باللغة الإنجليزية “محمد صلى الله عليه وسلم في القرن 21”.

البعض أطلق على الشقيري لقب “ابن بطوطة” لعشقه الشديد للسفر والترحال، فأخذ يجوب البلدان شرقا وغربا فسافر إلى بلاد ما وراء السند والهند واليابان رافعا شعار (الحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها فهو أحق بها).

أقصى المخالفين والمنتقدين لخطاب الشقيرى لم ينكروا أنه إعلامي موهوب، واصفين حديثه بأنه يفتح باب الرجاء والأمل لتقديم إعلام جاد يطرح القضايا الاجتماعية بطريقة مبتكرة، وتتناسب مع لغة العصر واحتياجات المشاهد من التلفاز.

الشقيري في نظر كثير من متابعيه فارس ماهر يمتطي صهوة جواده ويتجه صوب هدفه بجسارة ودقة وقدرة رائعة على المناورة والاقتراب من ذلك الهدف.

وبحسب مجلة أريبيان بزنس فقد احتل الشقيري المركز (143) في قائمة أكثر 500 شخصية عربية مؤثرة في العالم العربي، حائزا المركز الأول كأقوى شخصية مؤثرة في الوطن العربي من الشباب في الاستفتاء الذي أجرته مجلة شباب 20 الإماراتية، كما فاز عام 2010 م بجائزة أفضل شخصية إعلامية شابة في ملتقى الإعلاميين الشباب الثالث بالأردن.